Site icon IMLebanon

مع أو ضد أن يشارك كاهن برشق الحجارة؟

 

حجر الأبونا رزق يخلق جدلاً في زحلة

 

 

تفاعلت عبر وسائل التواصل الإجتماعي المواقف المتناقضة حيال الفيديو الذي ظهر فيه الأب طوني رزق من مدينة زحلة وهو يشارك برشق الحجارة مع شبان من محلة حوش الأمراء على آخرين، على خلفية إشكال بين الطرفين إثر دخول أحدهم حاملاً راية «حزب الله» الى حرم ثانوية حوش الأمراء، التي تشكل واحدة من أكبر الأقلام الإنتخابية في مدينة زحلة، والتي تستقطب المقترعين من فئات تواجهت إنتخابياً، ولا سيما «القوات اللبنانية» و»حزب الله»، محاولاً خلق الإستفزازات في القلم.

 

فما كاد الجدل الذي أثاره الفيديو يهدأ بعد أيام من إنتشاره، وينصرف الزحليون مجدداً إلى أمورهم الحياتية الضاغطة، حتى أشعله مجدداً كتاب موجه الى حاضرة الفاتيكان، نشره الدكتور بيار شبيب على صفحة فايسبوك كما بدا من الصور المتداولة عنه، ونشر أيضاً عبر صفحة «جريدة الروابي» المحلية عبر موقع فايسبوك، يستنكر فيه كأحد أبناء الطائفة الكاثوليكية التي يخدم الأب رزق ككاهن لها في زحلة، ما اعتبره «تصرفاً مشيناً» من قبل الكاهن، مستذكراً «تاريخ أساقفة ورجال دين عُرفوا بالإعتدال والإنفتاح وتعلقهم بالإنسان والعيش المشترك والقضايا المشرقية العادلة». وتوجه شبيب الى قداسة البابا في كتابه محذراً «من مغبة مشاركة رجال دين مسيحيين في تأجيج مشاعر الحقد والكراهية بين اللبنانيين ومحاولة إعادة أجواء الحرب الأهلية»، ويأمل من البابا «إتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل منع تكرار هذه التجاوزات».

 

هذا الكتاب الذي انتشر على نطاق واسع، إستدعى موجة من الإنتقادات والردود، التي لم تتوان في البحث بالخلفيات السياسية لناشرها، معلقة على صورة profile له عبر فايسبوك يظهر من خلالها مع النائب جبران باسيل، ما سهل وضع كتابه في إطار الخلاف السياسي.

 

وفيما لفت نأي السلطة الكنسية في زحلة بنفسها عن وضع حد للنقاش الدائر بين أبناء المدينة الواحدة، جاءت محاولة وقف الجدل من قبل الأب رزق نفسه، الذي طلب من وسائل التواصل والإعلام عدم التداول بعد الآن بهذا الخبر. وذلك بعد أن انضم الى صفوف من ردّوا على كتاب شبيب الى البابا قائلاً: «المشين هو عدم الدفاع عن ديانتنا المسيحية وعقيدتنا وكرامتنا الانسانية ممن يهاجمونها بإستمرار، لأننا لسنا أبناء جارية ولا ذميين»، مضيفاً: «انا اليوم أعلن أمام الجميع أني لم أقم سوى بما أملاه علي ضميري وكهنوتي، وعليه أعلن، وأنت الضعيف أمام ما تتعرض له من ردات فعل قام بها أبناء وبنات الشرف والكرامة، أني قد سامحتك كما أسامح من جاراك برأيك، وتوجه لي بالإساءة. وأشكر كل من تضامن معي واطلب منهم الاكتفاء بما ردوا به عليك حتى الآن».

 

وهكذا تحول فيديو الكاهن وكتاب الطبيب ومن ثم تعليق الأب رزق عليه، موادّ إضافية لتعليقات وتعليقات مضادة، أسقطت أرضية التشارك حول رؤية وموقف واحد مما جرى، وأقحمت النقاشات في مضامين الخلافات السياسية الإستراتيجية حول مفهوم المواطنة والمواجهة، ومن هم الأحرار ومن يتصرفون كذميين. ما يولّد خشية من تحول ميزة التنوع المسيحي تحديداً في عاصمة الكثلكة، الى شروخ داخلية بين أبناء مدينة واحدة، هي من أكبر المدن المسيحية في الشرق. وهذا، ربما، ما لم تحسب له بعض الأفعال والأقوال والردود عليهما الحسابات الدقيقة.