الحكم يقف أمام قرار غامض لكنه مطمئن على المصير
هجوم الربيع ينعش الجمهوريةويحررها من الغموض
كان النصف الثاني من شهر شباط ٢٠١٥ يودع أيام الشتاء، والبلاد تستعد لاستقبال آذار، تمهيداً لإطلالة ربيع الحياة في الطبيعة.
لم يعد يفصل بين آخر فصل الشتاء وأول فصل الربيع، الا أقل من ثلاثة أسابيع. الا ان قائد الجيش العماد جان قهوجي، تابع اعداده مع أركان قيادته، ل الهجوم الاستباقي على مواقع المتمردين والعصاة، من رأس بعلبك في اتجاه السلسلة الشرقية.
والعماد قهوجي يدرك مع أركان القيادة، أن الوقت قد حان ل هجوم الربيع على العصاة والمتمردين، وسط معلومات رفعتها اليه مخابرات الجيش، وأكدتها التقارير الآتية من مختلف المرافق العسكرية، ومفادها أن العصاة ينتظرون ذوبان الثلوج وانحسارها، لبدء هجوم الربيع على السلطة العسكرية، قبل انجاز الخطة العسكرية لمحافظة البقاع.
وهكذا، ما كاد شهر شباط يودع برودة الطقس، حتى كان قائد الجيش جان قهوجي يعكف على وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الموضوعة لاسترداد المناطق الخارجة، في ظروف ملتبسة على السلطة العسكرية.
وهكذا، أطل شهر آذار، وهو الهدار بقوة الجيش وصلابة قادته وجنوده حتى كان الهجوم الاستباقي يشق طريقه نحو مواقع العصاة.
وها هو آذار، في أيامه الأولى، يشهد الثمار الأولى ل الهجوم الاستباقي كما تفعل الجيوش، في الدول المتقدمة عسكرياً، وأصبح هجوم الربيع الثمرة الأولى ل ربيع الجيش.
وأخذت المعلومات تتسرب من المناطق النائية، أن الربيع لن يحمل الى العصاة ما كانوا يحلمون به، أو ما كانوا يأملونه، وهم يركنون الى واقع غامض في شتاء داكن يخيم عليهم بالثلوج والبرد القارس.
وفي هذه المعلومات أن خزان الارهاب فقد ما كانوا يمنون النفس به، وأدرك العصاة أن الجيش جرّدهم من أي فرصة قد تسنح لهم بالانقضاض على الجيش من الجبال والتخوم في السلسلة الشرقية الى القوى العسكرية في سهل البقاع الشرقي والشمالي.
كان العنوان الأساسي الذي يتكئ عليه قائد الجيش العماد قهوجي، أن ربيع الارهاب أصبح خريف الارهاب، لذلك، فإنه عندما صعد وزير الدفاع سمير مقبل الى منطقة رأس بعلبك مع قائد الجيش، أدرك أنه الآن بات يقود جمهورية مفعمة بمجد الذود عن وطن كان مهدداً بهجوم مباغت بالارهاب.
حكومة حاكمة
يوم أمس الأحد، كان الرئيس تمام سلام يجلس في دار المصيطبة، وكان ىعوم فوق بحر من الناس، يؤمون الدار التي تعوّدوا زيارتها منذ دهور، من ايام علي بك سلام الى ايام والده صائب بك سلام، وعندهم سؤال واحد: لبنان الى أين يا دولة الرئيس؟
ويقف رئيس مجلس الوزراء، وحامل أختام الجمهورية، والى جانبه رفيق الدرب وصديق العمر الوزير محمد المشنوق، وهو يرتدي قميصاً مقلماً سبور دلالة على أن الطقس جيد: لبنان بخير، لا تخافوا عليه، لأن عنده جيشاً منيع الجانب، قوي العناصر، مشدوداً الى الوطن، ومحبوباً من الناس، ويقوده رجل حكيم وشجاع.
ويتابع:: كلنا معاً شعباً وجيشاً وقريباً سيكون في لبنان رئيس جمهورية قوي بحكمته وشجاع في نظرته الى الحياة، ويوطد وحدة الوطن وراء حكم نظيف ورؤية واضحة.
