Site icon IMLebanon

انضباط سياسي لمنع تفجير الحكومة

لا تزال الساحة الداخلية تعيش ارتدادات العدوان الاسرائيلي الذي استهدف موكب «حزب الله» في القنيطرة السورية، وهي، كالعادة، منقسمة بين القوى السياسية حول الموضوع، وإن كان الجامع الوحيد هو تمني عدم حصول حرب بين لبنان واسرائيل، فيما الموقف الحكومي الرسمي ما زال منضبطا تحت خطاب معقول، وان كانت تعبيرات الوزراء من «فريق 14 آذار» الهادئة تستبطن نوعا من «الرفض الناعم» لما تسميه «تدخل حزب الله في سوريا»، بينما يسود «الصمت المطبق» وزراء الحزب تاركين التعليقات لأوانها.

ولا تخفي أوساط السرايا الحكومية قلق الرئيس تمام سلام من هذا العدوان وارتداداته الممكن ان تصيب لبنان إذا استمرت حالة الاحتقان الاقليمي السياسي والعسكري، ولكنها تؤكد ان رئيس الحكومة، بعد الاتصال بقيادة الحزب (الحاج حسين الخليل) للتعزية بالشهداء، يتابع الوضع لحظة بلحظة بانتظار جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، مع انه ركز اتصالاته خلال اليومين الماضيين لتمر الجلسة هادئة بسبب بنود ومواد خلافية موجودة أصلا قبل العدوان.

وتشير أوساط وزارية الى ان الجميع يتهيب إثارة ما يمكن ان يخلق مشكلة جديدة في الحكومة بذريعة العدوان، يمكن ان تؤدي، نظرا الى خطورة الموضوع وحساسيته السياسية، الى انفجار الحكومة، فيما تقول أوساط وزارية من «8 آذار» انه إذا أثار أي من وزراء الفريق الآخر موضوع وجود الحزب في سوريا وفي منطقة الجولان المحرر تحديدا، فسيكون لكل كلام جواب.

واذا كان الكثيرون يسألون «ماذا يفعل حزب الله في القنيطرة؟» فالجواب يأتي تلقائيا: «لم لا يسأل هؤلاء ماذا تفعل اسرائيل في الجولان؟ وكم تدعم من فصائل إرهابية مسلحة هناك؟ وكم غارة نفذت داخل الاراضي السورية لدعم المسلحين؟ وماذا تفعل أكثر من 80 دولة في سوريا؟ ولماذا تفتح بعض الدول المجاورة حدودها للمسلحين؟ ما هو المشروع المطلوب للمنطقة الحدودية الجنوبية في سوريا من وراء تدخل اسرائيل العسكري المتكرر؟».

وتشير مصادر «فريق 8 آذار» الى ان من يسأل ماذا يفعل «حزب الله» أو ايران في سوريا «يطرح سؤالا بعيدا عن المنطق السياسي فعلا، وكأنه لا يعيش أوضاع المنطقة وصراعها الكبير المفتوح!»، وتقول: «ان دول العالم بمعظمها تدخلت في سوريا تحت راية واحدة وضمن محور واحد لإسقاط النظام السوري، وكانت النتيجة تدمير سوريا، مقومات عسكرية واقتصادا ومجتمعا متماسكا الى حد كبير، والاهم إبعادها عن الصراع المركزي الكبير ضد الاحتلال الاسرائيلي، وهكذا كانت حال دول الطوق لفلسطين المحتلة وعمقها الاستراتيجي، من مصر الى العراق وصولا الى السودان وليبيا، بينما يعاني لبنان ما يعانيه من الإرهاب، فكيف لا يتدخل المحور المضاد لدعم سوريا ومنع سقوطها نهائيا بيد المشروع الغربي – الاسرائيلي؟».

وبغض النظر عما سيكون عليه رد «حزب الله» وفي أي مكان سيكون الرد وما هو حجمه، فإن الجميع في الداخل مضطر لتحقيق حد أدنى من التماسك لمواجهة أي انعكاسات سلبية للوضع المحتقن، لذلك اقتصرت ردود أعضاء فريق «14 آذار» على بعض الشخصيات ذات الرؤوس الحامية، ولم يخرج عن الاركان الاساسيين أي مواقف حادة. ولذلك ايضا يتركز جهد هذا الفريق على محاولة تحييد لبنان عن احتمال انفجار الموقف عسكريا. ويذهب البعض الى تحميل اسرائيل مسؤولية أي تصعيد بسبب مبادرتها دوما الى العدوان.