على صفحته في «فيسبوك»، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صوراً لمزارعين لبنانيين أثناء قطافهم لأشجار الزيتون، التي يملكونها، في بلدات عيترون، ميس الجبل، وبليدا الحدودية، معلقاً بالقول إن «جيش الدفاع فتح الحدود أمام مزارعين لبنانيين يقطفون الزيتون داخل الأراضي الإسرائيلية، بخطوة إنسانية تتكرر كل عام».
لم يلتفت المزارعون الجنوبيون لما كتبه أدرعي، «كون هذه الأراضي الحدودية هي ملك لهم منذ مئات السنين، وقبل وجود ما يسمّى الكيان الصهيوني المحتل»، يقول المزارع أحمد حمدان، ابن بلدة ميس الجبل الحدودية، ويوضح أن «أبناء ميس الجبل وعيترون وبليدا يقصدون أراضيهم، التي هي أصلاً لا تزال داخل الحدود اللبنانية، ورغم كل محاولات جيش العدو لمنعهم سابقاً من الدخول إليها، فإنهم يزرعونها، ويقطفون أشجار الزيتون المعمّرة، التي يزيد عمر بعضها على مئة سنة، وهذه الأشجار موجودة ومزروعة من أجدادنا قبل الاحتلال الإسرائيلي، وعمرها يفوق عمر الكيان المحتل». ورأى المزارع الجنوبي أن ما نشره أدرعي يُدين الكيان الإسرائيلي، لـ«أن المزارعين يقطفون أشجار يملكونها، منذ عشرات السنين ووجودها وثيقة تُدين الكيان المحتل».
ويشير رئيس بلدية ميس الجبل، عبد المنعم شقير، إلى أن «أبناء ميس الجبل يملكون أكثر من 100 دونم من الأراضي التي يحاول العدو إيهام المجتمع الدولي بأنها ضمن حدود فلسطين المحتلة، لكن الواقع هو خلاف ذلك، لأن أبناء البلدة يملكون وثائق ومستندات تثبت ملكيتهم لهذه الأراضي منذ مئات السنين، وهذه الأراضي يقوم الأهالي بمساعدة البلدية على حراثتها وزراعتها كل عام، وهي ضمن الحدود اللبنانية، ويتم الدخول إليها من دون عوائق، وفي كل مرة يحاول العدو منعنا من الدخول إليها نواجهه بكل ما أوتينا من قوة، علماً أن العدو كان قد ضمّ أراضي لأبناء بلدتنا إلى حدوده المصطنعة ويحاول منع عدد من المزارعين من الدخول إلى جزء من أراضيهم المحررة».
ويلفت رئيس بلدية عيترون، سليم مراد، إلى أن «مزارعي البلدة يقومون بقطف موسم الزيتون ضمن نطاق ملكياتهم للأراضي من دون منّة من أحد، ولن نعبأ لتهديد أو وعيد، وسنبقى نتصدى لأطماعكم في ظلّ ثالوث الجيش والشعب والمقاومة».
يذكر أن العدو في عام 2007 منع بعض مزارعي عيترون من التوجه إلى أراضيهم الزراعية في خلّة الغميقة، بمحاذاة الحدود مع فلسطين. لكن المزارعين والأهالي واجهوا الأمر، واستمروا في زراعة أراضيهم. ويؤكد كبار السنّ في عيترون أن «هذه الأراضي تزرع منذ زمن بعيد من قبل أهالي عيترون وأنها ملك لهم وهي على الحدود مع بلدة المالكية (إحدى القرى السبع) التي يوجد فيها أكثر من 300 ألف متر مربع لأبناء عيترون تمّت مصادرتها من العدو الإسرائيلي أثناء احتلاله فلسطين».
ويؤكد ذلك ما ذهب إليه أحد أصحاب الأراضي، محمد علي السيد، بقوله: «أنا ووالدي نزرع الأرض منذ أكثر من 70 عاماً وهي أرض موروثة، وقد عمل الفرنسيون آنذاك على وضع إشارات ما زال بعضها ظاهراً حتى الآن تشير إلى أن الحدود خارج أرضنا وموازية للموقع الإسرائيلي الموجود الآن والذي يدعى عريض الهوا».
ويفيد السيد بأنه «في بداية الثمانينيات شقّ جنود العدوّ خندقاً في وسط أراضينا الزراعية كإشارة للحدود الجديدة، ولكن رغم ذلك استمررنا في زراعتها». ويذهب إلى أنه «يملك هو وعلي عبد الحسين فقيه وخليل فقيه وعبدالله عبدالله أوراقاً ثبوتية تثبت ملكيتهم للأرض».
ويشير رئيس بلدية عيترون، سليم مراد، إلى أن «في 23 شباط 2013 اعترضت بلدية عيترون عبر قيادة الجيش اللبناني على ترسيم إحدى النقاط على الخط الأزرق بين نقطتي B 56 وBP 26، حيث استحدثت هذه النقطة في المنطقة المسماة خلّة الغميقة من قبل اليونيفل في المنطقة الشرقية للبلدة، وقد جرى تسليم الكتاب إلى الجيش اللبناني من قبل رئيس البلدية، مع إصرارنا وتأكيدنا أن هذه الأرض تعود ملكيتها لمحمد ضاهر السيد، وقد بدأت المشاكل حول هذا الترسيم منذ عام 2000».