كنا قد كتبنا عند وقوع حادث تحطّم طائرة الهيلوكوبتر التي كانت تقل رئيس الجمهورية الاسلامية في إيران الرئيس ابراهيم رئيسي ومعه وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، ان هذا الحادث أمام احتمالين: الأول حادث مدبّر، والثاني أن تكون إسرائيل قد دبّرت عملية الاغتيال، خصوصاً أنّ تاريخ إسرائيل في القيام بعمليات اغتيال مسؤولين إيرانيين ليس له حدود…
اليوم نتحدث عن باحث أميركي بالارصاد الجوّية اكتشف شيئاً مذهلاً يوم سقوط طائرة الرئيس الايراني، لقد تم حذف بيانات يوم الحادث بأكمله (24 ساعة ).
هذا الباحث تساءل: “لماذا ظهر الضباب فجأة؟ ولماذا تمّ حذف بيانات الطقس ليوم كامل هو اليوم التاسع عشر؟”.. لقد اكتشف شيئاً مذهلاً… لقد انتقلت بيانات الأقمار الاصطناعية من يوم 18 أيار ودخلت في 20 أيار (مايو)… فأين ذهب اليوم التاسع عشر؟
ثانياً: الطائرة، كما يعرف الجميع، صناعة أميركية – إيطالية وهي قديمة منذ أيام الشاه.. وقطع الغيار غير متوفرة بسبب المقاطعة الأميركية لإيران، ما يدعو الى التساؤل: كيف يُسمح أن تنقل رئيس الجمهورية طائرة هيلوكوبتر قديمة وغير آمنة بهذه المواصفات؟
ثالثاً: “أما بالنسبة لاحتمال أن يكون الحادث قضاء وقدراً فهذا ممكن.. لكنه احتمال ضعيف.
رابعاً: تاريخ الاغتيالات السياسية في إيران تاريخ طويل… وهي تبدو مترابطة، تصب في خانة عملية قد تكون مدبّرة… وأعود فأقول: هذا احتمال.. لكن لا بد من ترك المجال للقارئ لاستعراض مسلسل سقوط الطائرات ومقتل القادة الايرانيين بغية اكتشاف الحقيقة.
يُعتبر الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ثالث رئيس في إيران يتعرّض لتحطم طائرة.. لكنه كان الأقل حظاً، إذ ان الرئيسين الآخرين نجيا منها.
ففي 16 آب (أغسطس) عام 1980، تعرّضت مروحية الرئيس الأوّل للبلاد بعد الثورة الاسلامية أبو الحسن بني صدر الى عطل مفاجئ، لكنه نجا وعدد من مرافقيه من الحادثة.
وتكررت الحادثة في 2 حزيران (يونيو) عام 2013، حين تعرّضت مروحية الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحادث جوّي في جبال البرز وسط البلاد، إذ اصطدمت بأسلاك كهربائية متينة، لكن الطيار سيطر على المروحية لينجو الركاب جميعهم بمن فيهم نجاد.
ومن غير الرؤساء شهدت العقود السابقة سلسلة من الحوادث الجوّية التي راح ضحيتها وزراء وعسكريون:
– في 29 أيلول (سبتمبر) عام 1981، سقطت طائرة عسكرية من طراز “سي 130” (C130) أثناء الهبوط في طهران بعد عودتها من الأهواز جنوب غربي البلاد، ما أدى الى وفاة وزير الدفاع آنذاك موسى نامجو وعدد من قادة القوات الايرانية اثناء الحرب على العراق، منهم العقيد جواد فكوري واللواء ولي الله فلاحي والعميد يوسف كلاهدوز والعميد محمد جهان آذار.
– تكررت الحادثة عام 1994، حين قتل قائد القوات الجوّية منصور ستاري مع كبار ضباطه في حادث تحطّم طائرة بالقرب من مطار بهشتي الدولي في أصفهان، وهؤلاء لم يكونوا موالين للمرشد الأعلى للثورة.
– في 5 كانون الثاني (يناير) عام 1995، سقطت طائرة عسكرية أثناء الإقلاع من قاعدة “الشهيد باباي” العسكرية في أصفهان ما أدى الى مقتل قائد القوات الجوّية واللواء علي رضا باستي وعشرة عسكريين آخرين.
– في 17 أيار (مايو) 2001، توفي وزير المواصلات الايراني رحمن دادمان وجميع الركاب بعد سقوط طائرته من طراز (باك 40) أثناء رحلتها الى مدينة جرجان شمال شرقي إيران، وهؤلاء أيضاً كانوا من معارضي المرشد وتوجهاته.
– كما توفي العميد أحمد كاظمي قائد السلاح البرّي في الحرس الثوري الايراني وعدد من قادة الحرس في 9 كانون الثاني (يناير) 2006، بعد تحطم طائرة عسكرية من طراز “فالكون 20”، هؤلاء كانوا يمتعضون من تدخلات المرشد الأعلى للثورة.
– في 21 شباط (فبراير) 2023، سقطت مروحية وزير الرياضة والشباب حميد سجادي في مدينة بافت جنوب شرقي إيران، وأصيب الوزير بجروح بالغة، فيما قُتل المدير العام لمكتبه اسماعيل أحمدي.