«يا عيب الشوم»؛ هذه هي الجملة المناسبة للردّ على كلام النائب حسين الحاج حسن الذي أطلقه بحقّ وزير الدّاخلية نهاد المشنوق، وهذه الـ»يا عيب الشوم» أستعيرها من كلام هاني حمود المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري، والتي ردّ بها على حزب الله وكلام مساعد الأمين العام لحزب الله «حسين خليل» في مؤتمر صحافي عقده في ?13 كانون الأول 2006…
حزب الله و»جماعته» معتادون على الاتهام والتلفيق والفبركة والكذب، والتهديد بنشر محاضر ووثائق، هذه «شنشةٌ» نعرفها، من يتذكّر اليوم ذاك المؤتمر الصحافي لحسين خليل معاون أمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي عقده بنفس التاريخ ولوح فيه بوثائق مزعومة ورسائل ومحاضر موجودة لديه مهدّداً بنشرها، وفي ذاك وقام فيه بتحوير وتزييف «ورقة بخط رسول الحريري السيد وسام الحسن [كان يومها برتبة مقدّم، رحمه الله] وقال إن سعد الحريري طلب فيها التزام شرف من الأمين العام بتسليم سلاح المقاومة لتقف الحرب»، وجاء الردّ على كذب «الحاج» المعاون حسين خليل ليتبيّن ـ كما كشف هاني حمود ـ أنّ «وعد الشرف الذي طالب به النائب الحريري نصرالله، جاء على خلفية العودة الى بحث سلاح «حزب الله» على طاولة الحوار باعتبار أن هذه المسألة داخلية لبنانية ومنع تدويل هذه القضية عبر صدور قرار ملزم تحت البند السابع من مجلس الأمن الدولي، إضافة الى تجنيب لبنان تكرار مثل هذا العدوان الإسرائيلي المدمر»… بل أكثر من هذا، فضح حمود يومها قول السفير الإيراني منوشهر متكّي للرئيس فؤاد السنيورة: «كل شيء ولا يرجعوا لنا مزارع شبعا» في لحظة كان فيها لبنان يخوض معركة القرار 1701 تحت الفصل السابع، وجهد سعد الحريري لمنع ذلك…
هذه مقدّمة لا بُدّ منها لإنعاش ذاكرة اللبنانيين الذين خبروا «تقيّة» حزب الله وكذبه السياسي، منذ الدفاع عن مقام السيدة زينب ـ رضي الله عنها ـ في دمشق انتهاء بالذهاب إلى سوريا لمحاربة التكفيريين لمنعهم من المجيء إلى لبنان فجاء بسياراتهم المفخخة وانتحارييهم وأحزمتهم الناسفة إلى عقر الضاحية الجنوبيّة!!
اعتدنا على أمين عام حزب الله حسن نصرالله و»الشدّ والقدّ» عندما يظنّ أنّ مشروع إيران وأجندتها لن تسقط في المنطقة، وهذه المرّة «مزهوّاً» بالدخول الروسي ـ بتنسيق إسرائيلي كامل ـ الحرب في سوريا، رمى في وجه اللبنانيين «دبشاً» اعتادوه اختصره بكلمتين عن الحوار والحكومة «الله معو»!! ذكّرني نصرالله بذاك الخطاب الذي قال فيه للبنانيين «اشكروا الله أننا لم نرمِ بكم في البحر أو نزجّ بكم في السجون»، هذا عندما يظن نصرالله أنّ كفّة الميزان ترجح لمصلحة إيران وحزبها، أمّا عندما يكون محشوراً مع إيران، فلـ»نصر الله» خدعة يلجأ إليها إسمها»الحوار»!!
في مثل هذه الأيام العاشورائيّة من العام الماضي، وفي ليلة وفي خطابه في 3 تشرين الثاني 2014 ليلة العاشر من محرم، أطلّ نصرالله ليهاجم المملكة العربية السعوديّة قبل «عاصفة الحزم» ومادحاً تيار المستقبل وداعياً لحوار بين حزبه وتيار المستقبل لـ»تنفيس الإحتقان المذهبي»، يومها كنّا من المحذّرين و»الرافضين» لفتح ثقبٍ يُخرج حزب الله من مأزقه مع يقيننا التامّ بأن ردّ الرئيس سعد الحريري الذي تأخر يومها على دعوة حسن نصرالله سيكون الترحيب بالحوار فالرّجل ظلّ مادّاً يده للحوار لأعوام ظلّ خلالها حزب الله يصعّد ويخوّن ويفتري خلالها على الحريري وتيار المستقبل و14 آذار ويلفّق لهم تهم «الخيانة العظمى»، ثم اضطر نصرالله للخروج من مأزقه الى أن جالس من اتهمهم طوال أعوام بالعمالة والخيانة!!
لا يستحقّ النائب حسين الحاج حسن إلا أن نقول له «يا عيب الشوم»، أما ردّ وزير الداخلية نهاد المشنوق عليه بقوله «السياسة أمارسها بطريقة بيروتية مدينية» فـ»بيسوى عمرو» لأنّه جاء على طريقة الشاعر البحتري: «عليَّ نحتُ القوافي من معادِنها/ وما عليَّ إذا لم تفهمِ البَقرُ»!!