ويتهافت الصحافيون على الرئيس تمام سلام، وهو يقول لهم ما يطمئن، لكنه لا يجزم ما اذا كان مجلس الوزراء سيدعى هذا الاسبوع الى الاجتماع أم لا. لكنه يردد بصوت خافت بأن الروية والتهدئة أفضل من التعطيل والصخب.
يروي تمام سلام قصة حكومته، والمراحل التي مرت بها، ويقول أن لكل ظرف نهجه، ولكل مبرر مبرراته، الا ان ثمة مبرراً واحداً لنا جميعاً: الأصالة الوطنية في تناول قضايا الوطن.
في رأي زعيم المصيطبة الجديد، ان الاختلاف في الرأي، والتباين في الآراء، حق لكل وزير، ولا يرى مناصاً من أن يدفع وزير الآن، عما كان ينتهجه وزير آخر، لا يتفق معه. الا ان التباينات من طبائع الوزراء لأنهم بشر، ويدعو الحشود المصغية اليه، الى الصبر ازاء ما تسمعه، لأن الديمقراطية تبرر للجميع التغيير، بيد ان الاخلاص للوطن هو حافز الجميع.
يشرح معظم ما يؤخذ عليه، من أنه أضاع على رئاسة الحكومة فرصة الاجماع، ويرد أن هؤلاء ينسون أن تمام سلام هو ابن صائب سلام، ونجل شعاره الكبير: لبنان واحد لا لبنانان.
ويستطرد: فخور أنا بأنني أذود عن الديمقراطية. يقولون إنني جعلت البلاد تضيع بين ٢٤ وزيراً، كل واحد منهم هو بمثابة رئيس جمهورية، وهكذا دواليك، بالنسبة الى رئاسة المجلس النيابي أو الى رئاسة الحكومة.
وهذا أفضل من أن يقال إنني جعلت من نفسي ٢٤ رئيساً.
غداً، عندما نتفق، وفي وقت قريب، على رئيس جديد للجمهورية تختفي هذه الأمور، وتأخذ اللعبة الديمقراطية دورتها الحقيقية في صناعة وطن يعوم على بحر من الوئام والوفاق.
غادر الرئيس أمين الجميل البلاد الى الخارج وبقيت الأمور هادئة، بعد لقاءات سياسية عابرة.
لقاءات شهابية
كيف سارت الأمور في البلاد، بعد سقوط حكومة العهد الأولى للرئيس فؤاد شهاب، على النحو الذي شكلها الرئيس الشهيد رشيد كرامي.
كان ذلك مساء ١٤ تشرين الأول ١٩٥٨، عندما برزت أولى ايجابيات التحرك السياسي في المنطقة الشرقية.
رنَّ الهاتف في مكتب الشيخ بيار الجميل. كان القصر الجمهوري في صربا، على الخط المقابل، وقيل إن الرئيس فؤاد شهاب يدعو رئيس الكتائب الى لقائه في اليوم التالي. وقد تردد في الساعات الأخيرة، أن ثمة مشروع تشكيلة حكومية جديدة، يجري التداول فيها، لكنها تصطدم بعقدة تمثيل الكتائب فيها، اذ هي كانت تقضي بأن يكون الشيخ بيار هو من يمثل الكتائب بينما هو يمانع، وربما تكون هناك حلحلة لهذه العقدة.
توجه الشيخ بيار الى صربا، مصحوباً بنائبه جوزف شادر، ليعود بعد ما يقارب الساعتين، بمشروع حكومة رباعية قوامها: رشيد كرامي وحسين العويني عن الجانب المسلم، وريمون اده وبيار الجميل عن الجانب المسيحي. أما مشاركة عميد الكتلة الوطنية فمشروطة بمشاركة رئيس الكتائب شخصيا. وانقسم اعضاء المكتب السياسي بين متخوف من السلطة على رصيد الشيخ بيار بين الناس من جهة، وقائل إن هذا الرصيد انما هو لتوظيفه في خدمة البلد لا لعرضه في فيترينة هي للزينة فقط من جهة ثانية. وفي النهاية، تقرر الموافقة على التشكيلة المقترحة، ولكن كما رأى اليها الشيخ بيار على انها لجنة انقاذ وطني موقتة، لا حكومة بالمعنى الصحيح، ولمدة ١٥ يوماً فقط، هي كافية لإطفاء الحريق على حد تعبيره، فمتى تم ذلك يعود الى موقعه.
