IMLebanon

مؤامرة تهجير المسيحيين مستمرة

كان لافتاً كلام الدكتور سمير جعجع أمس في معراب في ذكرى الإبادة الأرمنية، تحدث عن معاناة الشعب الارمني وقال: «هي معاناة المسيحية المشرقية كلها، ومعاناة جميع أحرار هذا الشرق من الطوائف كلها، لم تفتأ تتكرر في ظل صمت وتواطؤ يرخي بظله على تاريخنا وحاضرنا، ونتذكر هذا اليوم على أمل ألاّ يرخي هذا الصمت التواطؤ بظله على مستقبلنا، مستقبل منطقتنا ووطننا، كي لا يرخي بثقله على أولادنا وعلى مستقبل البشرية جمعاء.

»إنه الشرق المذبوح بالأمس كما اليوم، شرق مذبوح ليس بسيف الجلاد وحسب وإنما بسيف المتفرجين الصامتين، وسيف الخائفين القابعين بعيداً عن المواجهة، سيف العارفين، لكنهم يغسلون أيديهم من دم هذا الصديق، وسيف المستنفعين وآكلة الجبنة الذين يفتشون في مأساة الآخرين عن مصالحهم الخاصة، عن قطعة من الجبنة، إنه سيف اللامبالاة، الذي يشرّع للجزار باب المجزرة، هكذا البارحة، وهكذا اليوم أيضاً».

أضاف: «إننا نشهد مذبحة مكررة في القرن الحادي والعشرين، وتفاديها كان ممكناً لو أننا اعترفنا بالمذابح الارمنية التي افتتحت القرن المنصرم، لأنّ المذابح لا يمكنها إلاّ أن تكرر نفسها، مَن لم يمت من الارمن بحد السيف سقط في بحر رمال الصحراء الملتهبة في كافة أراضي السلطنة باتجاه ماردين، القامشلي، دير الزور، حلب، حمص، دمشق وصولاً الى بيروت، أسماء تتكرر اليوم وكل يوم على صفحات الجرائد وفي أخبار المساء، السمات نفسها، صفات المجرم نفسها، والمتفرجون تضاعفت أعدادهم، إنّ عام الإبادة غير مفصول عمّا سبقه ويتبعه اليوم من مآس، من الاعتقالات الى فنون التعذيب وتنويعه، الى الاسلحة الكيماوية».

»إذا كان ما حصل في مطلع القرن السابق مرفوضاً بالمطلق فإنّه من غير المقبول إطلاقاً أن نشهد بعد قرن على تلك المذابح مذابح أخرى أدّت الى تهجير ما تبقّى من مسيحية مشرقية في العراق وسوريا، وكذلك تهجير نصف الشعب السوري، والنصف الآخر سقط بين شهيد ومعتقل ومغيّب، وخاضع لسلطة أعتى الديكتاتوريات في المنطقة».

»في مطلع القرن السابق لم يكن هناك من أمم متحدة، ولا شرعية عالمية لحقوق الانسان ولا محكمة عدل دولية ولا قدرة فورية على التدخل لوقف المجازر المتمادية، ولا إعلام ينقل لحظة بلحظة الفظائع والجرائم والارتكابات التي لا تتحمّل العين مجرّد رؤيتها، أما اليوم، بالرغم من وجود هذا كله، ما زال الشعب السوري متروكاً لقدره ومصيره فيما كان المطلوب منذ اللحظة الأولى أن يتدخل المجتمع الدولي لحمايته، ولو حصل هذا التدخل لما كان هناك «داعش» ولا يحزنون، ولا تهجير للسوريين، ولا تهجير للمسيحيين في العراق وسوريا، ولا كان الارهاب توسّع وتمدّد وتعَوْلم وضرب في قلب أوروبا وأنحاء أخرى من العالم».

نكتفي بهذه المقاطع من خطاب الدكتور سمير جعجع لأنه فعلاً شرح الوضع على حقيقته بما لا يمكن أن يعبّر ويوضح ويوجّه هذه الكمية من الرسائل الى أميركا وأوروبا وروسيا والعالم برسالة أبلغ من هذه الرسالة، فهل يفهم هذا العالم المجرم؟ أو أنّ بيع السلاح والمصالح الذاتية هي فوق حقوق الانسان بما فيها الحق في الحياة؟!