عندما وافق الأساتذة في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية على تسجيل مقرراتهم على منصّة «تيمز» المعتمدة من الجامعة في التعليم عن بعد بهدف مساعدة الطلاب غير القادرين على متابعة المحاضرات المباشرة، لم يتوقعوا أن «تُقرصن» هذه المقررات ويجري نسخها عبر منصة أو قناة على «يوتيوب» لتصبح متاحة لمن يشاء داخل الجامعة وخارجها، من دون أخذ إذن الأساتذة أو إبلاغهم بالأمر.
حدث ذلك في شعبة الكلية في النبطية، بإيعاز من مجلس فرع الطلاب، كما قال علي فارس، أحد الأساتذة المتعاقدين الذين طالتهم القرصنة، في حين أن الجهة المسؤولة عن نسخ المحاضرات في فرع الحدث لم تعرف بعد. واستغرب فارس أن يحصل ذلك مع أساتذة «حوّلوا منازلهم إلى صفوف دراسية وبذلوا أقصى ما عندهم لإعطاء الأفضل للطلاب». وسأل: «من يستثمر في تعب الأساتذة في تحضير المادة وبأي حق؟ أليس هذا تعدياً على خصوصية الأستاذ والطلاب المشاركين في المحاضرة؟ وما هي تداعيات هذا العمل على العلاقة بين الأستاذ وجامعته؟ وأين هي حقوق الملكية الفكرية؟ وما الهدف من هذا الإجراء؟ هل هو ضرب استباقي للإضراب؟ وهل المطلوب كسر الأساتذة وإهانة كرامتهم بعد محاولات إجهاض تحركهم المستمر منذ 10 أسابيع؟ وهل أصبحنا في جامعة داخل الجامعة؟».
فارس أشار إلى توجه لرفع دعاوى أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، مؤكداً أن المطلوب اتخاذ إجراء يحمي حقوق الأساتذة ويحترم خصوصيتهم.
رئيس الجامعة للتحقيق في «الجريمة الموصوفة»
رئيس الجامعة فؤاد أيوب وصف ما حدث بـ«الجريمة الموصوفة»، مشيراً إلى أنه طلب أن ترفع إليه رسالة رسمية عبر التسلسل الإداري من المدير إلى العميد تشرح تفاصيل الملف من أجل التحقيق فيه، وسيطلب من محامي الجامعة رفع دعوى في هذا الخصوص.
رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين عامر حلواني قال إن الجامعة ستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة.
عضو مجلس طلاب الفرع الأول هادي وهبي لفت إلى أنه «لم تتوضح حتى الآن صورة ما حدث بالفعل، ولم تتأكد مسؤولية مجلس فرع النبطية في هذا الشأن»، نافياً أن يكون لمجلس الفرع أي ضلوع في الملف. لكن وهبي لم يخفِ «أننا نعمل منذ السنة الماضية على تقطيع الأمور بالاتفاق بين الإدارة وأساتذة المواد ومندوبي مجلس طلاب الفرع، وذلك بوضع بعض المحاضرات الاستثنائية على «driver « أو أي وسيلة أخرى، ولكن ليس على منصة كاملة، كما حصل في النبطية، وذلك لتمكين جميع الطلاب من الوصول إلى التعلم عن بعد».
لكن، ألا يعدّ ذلك أيضاً اختراقاً للخصوصية؟ وهبي أوضح أن المحاضرات التي يجري تداولها في الفرع الأول هي عبارة عن شرح للدروس ولا تتضمن نقاشات بين الأساتذة والطلاب، باعتبار أن الأخيرة لا تسجل في معظم الأحيان.