IMLebanon

نقاط الكاردينال الراعي على حروف الأزمة

 

 

إحاطة كاملة بكل الملفات، هكذا كانت حلقة الحوار الشفّاف بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والأستاذ مرسال غانم في برنامجه كلام الناس ليل أول من أمس الخميس.

تسمَّر كثيرٌ من اللبنانيين أمام الشاشة:

الأستاذ مرسال غانم لديه الكثير ليسأله، والكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لديه الكثير ليقوله.

من هموم الناس، مقيمين ومغتربين، يحمل أسئلتهم وهواجسهم.

والكاردينال الراعي من أكبر همومه أن يخفّف عن اللبنانيين وأن يحاول إيجاد معالجات لمشاكلهم.

وبين حامل الأسئلة وحامل الأجوبة، كان حوار في العمق أضاء للبنانيين الكثير من الأمور.

 

 

جرأة الكاردينال الراعي دفعته إلى أن يقول:

الكنيسة صوت الضمير وستبقى كذلك. وسنقول الحقيقة التي تحرّر. أنا لم أهن أحداً. طرحت الحقائق كما هي، فمن يُخبِّىء علَّته يمت فيها.

كما أنَّ مرجعيته الدينية والوطنية التي لا نقاش فيها ولا غبار عليها، دفعته إلى أن يقول:

الكنيسة أكبر من النزاعات السياسية، وهي لا تريد الدخول في النزاع السياسي مع أحد.

وفي معرض إعطاء موقفه من التقارب القائم بين أحزاب وتيارات، لم يتوانَ الكاردينال الراعي عن القول:

أشجّع التقارب بين القوات والمردة وسنبقى نرعى اللقاء الرباعي الذي عقدناه في بكركي.

لم يكتفِ البطريرك الراعي بالشؤون والملفات السياسية، بل فتح الملفات الإقتصادية والحياتية والمعيشية، وكان جريئاً جداً في مقاربتها، ومما قاله في هذا المجال:

الكنيسة تحاول الحفاظ على مؤسساتها، وتكبّرها، وأراضينا مفتوحة أمام الناس للإستثمار. تقوّي مؤسساتها لتأمين الخدمة ولتشغّل أيادٍ عاملة أكثر في مؤسساتها ولتخلق فرص عمل.

هذا الكلام من شأنه أن يترك إنطباعاً مريحاً لدى اللبنانيين الذين يئنّون تحت أثقال ومصاعب الحياة، ويعطيهم بصيص أمل ونوراً في نهاية النفق من أجل إيجاد فرصة عمل، خصوصاً مع قول الكاردينال الراعي:

يجب تحسين واقع المعيشة الإجتماعية للناس، فثلث الشعب اللبناني صار تحت خط الفقر، ليسأل:

إلى متى؟

ومن ينظر إليهم؟

 

يقارب الكاردينال الراعي ملف النازحين السوريين من باب عبئهم على لبنان ومن باب ضرورة أن يعيشوا حياة كريمة، فيقول:

يجب أن لا يكون لبنان ضحيّة المجتمع الدولي ويجب أن لا يدفع ثمن النزوح السوري وحيداً، ويجب أن يعود النازحون إلى أرضهم تفادياً للمشاكل الداخلية في لبنان.

لا نريد أن يعيش النازح السوري في الخيم أو تحت الدرج، بل يجب أن يعيشوا في أرضهم بكل كرامة.

النازحون السوريون يشكلون اليوم أخطاراً بيئية وسياسية وأمنية على لبنان.

 

قال كلمته ولم يَمشِ، الكاردينال الراعي قال ما عنده، وليس على المسؤولين سوى الإستماع إلى هذا الكلام للعمل بهديه.