IMLebanon

تفجيرات سياسية وامنية

دخل لبنان في دائرة الخطر الحقيقي بعدما كان طوال الفترة الماضية يرقص على حافة الهاوية، ولكن في هذه المرحلة بالذات من خلال الأجواء السائدة على كافة الصعد فان اوساطاً سياسية عليمة تؤكد وفق المعطيات المتوفرة بأن البلد لم يعد على الهاوية بل سيسقط الى قعر الوادي في ظل المناخات الراهنة، داخلياً واقليمياً.

الأوساط المذكورة تلفت الى أن ما جرى في برج البراجنة من تفجير هو مؤشر لعودة مسلسل التفجيرات والعنف، وهذا لم يفاجئ بعض قادة الأجهزة الأمنية، اذ هناك تقارير استخباراتية محلية وخارجية تفضي الى ان لبنان مقبل على تطورات بالغة الأهمية تتزامن مع تحولات ومتغيرات في سوريا والمنطقة بشكل عام باعتبار ان التدخل الروسي لا ينحصر بغارة هنا وأخرى هناك بل ثمة توافق دولي واقليمي حول اعادة رسم وصياغة الواقع الجيوسياسي والاقتصادي في بعض الدول المحيطة في لبنان وهذه العدة التغييرية تترافق وتتناغم مع سلسلة خضات على الساحة المحلية سياسيا وأمنيا ومن هنا عودة مسلسل التفجيرات انما هو نتاج بدء مرحلة التصفيات واليوم نحن في فترة الـDemi – finale والوصول الى الـfinale سيرتب على البلد دفع فواتير كثيرة من تصفيات وانتقامات لهذه المنظمة وتلك ولهذا الفصيل وذاك، على أساس ان تداعيات الحرب السورية وانعكاساتها وتأثيراتها ستصب على لبنان الطريّ العود والأرض الخصبة لتلقف هذه الأحداث والتطورات، ناهيك عن ملف النازحين والذي سيترك ايضاً ارتدادات جغرافية واجتماعية واقتصادية وانسانية على الدولة اللبنانية والناس بشكل لافت وخطر في ان.

واكدت الأوساط ان الاسابيع القليلة المقبلة، ستكون مفصلية وستحمل في طياتها الكثير الكثير من الخلافات السياسية بدءاً من ملف النفايات وقبله الاستحقاق الرئاسي الى أبسط وأصغر ملف بحيث الاحتقان «متوفر» لدى القيادات اللبنانية ومخزونه كبير واللياقة البدنية للزعامات والقيادات السياسية لم تعد قادرة على التحمل لمواجهة ومجابهة الاحداث المقبلة في ظل الانقسام العمودي بين الأطراف السياسية وصولاً الى ان الجميع بات في اجواء الـVacation الطويل للمؤسسات الدستورية وحيث بات البلد يعمل بالصدفة وذلك أن الأخطر يتمثل بما ستشهده سوريا في هذه المرحلة من تطورات ميدانية ومعارك قد تكون الأعنف الأمر الذي سيؤدّي ايضاً الى ارباك وقلق ومخاوف على الداخل اللبناني المتخم بالخلافات والانقسامات الى عدم قدرته على استيعاب حجم هذه الاحداث.

ويُنقل عن أكثر من سفير بأن الاشهر المقبلة يمكن وصفها بالحرجة والمفصلية حيث يرتقب ان يشهد لبنان تطورات دراماتيكية ربطا بالحرب السورية والوضع الاقليمي بشكل العام والمؤكد وامام هذا الواقع المرير ليس هناك من تسوية او وصول الحوارات الجارية الى اي نتيجة سوى شراء الوقت لا اكثر ولا اقل، لذا ما يمكن فعله وأمام هذه الوقائع للخروج من هذا النفق المظلم، يقول سفير غربيّ ان المجتمع الدولي باق على تعهده بدعم استقرار لبنان والمؤسسة العسكرية ومسألة النازحين ولكن لا أولوية للبنان امام هذه الحرب الكبرى التي تحصل في سوريا.