IMLebanon

كراهية الفرس للعرب والإسلام

 

لا يكره الفرس العرب فقط، بل يكرهون الإسلام قبلها، ونقولها بوضوح شديد كما يكرهون نبيّه عليه صلوات الله، والمتأمّل في تاريخ المسلمين منذ بدايته يجد أنّ هذه الكراهية منهم قد سبقت ولادة نبيّ الإسلام صلوات الله عليه، فمنذُ فزع موبذان الفُرس لرؤيا رآها، قام منها مضطرباً فوضع تاجه وجلس بين كبار قومه وقال لهم: “لقد رأيت رؤيا عجيبة. فقالوا: ما هي؟، قال: رأيت إبلا صعاباً، تقود خيلاً عُرْباً، عبرت دجلة والفرات إلى أرضنا”… وإن هو إلّا حين حتى كانت ليلة ولادة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، فارتجّ إيوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شُرفة، وليلتها خمدت نار فارس التي لم تخمد منذ ألف عام، وجفّ ماء بحيرة ساوى، وأرسل كسرى رجاله يسألون، فجاءوه قائلين: “لقد ولد نبيّ العرب”.

 

ما تفعله إيران اليوم في العالم العربي هو نفسه ما سبق وفعلته على امتداد تاريخ طويل من العداء “الكسرويّ” الفارسيّ لنبيّ الإسلام صلوات ربّي عليه، ففي العام السّادس للهجرة، بعث نبيّنا صلوات الله عليه رسائله إلى ملوك الأرض، ومن بينهم أرسل رسالة إلى كسرى ملك فارس حملها الصحابيّ عبدالله بن حذافة السهميّ، واختلف تلقّي الملوك لهذه الرسائل، فأمّا هِرَقل ملك الرّوم والنَّجاشيّ ملك الحبشة والمقوقس عظيم القِبْط، فتأدّبوا وتلطّفوا في جوابهم، باستثناء كسرى ملك فارس الّذي لمّا قُرِىء عليه كتاب النبيّ فقد صوابه قائلاً: من عبدي هذا الذي تجرّأ ووضع اسمه قبل اسمي، واستلّ سيفاً ومزقَ الكتاب وأمر بالقبض على رسول الله محمّد بن عبدالله… قال  ابن المُسيَّب: فدعا عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “أن يمزّق ملكه كلّ ممزّق” [صحيح البخاري]، وقد وقع ما دعا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد استولى على عرش كسرى ابنه قباذ الملقّب بـشيرويه، وقُتِل كسرى ذليلاً مهاناً، وتمزّق ملكه بعد وفاته وأصبح لعبة في أيدي أبناء الأسرة الحاكمة، فلم يعشْ شيرويه إلا ستّة أشهر، وتوالى على عرشه في مدّة أربع سنوات عشرة ملوك.

 

لا يجب أن تخدع التقيّة والتشيّع الفارسي أحداً في طول بلاد العرب وعرضها، وليس لبنان المعني فقط بالتآمر الإيراني، ففي كلّ دوله عربيّة خصوصاً في دول الخليج حزب كحزب الله لكنّه لا يزال نائماً ينتظر إشارة الخامنئي المرشد ليستيقظ من سُباته هذه البلاد كلّها “جاييها الدّور”.