مرة جديدة نسأل: هل استدرجوا الرئيس نبيه بري الى فخّ خطر لإظهاره (من حيث لا يريد، بالطبع) انه يقف ضدّ القرار المسيحي الكبير، وأنه لا يريد وصول الجنرال ميشال عون الى الرئاسة، وان جميع المحاولات المضادة والمعاكسة للعماد قد فشلت، لذلك عمل «تجمع المتضررين من وصول الجنرال» على نصب فخ للرئيس بري فقاد نفسه الى الوقوع فيه؟!.
بداية، نود أن نعلن (كما ختمنا عجالة يوم أمس) أن الرئيس بري هو شخصية وطنية لا تحتاج الى شهادة أحد، وهو راعي الحوارات الوطنية والثنائية… ولكنه تسرّع في أسلوب الرد على غبطة البطريرك الراعي… وفصّلنا «غلطة الشاطر». واليوم نضيف ان الرئيس بري هو رئيس مجلس النواب (المزمن) وبالتالي فيفترض به أنه رئيس للمجلس كله وليس لأطراف فيه، صحيح أنه زعيم حركة «أمل» وهذا واقع وحق لا ينكرهما أحد، وانه حريص على أن تدار اللعبة السياسية على بيدره، وهو الذي لا يتساهل عندما تكون الشؤون مصالح… ولكن الصحيح أيضاً أن مجلس النواب ليس منقسماً في ثنائية بين أمل والآخرين، كما في البلدان الحزبية المعروفة… وبالتالي فهو الراعي للجميع في ساحة النجمة، أو هكذا يفترض.
ولعل الرئيس بري أدرك، بداهة، أنّ بكركي استقطبت، بعد ردّه عليها، ما لم يكن مستقطباً قبل الرد.
فالمصادفة التي جمعت رئيس أكبر حزبين وتكتلين نيابيين مسيحيين في الصرح البطريركي صباح أمس، لم تقتصر على سمير جعجع وجبران باسيل، بل كان رئيس الرابطة المارونية النقيب أنطوان قليموس يلاقيهما في المؤتمر الصحافي الذي أطلق خلاله مشروع الرابطة للإنتخابات النيابية… أمّا هاتف امانة البطريركية فلم يتوقف عن الرنين لحظة واحدة، لتنهال الإتصالات (مؤيدة وداعمة) ليس من الداخل اللبناني فحسب بل من مختلف أنحاء العالم أيضاً.
وتوافق ذلك كله مع إهتمام غير مسبوق لمواقع التواصل الإجتماعي في إجتماع قل نظيره على دعم موقف غبطة البطريرك الذي لا يمكن أن يتهمه أحد بأنه يتصرف من منطلق طائفي أو مذهبي كما آخرون كثر!
من هنا قلنا أمس، ونكرر اليوم، إننا ضنينون بالرئيس نبيه بري أن يُدفع به الى موقع يبدو فيه وكأنه في مواجهة المسيحيين.
وفي تقديرنا أن الوقت لايزال سانحاً لحراك يتولاه بعضهم يضع حدا لتمادي هذه الحال المتصاعدة… ونأمل أن يوسّع دولته صدره للذين لا يؤيدون «السلة» التي ابتكرها… فلماذا يريد أن يأخذها شخصية؟!. ولماذا لا يتفهم مواقف الآخرين الذين تتراكم الأمثلة والتجارب لتؤكد مخاوفهم… إن هؤلاء كواهم حليب الإتفاقات والمشاريع، فباتوا يخافون السلّة ولو من لبن.