IMLebanon

دعوات شخصية لا سياسية الى حوار موسكو … والآمال العملية متواضعة !

مع اقتراب موعد محطة موسكو للحوار السوري – السوري، تبدو الآمال متواضعة جداً لناحية الخروج بنتائج عملية لحلّ الأزمة السورية.

مردّ هذا الانطباع الى عاملين أساسيّين: الاول هو اقتصار التمثيل لجهة المعارضة على عدد قليل من الشخصيات والرموز، والثاني هو ابتعاد هذه الرموز عن التمثيل الحقيقي للواقع العسكري على الارض، ما يجعل أيّ اتفاق بين المتحاورين عبارة عن ورقة سياسية غير قابلة للتنفيذ.

لم تبتَعد التصريحات الروسية الاخيرة عن هذا الانطباع تاركة هامشاً واسعاً لاحتمال عدم إحراز النتائج المرجوّة من خلال وضع ما سيجري بين 26 و29 الشهر الجاري في إطار الحوار بين السوريين فقط من دون تحديد برنامج عمل مسبق أو ورقة عمل روسية.

ولاحظ بعض أطياف المعارضة أنّ الدعوات الى موسكو حُصرت على شكل دعوات شخصية لا حسب التمثيل السياسي للمشاركين، يضاف اليها حضور ممثلين عن الامم المتحدة.

ويقول صالح محمد مسلم رئيس حرب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تلقى دعوة إلى المشاركة في حوار موسكو، إنّ الروس ارسلوا الدعوات على هذا الشكل، «تفادياً لوجود شخصيات قد تعرقل سَير الحوار التشاوري ولكي لا يتمثّل بعض الجهات بعدد أكبر من الشخصيات».

ويوضح مسلم لـ«الجمهورية» أنّ الروس استطلعوا الآراء قبل توجيه الدعوات، ولديهم بعض النقاط التي يعتمدون عليها في اختيار المدعوين. وعلمت «الجمهورية» أنّ من بين الاسماء المدعوة إلى لقاء موسكو: بدر جاموس، معاذ الخطيب، عبد الأحد اصطيفو، هادي البحرة، حسن عبد العظيم، عارف دليلة، هيثم مناع، وسواهم. وتمّ استثناء أسماء بارزة، مثل: هيثم المالح وبرهان غليون، وغيرهما.

ويعزو مسلِّم السبب الى معاداة بعض المعارضين للروس صراحة، إضافة الى فئة لم تطرح للمشاركة في الحوار مثل عناصر تنظيم «داعش» والتنظيمات القريبة منهم، «لأنهم لا يفهمون بالحوار بل بالعصى».

ويلفت إلى أنّ الائتلاف السوري المعارض مدعوّ إلى المشاركة ايضاً، وهو يدّعي أنّ له سلطة على الارض وأنه قادر على تنفيذ ايّ اتفاق قد يتمّ توقيعه، «لكن حسب اقتناعي، الائتلاف لا يمثّل شيئاً، وتمّ تضخيم الائتلاف وسلطته».

وحسب المعلومات، فإنّ حوار موسكو سينطلق من بيان «جنيف 1» لكن من دون جدول أعمال او نقاط واضحة مسبقة محددة للنقاش. ويقول مسلِّم: «لا نعلم ما اذا كان الروس سيطرحون جدولاً ما في الايام التي تفصلنا عن الحوار»، وبصرف النظر عن النتائج التي ستصدر، يرى أنّ الحوار بحد ذاته هو خطوة ايجابية وضرورية للمعارضة، «لأنه سيتيح النقاش بين شخصيات معارضة من مشارب مختلفة، إضافة الى بعض الشخصيات المقرّبة من النظام، وقد تصِل سلسلة لقاءات الحوار بالمجتمعين الى بلورة وجهات نظر متقاربة او اتفاق ما يمكن الإفادة منه عند عقد لقاء مع ممثلين عن النظام السوري في فترة لاحقة».

ويذكر أنّ اللقاءات بين المعارضين ستعقد على مدى يومين (26 و27 كانون الثاني) على أن تليها اجتماعات مع ممثلين عن النظام السوري في 28 و29 الجاري.

وقبَيل التوجّه الى موسكو تجتمع المعارضة في القاهرة يومَي 21 و22 من الشهر الجاري، بعدما توصلت تكتلات سياسية أساسية من المعارضة السورية الى اتفاق عرف بـ«خريطة طريق لإنقاذ سوريا» يفترض أن تُبنى عليه ايّ عملية تفاوضية مع وفد النظام في ختام محادثات موسكو، وهو يطرح تأليف حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات رئيسي الجمهورية والوزراء، وإعادة هيكلة أجهزة الامن.

ويستثني ذكر تفاصيل عن رئيس الجمهورية، وهي النقطة الخلافية التي طالما شكلت احدى معوقات مفاوضات «جنيف 2» التي فشلت مطلع العام الماضي.