IMLebanon

الخطة «ب» للسعودية: تدمير الحريري انتخابياً

 

انتقلت المملكة العربية السعودية الى الخطة» ب» في التعاطي مع رئيس حكومة لبنان، سعد الحريري، فالرجل من مجموعة عبد الله وعبد العزيز، فيما مجموعة محمد بن سلمان ويده الاستخبارية والسياسية والمالية في لبنان تامر السبهان، اتجهت للسير وفق اجندة لبنان السياسية والدستورية، «فتطيير» سعد وفق التقاليد السعودية فشلت، تؤكد اوساط في 8 آذار، لذلك التوجه سيكون بالرجل عبر الانتخابات، ووفق سعوديين يتواصلون مع لبنانيين، سعد ليس موثوقاً به من الامير ولي العهد، كونه بقناعة الامير محمد بن سلمان من المجموعة المالية والسياسية المناهضة له.

اما بالنسبة للخطة باء تضيف الاوساط، فسوف يقودها السبهان مع سياسيين لبنانيين، وهذه المجموعة اطلق عليها «صبية السبهان» وهي نيابية ووزارية وحزبية ومناطقية، لدرجة ان بعض النواب كان يخرج على الشاشات، ويقول اتصل بي الرئيس سعد الحريري وقال لي حرفياً، فيما الحقيقة وفق المعلومات المؤكدة، ان المتصل هو القائم بالاعمال السيد وليد البخاري، (وللمصادفة ان عائلة البخاري فارسية الاصل.اي ايرانية المنشأ) وهو الذي كان يلقن البعض ما يريدون اخباره للبنانيين عن حال الحريري ابان احتجازه في المملكة العربية السعودية.

خطة المجيء بالسيد بهاء لم تنته، بحسب الاوساط، بل تحولت الى خطة انتخابية، لذلك اصرّ الامير محمد بن سلمان امام كل من راجعه، على ان الاشكال عائلي بين آل الحريري، وموقف المسؤوليين اللبنانين مستغرب، والضجة الشعبية على سعد مستغربة، فمستشارو السيد بهاء الحريري ما يزالون يعملون في الساحة اللبنانية، بإدارة سياسية ومالية وباشراف السفارة السعودية، والبعض يتواصل مباشرة مع تامر السبهان. وهذا ما ستشهده الانتخابات النيابية، حيث المخطط الاطاحة بسعد الحريري. وهذا يتوقف على جملة امور.

المصادر العليمة باخبار بيت الوسط والمتابعة لملف الحريري، وبينهم وزراء ومسؤولون وقبلهم مرجعيات، يؤكدون ان ما اعلنه وزير الخارجية جبران باسيل صحيح، لجهة ان هناك لبنانيين، تآمروا على سعد الحريري، وان جميعهم، محسوبون عليه ومقربون منه. وقبضوا اموالاً وقدموا خدمات واكلوا وشربوا على مائدته الشخصية، وفي منزله. وان البعض الاخر، وبينهم قادة احزاب من الصف الاول، ذهبوا الى السعودية. وطلبوا من الامير محمد الطلب من الحريري، الاستقالة مع نهاية العام، لكن هؤلاء، قالوا لمن التقوهم من السياسيين، نحن طلبنا، استقالة الحكومة لحشر حزب الله، والعمل للانتخابات، بحشد شعبي وسياسي، ولم نكن نعلم ما كان يخطط له، ولي العهد السعودي.

