Site icon IMLebanon

«الناس بالناس… والحكومة بالنفاس»؟

 

هل تتذكرون المثل العامي الذي يختصر تماما الوضع اللبناني البائس «الناس بالناس والقطّة بالنفاس»؟

 

مكبّات النفايات بدأت تتحوّل الى جبال، والفائض منها يصل الى حدود الشبابيك في بعض المناطق، وحتى الساعة وبعد سنوات، تفشل الحكومة في معالجة هذه الكارثة، وصرخة النائب طوني فرنجية، امس تكشف العجز الحكومي، كما تكشف المجارير التي تصبّ في شواطئ لبنان والكسارات والمرامل التي «تكدش» جبال لبنان، يا «قطعة سما».

 

مرج بسري، منطقة سياحية بامتياز، خضار وجمال وهدوء، وناس يعيشون بأمن وسلام، لكن وحش الصفقات، يريد تهجير الناس وحفر الجمال والاخضر، وتحويل المرج الى بحيرة، تهدد المنطقة بشرّ مستطير، لأنها سوف تقوم على فالق زلزالي يؤكده الخبراء، واكدته الطبيعة في زلزال العام 1956.

 

جميع المؤسسات المالية والاقتصادية، عدا عن الخبراء اللبنانيين يحذّرون يوميا بل اكثر من مرة في اليوم، وحتى ان المسؤولين يعرفون ذلك تماما بأن لبنان اصبح في نصف الهاوية، وسوف يسقط الى قعرها قريبا، ان لم تعالج الحكومة العجز والهدر والصفقات، وتجتمع الحكومة، وتقرّ الموازنة ولو على علاّتها، ولكن الحكومة لا تجتمع، لأن هناك من يعطّلها لاهداف، لا علاقة لها بالناس وما يعانون من فقر وقهر وهواجس وخوف، وبعض المعطّلين يصرّون على وقاحتهم، والبعض الاخر يسوح داخل لبنان وخارجه، ضاربا عرض الحائط بتحذيرات البطريرك الماروني بشارة الراعي بأنه «لا يحق لرجال السياسة تسخير المؤسسات العامة والدستورية لرغباتهم ومطالبهم، وتعطيل اعمالها ساعة يريدون…»

 

هل تعلمون ان عطلة القضاء، الطويلة، ستعطّل قضايا الناس وحقوقهم، وان المتقاعدين العسكريين، سيغلقون مداخل الشوارع التي تؤدي الى مجلس النواب يوم غد الثلثاء، ويعطّلون اعمال الناس وتحرّكهم، وربما يعطلون مجلس النواب؟

 

وهل سمع المسؤولون ما قاله امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على تلفزيون المنار يوم الجمعة الماضي، وهل سمعوا او قرأوا ردّ رئيس حكومة الكيان الاسرائىلي بنيامين نتانياهو على نصرالله مهددا بضربة ساحقة للحزب ولبنان؟

 

هل كل ما يجري داخل لبنان وخارجه، لا يستحق اجتماعا استثنائىا للحكومة اللبنانية، او على الاقل لمجلس الدفاع الاعلى؟

 

الى هذا الحدّ وصلت البلادة وعدم الاهتمام، عند المسؤولين، ليتركوا الشعب اللبناني الى مصيره وقدره، كأي شعب يتيم؟

 

لا اعرف متى يهبّ الشعب لمحاسبتكم، ولكن ما اعرفه واتوقعه، ان حسابكم سيكون عسيرا.