وبالفعل، ما كاد يصدر مرسوم تشكيل هذه الحكومة، صبيحة يوم ١٥ تشرين الأول، حتى كانت الحركة العادية قد عادت الى الشارع، والى الأسواق التجارية في العاصمة كما في سائر المدن. المشهد كان أشبه بمعجزة، ففي خلال ساعات قليلة انقلب الوضع رأساً على عقب: ساحة الشهداء تمتلء بالناس والسيارات، وبحافلات الترامواي ذهاباً وإياباً، من فرن الشباك الى المنارة، ومن البسطة الى الدورة والعكس بالعكس. المدارس والمعاهد تفتح أبوابها، وكذلك الادارات الرسمية، ناهيك بالمطاعم والمقاهي وأندية الليل. أجل، لقد انقلبت الفتنة، في لحظة، الى مصالحات عفوية وانفراجات على كل المستويات. الأمر الذي يبعث، فعلاً، على التساؤل حول حقيقة ما كانت البلاد مسرحاً على امتداد شهور. لقد قيل الكثير في حينه توصيفاً وتحليلاً، وجرت أحكام متعددة، ومن زوايا مختلفة، وكان لكل فريق من فريقي النزاع وجهة نظره، والحق دائماً على الآخر، كما هي العادة، كلما كان هناك خلاف أو نزاع أو اشتباك، فضلاً عن أن من الأحداث ما لا يعرف على حقيقته وأبعاده الا بعد حين. وهذا ما تبين بعد مرور خمسين عاماً على تلك الأحداث.
بعد عودة الاستقرار، طلب الشيخ بيار الجميّل موعداً لمقابلة الرئيس فؤاد شهاب. وجاء الجواب على الفور: الموعد في الساعة التاسعة.
ويستعيد الشيخ بيار وقائع المقابلة: فوجئت لدى وصولي بالرئيس شهاب واقفاً عند مدخل القاعة الرئيسية في الموعد المحدد. صافحني، وهو يقول ان الرئاسة ليست من طبعي، وأرى ان دوري قد انتهى. لقد رمى إليّ الكلام نفسه الذي كنت استعد لقوله. ثم أضاف: أعرف أنكم لم تصوتوا في جلسة الانتخاب الرئاسي. فكنتم صادقين مع أنفسكم، ولكن، بفضلكم عادت الأمور الى نصابها. أما اذا كنتم عازمين على الذهاب، فسأذهب قبلك. فأنا عسكري أمقت السياسة، أو ان السياسة ليست من اختصاصي. ويعلّق الشيخ بيار على كلام رئيس الجمهورية قائلا: ويبدو كان عارفاً بما أنا آتٍ اليه من أجله، فقطع عليّ الطريق لحظة وصولي وكان حاسماً، فماذا عساي أن أقول.
ويبدو ان الرئيس شهاب كان يميل الى الاعتماد على ثلاثة ركائز في ولايته: رشيد كرامي، كمال جنبلاط وبيار الجميّل، الأمر الذي أغاظ العميد ريمون اده، وكان من جملة الدوافع التي عجّلت في خروجه من الحكومة الرباعية قبل تشرين الأول ١٩٥٩. آخذاً على رئيس الجمهورية تقديمه رئيس الكتائب على سواه من القيادات السياسية. والصحيح ان هذا التوازن بين الثورة والثورة المضادة أشار اليه الأستاذ فؤاد بطرس، الذي يقول ان شهاب لم يكن بعيداً عن أجواء الثورة المضادة لحكومة رشيد كرامي الأولى في عهده.
كان الامتحان الأول في جزين، عند وفاة النائب فريد قوزما، فبادر المكتب السياسي الكتائبي الى ترشيح الدكتور باسيل عبود على المقعد الشاغر الذي ترشح ضده المرشح المخضرم مارون كنعان، وكان فوز المرشح الكتائبي حدثاً كبيراً.
إلاّ أن الرئيس فؤاد شهاب حرص على تقديم صورة واضحة عن حكمه، من خلال اللقاء الأول في خيمة صفيح عند الحدود اللبنانية – السورية مع رئيس الجمهورية العربية المتحدة مصر وسوريا جمال عبدالناصر يوم الخامس والعشرين من آذار ١٩٥٩.
