IMLebanon

سلة السياسة…!!

 

يفيض لبنان بخيرات الله…!

عندما كنّا صغارًا ، كنّا نلعب لعبة «الغميضا» ولعبة «اللقوش» وكنّا أيضًا نحمل السلّة ونذهب إلى الكروم لملئها عنبًا وتينًا وغير ذلك… ولكن سلّة العنب والتين في الماضي القريب، كانت من خيرات الله، وليست من خيرات السياسة…!

اليوم، أين نحن من موسم العنب والتين، ومن لعبة «الغميضا» ولعبة «اللقوش»؟

تقولون، وتزعمون، وتصرّحون، والحقيقة أنّ بركة الله أصبحت من سابع المستحيلات!

نحن المواطنين لسنا من القائلين بأنّ لبنان هو بلد السلال السياسيّة!

نحن المواطنين لسنا من الزاعمين بأنّ لبنان هو بلد الخيرات السياسيّة!

نحن المواطنين لسنا من المصرّحين بأنّ لبنان هو بلد الغلال السياسيّة!

عذرًا من حضراتكم، أليس بفضل سياسات بعضكم، أصبح لبنان برج بابل المعاصر يفتك بمفاصل الوطن، ويجعله مرتعًا للممارسات الشاذة، والمقلقة التي تهدّد مصير الوطن والشعب برمّته.

فالمطلوب هو: نسيان السّلال، والخيرات، والغلال، والعمل على مضاعفة الحوار، سواء كان الحوار مستديراً أو مستطيلاً، ليس الحوار بموقعه، بل بجوهره الذي يكمن في الخطر المحدق بكيان لبنان، وتغيير هويته، وربما ديمغرافيته. أسفنا أنّ هذا الواقع المدمّر لم يعد مستغرباً بعد الذي نشهده من ثورات وحروب على مستوى امتداد جغرافية العالم العربي.

نحن المواطنين مع بناء الدولة المبنيّة على الكفاءات، وليست المبنيّة على الزعامات…!

نحن مع الزيارات السياسيّة الحواريّة، البنّاءة، ولسنا مع الزيارات السياسيّة التقليديّة التي شعارها «نحن أو لا أحد!»

دعونا نعيش الحلم التغييريّ على جميع المستويات، دعونا نبتعد عن كابوس المسايرات السياسيّة، أي «حِكلّي تَ حكِلّك».

مطلبنا منكم بسيط جدًا، اتركوا غلال سلالنا المليئة بخيرات الله، وابعدوا عن طريقنا غلال سلالكم المغشوشة؟

لبنان ليس سلّة لجيوبكم، دعوه ودعونا بسلام، وكذلك دعوه ودعونا ننعم بهويّته الحقيقيّة التي همّها الشباب والشابات، والتي همّها أيضًا المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمايز أو تفضيل. فالأفواه الجائعة باتت سلالها فارغة. من فضلكم ساعدوها حتى ولو من أموالكم الخاصة. فالمواطنون يستحقون التضحية من قِبَلكم، هكذا على الأقل يمكننا القول إنّ المسيرة الانقلابيّة بدأ مسارها يستقيم، وبدلاً من استعمال «الدوبل فاس» استعملوا «الفاس» عندها يمكننا أيضًا مناشدتكم بضرورة تطبيق البنود التي تتضمنها هذه السلّة السياسيّة المنقذة!

لبنان ليس سلّة النزهة، بل هو سلّة الغلّة. ونظن أنّ الغلّة الحقيقيّة، البنّاءة، الواعدة، الهادفة، الصادقة، بدأت تشقّ طريقها الانقاذيّ، وكلّ هذا بفضل خيرات الله الطبيعية البعيدة كل البعد عن المغالطات المصيريّة.

حان الوقت لنصرخ معًا: إنّ الجنة هي تحت أقدام الأمهات، وليست تحت أقدامكم!

يا أيّها السياسيون حاولوا أن تمزجوا دماء عروقكم بعرق جباهكم، لكي تتلمّسوا طعم الاستقرار في حضن لطالما حلمت به شعوب من كافة أنحاء الكرة الأرضية، ألا وهو حضن الوطن «لبنان»!

كونوا على موعدٍ مع ذواتكم، وليس على موعدٍ مع سلالكم من أجل إيصالنا إلى برّ الآمان. حاولوا أن تتعاملوا معنا كمرشدين صالحين من أجل بداية حياة سياسية جديدة تعيد أصالات البهجة المنتظرة، لأنّ قهرنا «المعيشيّ» يعاني من التهديد المتواصل: «الويل لنا» الويل لكلّ فاه ينطق بلغةٍ لا تناسب أهدافنا ومشاريعنا…!

ساعدونا…!

ساعدونا لكي نردّد من جديد: عندما كنّا صغارًا !