أسخف ما قرأت في حياتي ما ورد في «مانشيت» إحدى الصحف وفيها أنّ 90 ألف مواطن وحاج ماتوا خلال تأديتهم فريضة الحج على امتداد 14 سنة.
حتى الموت أصبح ممنوعاً! وأصبح له خلفية سياسية؟
وأين ذلك؟! في البلد المحكوم من ولاية الفقيه، حيث يتمتعون بالأفكار الإلهية مثل حروبهم الإلهية التي ينتصرون فيها، لا أدري تحت أي نظرية جاءت تلك الأرقام.
يبدو أنهم اعتمدوا على مخابرات الحرس الثوري والأنظمة الديكتاتورية التي تكون معلوماتها على قاعدة 99.9٪!
الموت حق وكل نفس ذائقة الموت، صحيح أنّ بعض الحجاج يتوفاهم الله من خلال حوادث تطرأ وهذا قضاؤهم وقدرهم.
بالمناسبة فإنّ أغلبية الحجاج يتمنون أن تدركهم المنية في تلك البقعة المقدسة.
والكثيرون أيضاً عندما يذهبون الى الحج يتخلفون عن العودة طالبين ومتمنين الموت في مكة المكرمة أو المدينة ليدفنوا الى جوار الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
نعود الى موضوع الموت خلال الحج… فكم وكم وكم من الناس يموتون في حوادث السيارات أو حوادث الطائرات، أو غرقاً في البحر…
وعندنا، نحن المسلمين، هذا قضاء وقدر.
فمن أسف هناك بعض المتخلفين عقلياً وأصحاب المشاريع الإلهية يعتبرون أنهم وحدهم على حق والآخرون كلهم على باطل، وكأنه لم يكفهم ما خرّبوه حتى الآن في العالمين العربي والاسلامي (في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن…) فيريدون السيطرة على الأراضي المقدسة وعلى الكعبة في مكة المكرّمة ليكونوا في انتظار المهدي المنتظر هناك.
بالله عليكم أهكذا تُكافأ المملكة العربية السعودية والقيادة السعودية التي أنفقت مليارات الدولارات من أجل توسيع الحرم لتوفير جميع وسائل الراحة للحجيج أكان في مكة أم في المدينة… وهي عملية توسعة وتوفير أفضل الظروف للحجيج والمعتمرين مستمرة يوماً وراء يوم، وقد أضحت مكة المكرمة من أحدث المدن في العالم، ولنسأله: أين كان الحج في الزمن الغابر وأين أصبح اليوم؟
تصوّروا كيف ان ثلاثة ملايين وربما نحو أربعة ملايين حاج يؤدون المناسك، ويصلون ويتعبدون ويأكلون فقط خلال ثلاثة أيام.
وكم وكم وكم من آلاف رجال الشرطة والأمن والفرق الطبية وفرق النظافة وفرق الطعام (بعديدهم الكبير) يلتقون في مكان واحد وفي وقت واحد…. فمن الطبيعي أن تقع حوادث تدافع نشهد أمثالها في ملاعب كرة قدم، فكم بالحري وسط هذه الأعداد الضخمة؟!.
فقليلاً من الصدقية، وقليلاً من احترام القارئ في عقله.
عوني الكعكي