طغت تطوّرات المعركة في جرود عرسال على ما غيرها من ملفات على الساحة الداخلية، حيث أن الحسم الذي انطلق ضد المجموعات الإرهابية في “حزب الله”، يتوقف الآن على مدى إمكانية صمود التنظيمات الإرهابية في المناطق التي باتوا محاصرين فيها بالكامل، كما كشفت المعلومات المتداولة على مستوى القيادات السياسية والحزبية في البقاع. وأضافت هذه المعلومات، أن استعدادات وإجراءات أمنية بدأت الأجهزة الأمنية بتطبيقها منذ يوم أول من أمس على الحدود، حيث أطلق الجيش اللبناني عملية واسعة لمنع تسلّل العناصر الإرهابية إلى داخل عرسال، أو إلى مخيّمات النازحين السوريين في جرودها، علماً أنه أحبط أكثر من محاولة للإرهابيين للهروب من مناطق الصراع نحو الأراضي اللبنانية. وتحدّثت المعلومات نفسها، عن انهيارات في صفوف المجموعات الإرهابية منذ اللحظة الأولى لانطلاق المعركة “الفاصلة” في الجرود، موضحة أن التركيز يتم راهناً على منع أي محاولات من قبل الإرهابيين لزجّ مخيّمات النازحين، أو النازحين في القتال الحاصل. وشدّدت على أن الغطاء السياسي للجيش، كما للأجهزة الأمنية، هو شامل ويتكامل مع دعم لافت من قبل الشارع وكل التيارات والأطراف السياسية والحزبية.
وفي هذا السياق، أكد مصدر نيابي بقاعي، أن عنوان وهدف المعركة هو تحرير البلدات الحدودية البقاعية من الإرهابيين ومن الضغط الكبير الذي يمارسونه على اللبنانيين، كما على النازحين، ولا سيما في عرسال ورأس بعلبك والقاع واللبوة والفاكهة. وقال ان تطهير الجرود الحدودية من الإرهابيين سيؤدي إلى إخراج كل هذه القرى وأهاليها من قبضة الإرهابيين، وذلك على كل المستويات الأمنية والاقتصادية. وأوضح المصدر النيابي نفسه، أن الأمور ستعود إلى طبيعتها فور إنجاز هذه العملية، وخصوصاً أن الضرر الكبير الذي سجّل على مدى السنوات الماضية أصاب مورد رزق اللبنانيين في قرى البقاع الشمالي وهدّد مصالحهم، وبالتالي، فإن الحسم الأمني والعسكري سيدخل المنطقة كما الساحة الداخلية في مرحلة جديدة يرتاح فيها من التهديد الإرهابي الآتي من الجرود الشرقية.
وإذ كشف المصدر النيابي، أن ما من لبنانيين في صفوف المسلحين في الجرود، شدّد على وجوب إخراجهم من الأراضي اللبنانية ودفعهم باتجاه الأراضي السورية ومن حيث أتوا إلى لبنان، أي من سوريا. واعتبر أن الجيش اللبناني أمام تحدي تحرير المناطق من المسلحين كافة، ومنعهم من الحصول على أي فرصة للتخريب في أي من القرى البقاعية. وأكد أنه يقوم بواجباته اليوم في تحرير الأرض والحفاظ على الأمن في منطقة عرسال، وبخاصة أن التنظيمات تخطّط لنقل المعركة إلى داخل المخيمات الموجودة في المنطقة، في محاولة لإشعال جبهة واسعة ينضم إليها من يؤيدهم من النازحين السوريين.
ومن هنا، وجد المصدر نفسه، أن هذه الأحداث ستعيد ملف النزوح إلى دائرة السجال، ولا سيما أن أي انخراط لبعض النازحين السوريين في المواجهات الدائرة، سينعكس بشكل كارثي عليهم قبل أن يؤثّر في علاقاتهم مع اللبنانيين، كما أنه ينذر بمضاعفات خطرة في حال نجحت التنظيمات الإرهابية في تعبئتهم ضد الجيش وأهالي القرى الحدودية. وخلص المصدر النيابي البقاعي، إلى أن التفاف اللبنانيين حول المؤسّسة العسكرية، والذي سجل بقوة في الساعات الماضية، يؤكد متانة الجبهة الداخلية، ويكرّس الدعم النوعي للجيش في حربه على الإرهابيين في الجرود، تمهيداً لطردهم من الأراضي اللبنانية.