المسرحية الشهيرة «بياع الخواتم» للأخوين رحباني، من بطولة فيروز والراحل الكبير نصري شمس الدين، لا تزال تلهم العديد من السياسيين في لبنان…
كيف؟
على سبيل المثال لا الحصر، فإنّ بعض الجهات السياسية، وعند كل عملية اغتيال تحدث، يسارعون الى القول إنّ إسرائيل وراءها… التهمة جاهزة قبل أي تحقيق، وأي تحليل، ويحضر «راجح» أحد أبطال «بياع الخواتم..»؟!
ذكرني بالمسرحية ما قرأته البارحة في إحدى الصحف، حيث حاول كاتب مقال أن يستخف بجميع الحقائق التي نسمعها على ألسنة عدد كبير من الشهود، إضافة الى عدد كبير من التحقيقات لأكبر المحققين في العالم، وبعد تسع سنوات من البحث والتدقيق.. والأهم المعلومات التي وفرها «الموبايل» الذي أصبح من أهم مصادر المعلومات في التحقيقات…
الغريب العجيب، أنّه وبعدما استطاعت الأجهزة الأمنية، ومن خلال «الموبايل»، اكتشاف كيف وقعت جريمة العصر المتمثلة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. هناك من يشكك في المعلومات عن ظهور رقم هاتف الرئيس السوري بشار الأسد على هواتف المتهمين…
ولكن لو عدنا الى الفيلم الذي بثه «حزب الله»، عن عملية اغتيال الرئيس الحريري، والطريق الذي سلكه الموكب، إنطلاقاً من مجلس النواب الى «السان جورج»، إضافة الى احتمالات الطرق الأخرى التي كان يمكن أن يسلكها الموكب، لكان علينا أن نتذكر أيضاً أحد أفلام «الأتاري» التي يلعب بها الأولاد على التلفزيون؟!.
لست أدري لماذا هذه الحملة التي يقودها محامي الدفاع عن المتهمين ورفضه الإستماع الى السياسيين، رغم أنّ الرئيس الشهيد هو أحد أكبر السياسيين المشهورين، ورئيس أكبر كتلة نيابية، وأحد أبرز رؤساء الحكومات وأكثرهم أهميّة، من الذين توالوا على الحكم في لبنان منذ الاستقلال، فكيف تكون جريمة اغتياله غير سياسية؟
من يستمع الى محامي الدفاع يتأكد، بما لا يدع أي مجال للريبة والشك، أنّ دفاعه بات ضعيفاً جداً جداً… وقد لا نغالي إذا قلنا إنّه في دفاعه هذا يؤكد أنّ الذين ارتكبوا الجريمة هم فعلاً المتهمون.؟!