بصراحة وبدون لف ودوران، لبنان ليس له مصلحة في أن يكون تابعاً لحكم «الملالي» في إيران لأسباب عدة، فنعم نحن عرب منذ وجدنا على هذه الأرض الطيّبة، ويكفي أنّ جميع الدعوات والانبياء جاؤوا من عندنا هذا أولاً… فالنظام اللبناني نظام ديموقراطي فلماذا لا نريد أن نكون فرساً؟
لبنان بلد حر، يعيش فيه المسلمون والمسيحيون في صيغة فريدة من نوعها… لكنها مميزة.. والأعظم في النظام اللبناني أنّ المسلمين والمسيحيين يؤمنون بصيغة العيش الواحد أو المشترك، بينما نظام «الملالي» الايراني يختلف كلّ الاختلاف عن النظام اللبناني.
من حيث المبدأ لا توجد حرية أو ديموقراطية أو انتخابات شرعية بالمعنى الحقيقي في إيران كما هي الحال في لبنان… إذ يكفي أن يكون في إيران هيئة تشخيص للنظام تدرس وتقرر السماح لأي مرشح لرئاسة الجمهورية أن يخضع لموافقة تلك الهيئة كي يسمح له بالترشيح.
أما بالنسبة للعيش المشترك فإنّ نظام «الملالي» لا يسمح بإقامة مسجد لأهل السنّة ليصلّوا فيه، بالرغم من ان 25٪ من الشعب الإيراني هم من أهل السنّة.
ثانياً: لبنان بلد عربي مؤسّس لجامعة الدول العربية وعضو فيها… بينما النظام الايراني يعتبر نفسه نظاماً فارسياً، يريد أن يعيد أمجاد الامبراطورية الفارسية.. ويتباهى رؤساء «الملالي» بتصريحات متكررة أنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، بمعنى أدق انهم يحكمون أربع دول عربية مستقلة هي العراق واليمن وسوريا ولبنان.
وهنا نسأل: هل جرت في تلك البلاد استفتاءات أو أي نوع لاستمزاج رأي أهل تلك البلاد، إن كانوا يختارون ذلك النظام أم لا وكيف يسمح المسؤولون الايرانيون بهذا الشيء؟
ثالثاً: منذ اللحظة الاولى لعودة آية الله الخميني الى طهران، كان أول عمل قام به تأسيس الحرس الثوري، وهو النظام العسكري الذي يحكم إيران، ومن أجل خداع المسلمين أُنشئ ما يسمّى بـ»فيلق القدس»، وترأسه ضابط كبير من الحرس هو اللواء قاسم سليماني، ليخدع المسلمين في العالم بحجة تحرير القدس… وبالفعل تم إغلاق السفارة الاسرائيلية في طهران واستبدلت بسفارة فلسطين، واتهم الدبّ الأكبر والدبّ الأصغر أي أميركا وإسرائيل بالإستكبار بل زاد أيضاً لقب الشيطان الأكبر والأصغر على المسرحية… كل هذه ألاعيب ليسرق العلم الفلسطيني ويكمل عملية خداعه، بأنه يريد تحرير القدس..
وهنا نسأل الحرس الثوري والأهم آية الله خامنئي الذي رفع شعار الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر: ماذا فعل خلال ثورته؟ أمن القضاء على مليوني سوري وتشريد 25 مليوناً آخرين بحجة «داعش» و»ماعش» و»القاعدة» و»النصرة» وبعض أسماء لم نعرف من أين أتت وكيف اختفت؟.. هذا في سوريا وهو ما ادّعوا انه الإنجاز الأول…
الإنجاز الثاني في العراق الذي يعاني يومياً من القتل والتدمير، ومن جميع أنواع الحروب بين ميليشيات شيعية أسسها اللواء قاسم سليماني لتخريب العراق ولعدم وجود أي نوع من الاستقرار، فهل هذا كان لمصلحة الشعب العراقي؟ وهل يصدّق أي إنسان أنّ أغنى بلد في العالم أصبح فقيراً وشعبه يتسوّل؟
اليمن وما أدراك ما اليمن.. هذا البلد الفقير الذي يعاني من الفقر والجوع… هل يتحمّل حروباً أهلية؟ وهل الحوثيون هم الذين يريدون تحرير اليمن؟
كيف كانت اليمن… وكيف أصبحت بفضل نظام «الملالي» في العراق؟
لبنان الذي تحوّل من سويسرا الشرق ومن أجمل بلد في العالم حيث شعبه لم يكن يعرف النوم. فكان البلد السياحي الاول في الدول العربية بينما صار اليوم أفقر بلد عربي، شعبه من أفقر شعوب العالم، وبات شعباً منكوباً أكثر من نصفه هاجر ولم تتوقف الهجرة بل هي في ازدياد.
لا مجال للمقارنة بين ما يسمى الفرس أو الدولة الفارسية وبين البلاد العربية. فلنأخذ مثلاً المملكة العربية السعودية، مملكة الخير والبركة لأهلها ولكل بلاد العالم. يكفي أنها الملجأ الحقيقي لكل أبناء البلاد العربية، ويكفي ايضاً ما تقدمه للمسلمين وللدول العربية وحتى الأفريقية وبعض البلدان العربية والاسلامية كباكستان والصين والشرق الأقصى.
نريد أن نتمثل بالإمارات العربية المتحدة: بدبي و»أبوظبي» وغيرهما من الإمارات، حيث التطوّر الهائل عمرانياً واجتماعياً، إذ تحوّلت الإمارات الى قبلة أنظار الناس، وصارت معلماً سياحياً لا يمكن إغفاله.
أبناؤنا يهاجرون الى دول الخليج بأعداد كبيرة، ينعمون بالسلام والهدوء والخير والكرامة…
وأتساءل: لماذا لا يذهب هؤلاء الى إيران؟ الجواب بسيط… وماذا سيفعلون فيها؟ هل يذهبون للتدرّب على فنون الحرب والسلاح ويجاهدون في سبيل… ماذا؟
كفى كفى كفى… يا جماعة فمهما فعلتم وتحركتم ومهما ضغطتم فلن تصلوا الى نتيجة.
ما تفعلونه هو تدمير للإنسان اللبناني ولكل لبنان.
الحرب انتهت.. وكذبتكم الكبرى أنكم تحملون السلاح للدفاع عن لبنان منذ 21 سنة كانت خدعة إذ لم تطلقوا رصاصة واحدة على إسرائيل… ذهبتم الى سوريا للدفاع عن بشار الأسد، وذهبتم الى العراق لدعم التيارات الشيعية المتطرفة وقتلتم الشعب العراقي، ذهبتم الى اليمن لقتل الشعب اليمني ولتنفذوا أوامر إيران بتخريب اليمن ونشرتم مفهوم القتل والتخريب.. فهل هذا هدفكم؟