IMLebanon

كباش سياسي وكهنوتي حول اختيار مطران زحلة

تتجه أنظار أبناء طائفة الروم الأرثوذكس في زحلة، اليوم، الى دير البلمند، حيث يجتمع عدد من الأساقفة الأرثوذكس لانتخاب مطران جديد لأبرشية زحله وبعلبك وتوابعهما، خلفاً للمطران السابق إسبيريدون خوري. وكان الأخير قد قدّم إستقالته، قبل نحو 5 أشهر، وعُيّن متروبوليت عكار المطران باسيليوس منصور معتمداً بطريركياً على الأبرشية بناء على قرار من بطريرك إنطاكية وسائر المشرق يوحنا اليازجي الذي أوصى، أيضاً، بإستمزاج آراء أبناء الطائفة حول من يرغبون في أن يكون راعياً لأبرشيتهم.

استمزاج الآراء أظهر تبايناً بين أبناء الأبرشية من كهنوت وعلمانيين. واللافت أن التباين لم يلتزم الاصطفافات السياسية، إذ إن بين كل من المؤيدين والمعترضين، منتمين الى مختلف التيارات السياسية. كما طاول الانقسام السلك الكهنوتي أيضاً. وظهر الانقسام الى العلن خلال لقاء عقد قبل نحو أسبوعين في فندق «قادري الكبير» في شتورة، ضمّ عدداً من فعاليات الطائفة من نواب وزراء حاليين وسابقين من انتماءات سياسية مختلفة، أبرزهم النائب جوزف صعب المعلوف (القوات اللبنانية)، النائب السابق إيلي الفرزلي، الوزير السابق غابي ليّون (التيار الوطني الحر)، إضافةً الى مثقفين ورجال أعمال ووجوه إجتماعيّة تعنى بالشوؤن الدينية للطائفة. وتمحورت النقاشات في اللقاء حول المواصفات التي يجب أن يتمتع بها راعي الأبرشية العتيد، وسُجّلت موجة إعتراضات تبعها إنسحاب بعض المشاركين، بعدما تبيّن لهم أن هدف اللقاء هو تبني ترشيح المطران نيفن صيقلي (المعتمد البطريركي في روسيا) لتولي المنصب. وفيما أبدى المعترضون تحفظهم عن دعم صيقلي (80 عاماً) مطالبين بإختيار مطران أصغر سنّاً وخصوصاً أن المطران السابق استقال لتقدمه في السن، صدر عن المجتمعين بيان ناشد المجمع الإنطاكي الأخذ بترشيح صيقلي. ودفع ذلك ببعض المعترضين، من كهنة رعايا احياء زحلة وقراها، وفعاليات سياسية وإجتماعية من بينهم النائب السابق يوسف المعلوف والعميد المتقاعد سامي نبهان (محسوب على القوات اللبنانية) الى تنظيم عرائض وزعت على أبناء الأبرشية في زحله وقراها.

المؤيدون لصيقلي والمعترضون عليه ينتمون الى مختلف التيارات السياسية

نبهان أكّد لـ «الأخبار» أن «الاعتراض ليس على شخص المطران صيقلي الذي نكن له كل محبة وإحترام، وجلّ ما نصبو إليه هو مصلحة الأبرشيّة بإختيار مطران متوسط في العمر». وحمّل مسؤولية ما جرى الى «من يدعون الحرص على الطائفة، إذا كان في الإمكان التشاور في الأمر قبل عقد اللقاءات وإصدار البيانات أمام وسائل الإعلام، وليس بفرض رأي البعض على جميع أبناء الطائفة»، متمنياً «إبعاد هذا الإستحقاق الكنسي عن الحسابات السياسية والشخصية».

وفيما علمت «الأخبار» من مصادر متابعة للشؤون الأرثوذكسية في زحله أن الكنيسة الروسية طلبت من المراجع الروحيّة في البطريركية إبقاء صيقلي معتمداً بطريركياً في موسكو، «نظراً الى العلاقة المتينة التي تربطه بالكنيسة الروسية، بعدما أثبت جدارته بالقيام المهمات الموكلة إليه طوال فترة توليه هذا المنصب»، سُجّلت الأحد الماضي زيارتان لكل من المؤيدين والمعترضين الى الصرح البطريركي في دير البلمند. وفد المؤيدين ترأسه النائب جوزف المعلوف، وسلم البطريرك يازجي عريضة تطالب بصيقلي مطراناً على زحله. يازجي تسلّم أيضاً عريضة مضادة من وفد المعارضين الذي ضمّ كهنة والعشرات من أبناء الطائفة إنتقلوا الى الديمان بواسطة حافلات كبيرة لحضور قداس الأحد وإيصال صوتهم الى الكرسي الإنطاكي.