IMLebanon

اللعب ضمن الخطوط الحُمر

لا التمسُّك بترشيح النائب سليمان فرنجية، ولا الردّ عليه بتبنِّي ترشيح العماد ميشال عون، سيفتح باب قصر بعبدا أمام الرئيس العتيد.

لا ترشيح الدكتور سمير جعجع عطَّل حظوظ العماد عون، ولا تبنِّي جعجع لعون يُحيي حظوظه. لا ترشيح وليد بك جنبلاط النائب هنري حلو قلَبَ موازين الإنتخابات الرئاسية، ولا التخلّي عنه سيُعبِّد الطريق الى بعبدا.

في الواقع، لن ينفع أي سيناريو في حلّ مشكلة إنتخابات رئاسة الجمهورية في الفترة القريبة المقبلة، ولن تُغيِّر في المعادلات لا مبادرات ولا مناورات، لأن لا مؤشرات لتجزئة الملفات الإقليمية المتشابكة، والتي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، على رغم خريطة الطريق الدولية لإيجاد حلّ سياسي للنزاع في سوريا.

لا حلّ في لبنان بمعزل عن سلّة الحلول في المنطقة، إلّا إذا وُجدت تسوية كاملة سياسية وعسكرية وأمنية وأقتصادية على المستوى اللبناني، وليس بين مَن يُرشِّح ومن يترشَّح. وهذه التسوية، إذا ما وُجدت، وهي غير متوافرة حتى الآن، تحتاج في ذاتها الى أشهر من المفاوضات المضنية.

كذلك تحتاج الحلول في المنطقة الى وقت طويل، خصوصاً بعدما خلعت السعودية القفازات مع إيران. أصبح اللعب وجهاً لوجه. تحوَّلت الحرب بالوكالة إلى حرب مباشرة. وهذا ما نقل النزاع إلى مرحلة تُلامِس الخطوط الحمر.

لا السعودية في وارد التراجُع، ولا إيران في صدد الإنكفاء. والمواجهة تشمل كل الساحات، مِن اليمن الى سوريا والعراق ولبنان. وما نشهده من إجتماعات طارئة لدول مجلس التعاون، ووزراء الخارجية العرب، وتشكيل مجموعة عمل تضمّ الكويت والإمارات ومصر لعرض القضية مع إيران على الأمم المتحدة، وغيرها من التحركات والإتصالات، ما هي إلّا جزء من معركة دبلوماسية كبيرة، يُخشى أن يؤدّي أي خطأ في الحساب السياسي، هنا أو هناك، الى سيناريو أسوأ، هو مواجهة عسكرية في الخليج.

لكن سيناريو الحرب المفتوحة مُستبعد لأسباب متعدّدة أبرزها:

1 – إن منطقة الخليج بما فيها من مخزون نفطي تُعتبر خطاً أحمر دولياً، وبالتالي لا يمكن أن تسمح واشنطن وموسكو بأي مغامرة عسكرية مباشرة بين الرياض وطهران.

فالسعودية وإيران تمتلكان مخزوناً يناهز 400 مليار برميل، ويُخشى أن يؤدي تعطيل الملاحة في مضيق هرمز الى قطع 17 مليون برميل من الإمدادات عن الأسواق العالمية يومياً، والى رفع الأسعار بشكل جنوني.

2 – تستنزف الحروب الدائرة في المنطقة اليوم نحو خمسين في المئة من قدرات الخليج العسكرية، بدل أن توظَّف في محاربة «داعش» ومكافحة الإرهاب، إضافة الى أن موازناتها لم تعُد مهيّأة لتحمُّل مزيد من الإنفاق على شراء الأسلحة والذخائر، فيما أسعار النفط في تدهور مستمر.

غير أن ما يلفُت الإنتباه هو تصريح خبير الشؤون الإستخباراتية والأمنية في CNN بوب بير، إن التوتر بين السعودية وإيران يُشكل «حرباً جديدة لمدة 30 عاماً، وسنعيش خلال هذه الأحداث لعقود من الزمن»…