Site icon IMLebanon

بيار عطا الله يعدّل كتائبياً: الله الوطن البروليتاريا

«في القرار السياسي، نحن مسيحيي الأطراف مهمشون، والبروليتاريا المسيحية في الدولة من الأطراف. لكننا لسنا كمالة عدد». هذا بعض ما يركز عليه بيار عطالله، المرشح الوحيد في وجه النائب سامي الجميل لرئاسة حزب الكتائب

ليست المرة الأولى التي يفرض بيار عطا الله خضّة في جسم الكتائب، آخرها تسجيله الترشيح الأوحد حتى الآن لانتخابات رئاسة الحزب بعد أسبوعين. مذ انتخب رئيساً لإقليم مرجعيون – حاصبيا، قبل ست سنوات، يعكف ابن راشيا الفخار على تركيب أذن الجرّة كما تقتضي الخصوصية الجنوبية، لكن من غير تكلّف. ربيب البلدة القومية والشيوعية، اعتقل شهرين في معتقل الخيام قبل أن يرميه «الزمن السوري» في فرنسا بجوار أمين الجميّل وريمون إدة وميشال عون. برغم أنه كتائبي منذ عام 1977، لكنه خاصم سمير جعجع وانضوى في «شعب عون العظيم» حتى المنفى، ثم عاد معه على متن الطائرة عام 2005. عاد إلى مسقط رأسه الكتائبي بعودة الحزب إلى بكفيا وشد قاعدته مجدداً باغتيال بيار الجميّل.

لكنه، بنظر كثيرين، ظلّ عونياً بالنظر إلى انفتاحه على حزب الله وحركة أمل جنوباً. الانفتاح «الشاذ» برأي البعض، فرش طريق الشيخ أمين بالورود إلى الجنوب، جاعلاً من نوابه وفاعلياته يصطفون تحت أقواس النصر لاستقباله في حاصبيا والخيام ومرجعيون. قبل ذلك، شقّ عطا الله، مستفيداً من منصبه، النافذة الكتائبية الأولى تجاه حزب الله من خلال نائب المنطقة علي فياض. زيارات التهنئة المتبادلة بالأعياد بين الطيبة والقليعة وأخواتها، فتحت باب بكفيا أمام فياض وباب مكتبه في البرلمان أمام النائب سامي الجميّل. صارت لعطا الله «مونة». قصد الحزب وسرايا المقاومة لمؤازرة شباب القرى المسيحية في حاصبيا وراشيا والبقاع الشمالي الذين أحيوا حراسة القرى ونظفوا «البواريد».

لكن هل تكفي «المونة» داخلياً ليترشح في وجه الشيخ سامي؟ تباينت الردود تجاه «عملة بيار».

لا نوافق على

تدخل حزب الله في سوريا لكننا مدعوون إلى تفهم مبرراته

منهم من قال: «من كاين حتى تترشح للرئاسة؟». ومنهم من اتهمه بأن «تمثيلية ترشيحه منسقة مع الشيخ سامي لإثبات الديموقراطية في الصيفي؟». لكن عطا الله ليس هنا ولا هناك. بين أعضاء الإقليم من الكتائبيين المخضرمين الذين نسّق معهم الفكرة، جوزيف العقلة وإبراهيم الحاج. قال: «ترشحي طبيعي جداً. ما هو غير طبيعي أن ينتهي الأمر بمرشح بالتزكية ورفع الأيدي. نحن فخورون في الكتائب بهذه الممارسة الديموقراطية والمساحة من التعبير، ونتمنى أن تنتقل هذه العدوى الإيجابية إلى الأحزاب المسيحية الأخرى». في المؤتمر الصحافي لإعلان برنامجه الانتخابي من بيت الكتائب في مرجعيون، قال عطا الله إن «الكتائب جنوباً هي نفسها في الصيفي وبكفيا والقبيات وزحلة، تحمل قضية اللبنانيين في العيش الكريم والعدالة والتنمية والتنوع. زيارة الرئيس الجميل للجنوب أعادت الكثير من الأمور إلى نصابها الصحيح». برأيه «لا يمكننا القبول بالفكر التكفيري. وإن كنا لا نوافق على تدخل حزب الله في سوريا بحسب القانون الدولي والدستوري، فإننا مدعوون إلى تفهم مبرراته، لأن الخطر التكفيري يطاول الجميع. لذا، أتبنى دعوة الكتائب إلى الخروج من سياسة المحاور بعدما استنفدت أهدافها».

يركز عطا الله في برنامجه على إنماء الريف وفرص العمل واللامركزية. «في القرار السياسي، نحن مسيحيي الأطراف مهمشون، والبروليتاريا المسيحية في الدولة من الأطراف. لكننا لسنا كمالة عدد». عناصره المسجلون في الإقليم الذين يتعدون المئتين، يجدون في خطوة رئيسهم «حركة اعتراضية وصوتاً صارخاً في البرية». لا يصدقون أن يفوز عطا الله برئاسة الحزب، «لكن ترشحه سيحدث فرقاً». بعضهم يتحسر بسخرية على «طرده المتوقع من الحزب بعد المؤتمر». آخرون يذكرونه بجوزيف مغيزل «آخر واحد حاول يعمل ديموقراطية بالكتائب، أكل قتلة في الستينيات عندما ترشح للرئاسة بوجه بيار الجميّل». علماً بأن ابن تبنين آنذاك نشر الكتائبية جنوباً «حتى صار إقليم المروانية أكبر من إقليم بكفيا»!

سامي ما زوّر

من المقرر أن يعلن سامي الجميّل، الأربعاء المقبل، ترشحه لخلافة والده رسمياً. يحسم كثيرون فوزه الذي كاد أن يكون بالتزكية لولا ترشح بيار عطا الله الوحيد حتى مساء أمس. لكن المعترضين على رئاسة الشيخ سامي أكثر. منهم من لا يجده مؤهلاً، ومنهم ينتقد الوراثة العائلية من الجد إلى الأب ثم الحفيد. فئة من المعترضين يستعدون لعقد لقاء «الحركة الإصلاحية الكتائبية» للطعن في قانونية ترشح الجميّل الابن إلى الرئاسة. يشترط النظام الداخلي أن يكون المرشح كتائبياً منذ أكثر من 15 عاماً. والشيخ سامي كتائبي منذ عام 2007، برأي كثيرين، عندما أقسم اليمين بعد اغتيال شقيقه. قبلها نشط في أطر خارج هيكلية الحزب منها حلف «لبناننا». لكن مصادر مطلعة في الصيفي لفتت إلى أن سامي كتائبي تنظيمياً منذ عام 2000 بعودته مع والده إلى لبنان. حينها، نشط مع مجموعات ضمن «الحركة الإصلاحية» إلى أن توحد الحزب في عام 2007 وأدخل سامي ورفاقه ضمن الهيكلية التنظيمية مع احتساب سنين عملهم «الإصلاحي». هو ما لا ينطبق على نديم الجميّل الذي لم يمض على انتسابه الرسمي أكثر من 7 سنوات.