لكن الوحيد من بين حلفاء، سعد الحريري كان رئيس الحزب التقدمي الاستراكي وليد جنبلاط تؤكد الاوساط، الذي التقط الاشارة ورفض الطعن في ضهر حليفه، فرفض كلام صافي كالو، مساعد بهاء الحريري، تركه مع الوزير وائل ابو فاعور. ولم يتجرأ تامر السبهان الحديث مع جنبلاط، عن استبدال سعد، الذي وجد ان اخلص المخلصين اليه، الى جانب عائلته، بمن فيهم ابناء عمته السيدة بهية الحريري نادر واحمد، جنبلاط وباسم السبع وغطاس خوري ونهاد المشنوق، (خوري والمشنوق اللذان جرى ابعادهما عنه، في الفترة الاولى لبداية عهده)، ولم تكن المفاجأة في الموقف الكبير لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتياره، وكذلك الرئيس نبيه بري، وما يمثل وحزب الله عبر الموقف الاكبر الذي اعلنه من الايام الاولى للازمة، الامين العام السيد حسن نصرالله، والالتفاف الشعبي اللبناني من مختلف الانتماءات، الذي حمى الحريري، وعائلته على المستوى الشخصي والسياسي، وكان محركاً اساسياً للموقف الاوروبي وتبدّل الموقف الاميركي والروسي.

لكن خطة السبهان التي فشلت في لبنان، وخطة السعودية سبهان التي فشلت وانهزمت في لبنان، من المرشح كما تمت الاشارة ان تستكمل ضدّ الحريري لكن وفق المعايير اللبنانية، وتنتظر الانتخابات، وعن خطة تغيير الحريري، تؤكد الاوساط ان دونها عقبات لبنانية، وهذا الامر مرتبط، بتيار المستقبل، لكن الجميع يعتبر الحريري شريكاً في الحياة السياسية اللبنانية، ومحاولة اذلاله، غير مقبولة لأنه رئيس حكومة لبنان، لكن عملية تبديل الزعامة، هي اولاً عند المستقبل وآل الحريري، وقد اعلن هؤلاء مواقفهم عبر رفض العائلة لمبايعة بهاء وفق اوامر السعودية، كما اعلنت كتلة المستقبل النيابية وقيادة التيار، واستندوا الى الموقف الرسمي والشعبي، وشددت الاوساط على ان المملكة وجهت صفعة بالصميم الى الطائفة السنية التي هي طائفة مؤسسة في لبنان. من خلال هذا التعاطي الدوني مع الطائفة، ومع ذلك قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان السعودية عمقنا العربي والاسلامي ولا نستطيع ازعاجها، او تجاوز وجودها، رغم ان كل من زاره، شعروا بانه صدم بما يجري للطائفة، فيما وجدت ان الاحتضان الرسمي والشعبي جاء من الخصوم.

قضية استبدال الحريري، ليست امراً سعودياً وانتهى، تضيف الاوساط، بل هو مرتبط بتحالفات الرجل في لبنان، وفي علاقاته الاقليمية والدولية وفي دعمه اميركياً وفرنسياً وبريطانياً كشريك قوي، كما صدرت البيانات عن هذه العواصم، مما يعني اننا امام كباش كبير، اذ لم يسلم «صبية السبهان» بالخسارة واعتبروا ان مرحلة وسوف تمر اما ان يفتح الحريري النار على حزب الله والرئيس ميشال عون، او انهم سيفتحون النار عليه. ويستكملون عملية اضعافه تمهيداً لاستبداله، لكن العائلة تقف الى جانب سعد، يبقى كيف سيعالج الرئيس فؤاد السنيورة الامر، وكيف سيتخذ المواقف وهو الصامت الاكبر، بعد تلاوته بيان الكتلة الشهير لرفض البيعة لبهاء الدين.

هل يلتقط الحريري الفرص التي تمر مرور السحال، هذا ما سأل عنه مرجع كبير في البلد، وهل ستنتهز فرصة التعاطف الوطني، الرسمي والحزبي والشعبي حوله؟

اسئلة كثيرة، تنتظر عودة الحريري الى لبنان، الذي بالتأكيد لم يعد المواطن السعودي، او لم يعد النسخة السعودية الصافية في لبنان بل بات سعد الحريري، المدعوم من جهات عربية واميركية واوروبية، وفي الطليعة الرئيس ماكرون.