الذين يثيرون هذه الضوضاء حول الوضع المصرفي، في لبنان، ماذا يريدون؟ ماذا يجنون من الحملة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة؟ وماذا يستفيدون من التعرّض للنظام المصرفي اللبناني؟!.
وهل تأتي هذه الحملة، هكذا، لوجه الله؟ أو أنّ وراءها مخططاً ممنهجاً للتعرّض الى القطاع الذي لا يزال صامداً فيما الأزمات الخانقة تضرب اقتصادنا الوطني، وفيما الصراعات السياسية الحادة تزيد الإنقسام العمودي بين اللبنانيين!
ونضيف أنّ القطاع المصرفي ليس، فقط، أنه لا يزال صامداً إنما هو يشكل الدعامة الأولى (بل الوحيدة) لقدرة الدولة على مواجهة الاستحقاقات الكبيرة الداهمة!
إنّ المصارف اللبنانية هي، والحمدلله، ترفع لنا رأسنا بقدر ما هي رافعة لقدرة الدولة المالية، وهي من أنجح القطاعات في لبنان… ونشكر الله الذي وفّقنا بحاكم مصرف لبنان، الدكتور رياض سلامة، الذي يتميّز بالخبرة والمعرفة والثقافة والإدارة الممتازة والذي يُشهد له في الداخل وفي الإقليم وعلى المستوى العالمي عموماً، وهو الذي يحظى بتقدير عالمي كبير تترجمه الجوائز المتتالية التي تُمنح إليه، لدرجة أنّ بلداناً عديدة تحسدنا عليه…
والملاحظ أنّ الحملة بالتهجّم على الحاكم ليست بنت اليوم، إذ إنها متواصلة منذ سنوات، ولكنها بلغت ذروتها في هذه الأيام، فلا يتعب القائمون بها (ومن ورائهم المشرفون عليها) ولا يكلّون، أما رياض سلامة فهو ثابت على مواقفه واقتناعاته ودوره المالي والوطني والأخلاقي، بالرغم من الاستفزازات كلها، والتحامل كله، والتجنّي الكبير.
بماذا ردّ ويرد رياض سلامة على الأجواق التي احترفت الكذب وامتهنت الرياء وأدمنت الإساءة الى لبنان؟
ببساطة هو يرد بالأفعال،
فكلما حملوا عليه، واصل مساعيه لتثبيت سعر عملتنا الوطنية وضمانة الليرة.
وكلّما تعرّضوا له زادت الودائع في المصارف اللبنانية.
وكلّما استهدفوه ازداد احتياطي البنك المركزي من العملات الصعبة!
فعلاً، ماذا يريد هؤلاء؟
هل يريدون تدمير اقتصادنا الحر؟
هل يريدون إلغاء السريّة المصرفية التي جعلت من لبنان (عبر مصارفه) ملاذاً آمناً للودائع الاجنبية بالعملات الصعبة؟!
إنّ هذا التشكيك يجب أن يخجل أصحابه مما يقدمون عليه، فليكفّوا عن هذه الحملة التي لا يفيد منها إلاّ العدو الاسرائيلي، وربّـما سواه ممن تضيق أعينهم بتفوّق هذا الوطن في سياسته المالية التي تشكل جدار أمانٍ له.
وليتهم يتقون الله في ما يكتبون ويذيعون ويقولون!
عوني الكعكي