IMLebanon

«حبكة فرزلية» بين بري وعون؟!

فجأة، ومن دون أية مقدمات تذكر، كسر رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون الحرم، وتوجه من معقله في الرابية الى «بيروت الغربية»، (الثلاثاء الماضي) «ليضرب عصفورين بحجر واحد…» تهنئة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بمناسبة انتخابه، وبمناسبة «رأس السنة الهجرية» في دار الفتوى في عائشة بكار… وإعادة وصل ما انقطع مع الرئيس نبيه بري في «عرينه» المعزول عن العالم – لأسباب أمنية – في عين التينة، بعدما ظن كثيرون ان «التباين» بين الرجلين بلغ حدّ. «القطيعة النهائية» غير المعلنة، لاعتبارات دخل عليها «حزب الله»؟!.

لعب نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، الموصوف بقدرته العالية على اجتراح الحلول وازالة الالتباسات وصياغة العبارات حمالة الأوجه، دوراً أساسياً، أولاً في فكرة الزيارة، وثانياً في التمهيد لها مع الرئيس نبيه بري، «وما يمكن وما لا يمكن»، و«المخارج»… ونجح في مهمته… التي توجت بالزيارة العونية، واعلان الجنرال ما كان متعذراً عليه قوله في وقت سابق: «التمديد (لمجلس النواب) حتمي – ولم يعد خياراً…»؟!

من قبل الحديث عن «الثمن» لا بد من الاشارة الى ان الرئيس بري، تعاون مع الفرزلي الى أبعد الحدود، من أجل «كسر البلوك الماروني» الذي كان يعمل له… فعلى مدى الأسابيع الماضية، جرت اتصالات كثيفة ومتعددة وعلى أكثر من خط ومحور، من أجل عقد لقاء (مؤتمر) ماروني برعاية البطريرك بشارة بطرس الراعي، تحضره «الكتل النيابية المسيحية» («تكتل التغيير والاصلاح»، «القوات اللبنانية»، «الكتائب»، وإذا تيسر «المردة»، ونواب مسيحيين من كتل أخرى، زائد مرجعيات مارونية وازنة) يكون الغرض من هذا «اللقاء – المؤتمر»، توحيد الكلمة المسيحية والموقف المسيحي من الاستحقاقات الأساسية تحت العناوين التالية:

– التمسك بـ«اتفاق الطائف»، وميثاقيته القائمة على «المناصفة» بين المسيحيين والمسلمين (سنّة، شيعة، موحدين دروز وعلويين).

2- رفض أية صيغة او مشروع ل« مؤتمر تأسيسي» بين سائر المكونات السياسية والروحية في لبنان، قد يؤدي الى إسقاط نظام الطائف…

3- رفض «صيغة المثالثة» بين المسيحيين عموماً والسنّة والشيعة، التي يجري الحديث عنها في العديد من الأوساط السياسية الداخلية والديبلوماسية الخارجية.

 4- التأكيد على أولوية إنتخاب رئيس للجمهورية، وتقديمه على سائر الاستحقاقات الأخرى… ورفض التمديد لمجلس النواب، قبل الانتخابات الرئاسية… والتهديد بمقاطعة جلسات مجلس النواب، اذا لم يؤخذ برزمة المطالب اياها… ونزع «الصفة الميثاقية» عنها…

لمعت الفكرة في ذهن البطريرك الراعي، الذي أعطى إشارة الانطلاق، وهو يتوجه الى اوستراليا في زيارة راعوية… وتحمّس لها كثيراً، وأجرى، مباشرة، وعبر بعض مساعديه، من مطارنة و«علمانيين» اتصالات مع «القيادات المسيحية» للوقوف على رأيها واتخاذ القرار المناسب…

مع الحراك البطريركي، تبدّى ان «البيت الماروني» مخلخل من الداخل، فمن دون اتفاق «التغيير والاصلاح» و«القوات» و«الكتائب»، فلا جدوى من هذه المغامرة… وحسابات بيدر كل فريق لا تلتقي مع حسابات بيدر الآخر… فجرى الاختراق.

أعدّ الرئيس بري العدّة، وحضر مأدبة عامرة فيها من كل وتشتهيه نفس الجنرال حضرها الى جانب عون عرّاب اللقاء ايلي الفرزلي… لم يستهلك الحوار وقتاً، وتم الاتفاق على المضمون على ان يبقى المخرج من «صناعة يدي جنرال الرابية»، الذي خرج الى الإعلام ليعلن: «خلص ما عاد في انتخابات، هلأ بدوا يتمدد للمجلس»… الانتخابات غير واردة، أما موضوع انتخابات الرئاسة فنحن متفاهمون عليها، وظروفها حالياً غير مؤاتية…» من غير ان ينسى ان يذكر بمواقفه السابقة «عارضنا التمديد وسنبقى نعارضه…»؟!

لكن السؤال يبقى ما هو الثمن؟.

يعتقد مصدر متابع، ان من الصعب إرضاء الجنرال عون وتوفير كامل متطلباته… لكنه هذه المرة عاد وقبل بضمانات، ضرب بري يده على صدره وقال له: «عندي».

– فور جلسة التمديد، المرجحة الاربعاء المقبل، يصار الى بحث جاد في قانون جديد للانتخابات النيابية، من غير ان يعد «بالنوم على ادراج المجلس…».

– وفور جهوز قانون الانتخابات واقراره في المجلس النيابي، يصار الى الدعوة لانتخابات جديدة.

– وبعدها يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية، بحجة ان هذه المسألة أكثر تعقيداً مما يعتقد كثيرون، ويتداخل فيها «الخارج وتناقضاته» مع «الداخل وتناقضاته…».

هكذا «انفخت الدف» وتفرق من كانوا يعدّون لمقاطعة جلسة التمديد… فكتلة عون ستحضر جلسة التمديد، لكنها لن تصوّت ولن تلجأ الى الطعن، أي أنها ستوفر النصاب و«الميثاقية»، «وهذا بيكفي» على ما قال بري… «القوات» سيقاطعون.. و«الكتائب» لم يحسم أمره بعد… وان كان «البيت الكتائبي» يحتاج الى ترميم بعدما ميّز النائب نديم الجميل نفسه عن الآخرين بتأكيده ان «حل التمديد أفضل من عمر الفراغ ومرّه…»؟! في وقت لم يكن في متناول البطريرك الراعي، وهو في سيدني، سوى اعلان ان الأمر يحتاج الى عصا… نعم حان الوقت… ولا يمكن ان أقبل هذه النيات المستترة بعد انتخاب رئيس، ولا أريد الشك في أحد، فهو يعرف نفسه…»؟!