Site icon IMLebanon

معركة «بترا مش رح تركع»  

 

وكأنّ البلد تنقصه التعقيدات والصراعات وفضائح المحاصصات وعرقلة التعيينات، حتى أكمل رئيس الحكومة هذا المشهد بافتعال مشكلٍ مع الطائفة الأرثوذكسيّة من بوابة اسم محافظ بيروت الجديد، إلى حدّ يدفع كثيرين للتساؤل عن سبب هذا الإصرار على تعيينه لمستشارته بترا خوري (وهي صاحبة سجلّ علميّ يستحقّ كلّ الثناء) مكان المحافظ زياد شبيب، الأمر الذي يكاد يُفجّر المشهد اللبناني “البايخ” والذي يتكرّر عند كل تعيين!!

 

فشل دياب خلال عمليّة تشكيل الحكومة في المجيء ببترا خوري وزيرة دفاع قيل يومها أن رئيس الجمهوريّة رفض توزيرها في هذا المنصب لصغر سنّها، وكلّ العجب لرئيس حكومة يخوض معركة تعيين موظّفة على طريقة الأخوين رحباني “بترا مش رح تركع” حتى لو اقتضى الأمر منه “اضطهاد” طائفة بأكملها، لا يستحي الدكتور حسان دياب من لعبه دور البطولة في هذا المشهد على مرأى من أعين العالم الذي يتأكّد كلّ يوم مع اللبنانيّين أنّه لا أمل في مع هذه المنظومة الحاكمة وأنّ الجميع متواطئون منخرطون في لعبة تافهة قذرة بمن فيهم هذه الحكومة هي أيضاً تحكمها الرّغبة القاتلة في المحاصصة ، وأنّ البلد أيضاً لا يزال محكوماً حتى الانهيار بالوزير جبران باسيل الذي أطلّ على اللبنانيين بالأمس “حِلِس مِلِس” ليقنعهم بأدائه الهادىء أنّه وتياره أبرياء من ملفّ الفيول المغشوش بالرّغم من أنّه يضع يده على وزارة الطاقة منذ عشر سنوات وكلّ من تلاه كانوا مجرّد كومبارس واجهة ووكلاء لباسيل وسلطته على الوزارة!! هذه حكومة تؤكّد المؤكّد بأنّ ما يحدث ليس أكثر من إصرار على الاستمرار في سياسة تضييع الوقت اللبناني، وأنّ هؤلاء الساسة اللبنانيّون كاذبون بامتياز بل مدرّبون على الكذب على الشعب وعلى دول العالم!!

 

تشغلنا هذه الحكومة ورئيسها بمعركة “بترا خوري”، لاهية عن عمد وعن سابق تصور وتصميم وخضوع لحزب الله الذي أتى برئيسها وبها لتملأ المشهد أمام الدوليّ واستمراراً في ممارسة الهروب بعيداً عن أزمته الحقيقيّة ومحاولة إخفائها بكلّ وعي وإدراك وهي أبعد بكثير من مجرّد الأزمة الاقتصادية، الجميع متواطىء على إضمار الصمت تجاه حزب الله وسلاحه ودويلته وأنّ هذا الحزب هو المستبب الحقيقي في معاناة الشعب اللبناني وانهيار البلاد، مع الإشارة لى أنّ كلّ الكلام لا يقدّم ولا يؤخّر عند حزب الله ولا عند إيران، وللأمانة هذه البلاد لا مستقبل لها ولا بها نكاد نقول ذلك، ما دام المستقبل لمحور الممانعة أو إيران تحديداً وطالما أنّ القيادات اللبنانيّة تتجنّب مصارحة اللبنانيّين بأنّ كل المآسي التي نعيشها ستستمرّ بفضل حزب الله وبركات إيران ووليّها الفقيه!

 

في هذا الوقت المزري من تاريخ لبنان وأزماته الكثيرة ننتظر أن يجد اللبنانيون من يأخذهم على محمل الجدّ ويحترم عقولهم  وأن يصارحهم بعيداً عن “العناوين العامّة” الواهية، التي لا تزيد الأمور إلا غموضاً، وعلى اللبنانيين ـ وفي هذه المرحلة بالذات ـ أن لا ينشغلوا بمعارك المحاصصة التافهة والمعارك الجانبيّة التي يتلهّى بها كومبارس السياسة، وعليهم أولاً وأخيراً أن لا ينسوا أبداً أنّ التجربة مع حزب الله هي التي أفرزت هذا الواقع الذي مكّنه حتى اليوم من أن يفرض على اللبنانيّين كلّ السياسات التي أرادها عندما تخوّف حسن نصرالله من تسمية حكومة حسان دياب بـ”حكومة حزب الله” وليس خوفاً على لبنان، بل خوفاً من إيقاظ العالم على حقيقة صواريخه التي حوّلت لبنان إلى حدود إيرانيّة، وسيستمرّ لبنان في دفع أثماناً باهظة طالما هو مختطف من قبل حزب الله “رهينة”، وللمناسبة جاء الردّ الأميركي واضح جداً وإن اعتبره البعض صادماً لا مساعدات لأي حكومة لبنانيّة فيها حزب الله، قد لا يكون رئيس الحكومة حسان دياب بلغه الكلام الأميركي على اعتبار أنّه منشغل باضطهاد الطائفة الأرثوذكسية وخوض أمّ معاركه “بترا مش رح تركع” في التعيينات!!طوني  17-4-2020

 

ميرڤت السيوفي