Site icon IMLebanon

الرئاسة وبوعاصي

 

 

عشرات الصحافيين والكتّاب في معظم الصحف اللبنانية والعربية وأغلب المواقع الإلكترونية، إلى نواب وشخصيات سياسية وناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي ومرشحين ومنهم اللواء اشرف ريفي، النائبان المستقيلان ميشال معوض ونديم الجميل ومجد بطرس حرب والدكتور فارس سعيد والنائب عاصم عراجي والنائب زياد حوّاط توقفوا عند الكلام المنسوب للسيد الرئيس ميشال عون في الفاتيكان، واستنكروا ما جاء فيه لجهة حماية “حزب الله” للمسيحيين. ذهب بعضهم إلى وصف الرئيس بـ”بمحامي الدفاع عن حزب الله وموفد الميليشيا” و”سفير الحزب للنوايا الحسنة” واستغربوا كيف أنّ رئيس الجمهورية “يتحدّث عن ميليشيا مسلّحة عوض أن يتحدّث عن الجيش، وعن المؤسّسات الشرعية”.

 

لم تعلّق الرئاسة على أي من هذه “المواقف الحادة” ولم ينفِ مكتب الإعلام في الرئاسة الكلام المنسوب للرئيس، لكنه استفاق على “هول” ما يتم تداوله، بعد حديث إذاعي للنائب بيار بو عاصي اعتبر فيه حماية “حزب الله” للمسيحيين إخراجاً للمسيحيين “من الشراكة والحياد والمساواة التي على أساسها قام لبنان الكبير في العام 1920…”.

 

فنفى (مكتب الاعلام والرصد) ما نسبه النائب بيار بو عاصي من كلام ادعى فيه ان الرئيس عون قاله في الفاتيكان عن “حماية حزب الله للمسيحيين في لبنان”، ووصف المكتب ما ذكره بو عاصي بأنه “كلام كاذب لا اساس له من الصحة ويدخل في اطار حملة الافتراءات التي يروجها الحزب الذي ينتمي اليه” وقد رد بو عاصي على المكتب والسيد الرئيس بمعسول الكلمات وأعطر التحيّات. أما كلام الآخرين وما كتبه الآخرون فلم يعنِ لمكتب الرصد الرئاسي شيئاً.

 

لنتخطَ مسألة الإفتراءات، ماذا عن مقابلة السيد الرئيس المنشورة في صحيفة “ريبيليكا” ؟ هل ثبُت ضلوع الحزب الذي ينتمي إليه بو عاصي “في تفخيخ المقابلة وتشويه مراميها؟ وهل ما جاء فيها افتراء وكذب وتضليل وتشويه؟ أم ترجمة حرفية لعاطفة الرئيس الأبوية تجاه كل القوى المقاوِمة في لبنان؟

 

“ليس لحزب الله من تأثير بأي طريقة على الواقع الأمني للبنانيين في الداخل…وهو مكون من لبنانيين ولم يرتكب أي عمل إرهابي”. هكذا قال الرئيس بكل بساطة قافزاً فوق الوقائع والغزوات والإغتيالات. وما على السُذّج سوى الإنشراح.

 

كثيرة هي التحليلات والروايات ومحاضر اللقاءات الفاتيكانية المنشورة هنا وهناك، وجاء في متن إحداها: “بعد انتهاء اللقاء، الذي جمع أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين ووزير خارجيتها بول ريتشارد غالاغير بالرئيس عون توجه بارولين باللغة الإيطالية إلى غالاغير، ثمّ بالإنكليزية إلى عون، سائلاً: “أين أصبح التحقيق في قضية لقمان سليم؟” فأجابه عون أنّ التحقيق مستمرّ.

 

لو أن مكتب إعلام رئاسة الجمهورية يؤكد أو ينفي السؤال. يهمني لقمان كثيراً. أما جواب الرئيس، كما “نُسب” إليه، فلا يُسمِنُ ولا يُغني عن جوعِ…للعدالة.