وصل الرئيس شهاب الى مكان الاجتماع قبل نظيره المصري بدقائق قليلة. وعندما طلب منه ان يتقدم لاستقباله، ردّ على محدثه قائلاً: عندما انتخبت رئيساً كنت برتبة لواء، فيما كان الرئيس عبدالناصر برتبة بكباش، لهذا أنا أتقدم عليه في الرتبة العسكرية، وفي عرفنا نحن العسكريين هو الذي يجب ان يستقبلني. ولكنني سأنتظر وصوله هنا.
كانت هذه الشكليات والرموز التي أصرّ عليها الرئيس اللبناني صورة عن العلاقة التي يرتجيها بين البلدين أو الجمهوريتين، يصار الى ترجمتها احتراما لسيادة لبنان من قبل الرئيس المصري، مقابل ألاّ تكون السياسة اللبنانية الخارجية متعارضة مع سياسة الجمهورية العربية المتحدة على الصعيدين العربي والدولي. بكلام آخر، يكون لبنان مع الناصرية على الصعيد الخارجي، مقابل امتناع هذه الأخيرة عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. لقد تبيّن أن ما يصبو اليه الرئيس فؤاد شهاب أولاً وأخيراً هو توفير الأمن والاستقرار الداخليين وبالقدر الذي يتيح له الانصراف كلياً الى اقامة الدولة القادرة والعادلة التي ينشدها علامة فارقة لعهده.
ويقول جوزف أبو خليل في كتابه عمري، عمر لبنان ان انطلاقته كانت تنطوي على صفات أمير لا صفات رجل سياسي عابر للأزمات السياسية.
تلك، كانت انطلاقة العهد الشهابي التي كانت تنبئ بنهضة لم يعرفها لبنان منذ الاستقلال لكنها لا تلقى بعد الصدى الذي تستحقه لدى الناس عموماً، ولدى الشارع المسيحي خصوصا. وهي الاشكالية التي ظلت تشغل الكتائب وتأخذ مساحة واسعة من هموم الناس.
وهناك، أولاً شخصية الرئيس شهاب الذي يتمتع بكل الفضائل والاستعدادات الطيّبة للنهوض بالوطن والدولة وبأحوال الناس لكنه على عكس أسلافه، لا يحمل ماضياً سياسياً، ولا هو كان ينشد مستقبلا سياسيا له، إذ ليست الزعامة السياسية هي التي جاءت به الى الرئاسة، ولا هو ينوي التأسيس لمثل هذه الزعامة، ولا هو هاوي سياسة كما العديد من أهل السياسة في لبنان كما في كل بلد، وطالما وصف هؤلاء بأكلة الجبنة الذين لا يشبعون. وفوق هذا كله كان، غالباً، على سوء تفاهم مع الشارع المسيحي مفسّراً الأمر بالقول ان المسيحيي لازم تعملن مصلحتن غصب عنن. والصحيح ان علاقة العهد بهذا الشارع، وبالناس عموماً، كانت هي المسألة والاشكالية، أو هكذا تبدّى لنا الأمر، حينما كان علينا ان نؤمّن التواصل بين العهد وهذا الشارع. كان علينا، مرة، وفي مناسبة عيد مار مارون، ان نؤمّن استقبالا شعبيا حاشدا للرئيس شهاب لدى قدومه الى الاحتفال، مقابل الاستقبال العفوي الذي يلقاه سلفه الرئيس شمعون في المناسبة نفسها، وفي كنيسة أخرى مجاورة، بعدما كان الرئيس السابق قد بدأ يمهّد لمعارضة لم يبق له سواها للحفاظ على موقعه في الحياة السياسية، وانطلاقا من ذات القواعد الشعبية التي تعتمد عليها الكتائب. لفتت نظري، وأنا أعاين ما أعددناه من ترتيبات، طلّة الرئيس شهاب التي كانت أقرب الى طلّة أمير منها الى طلّة رئيس أو زعيم، وفيها من الأرستقراطية ما يخالف ما نسمعه ونعرفه عن تواضعه الجمّ. ترجّل من سيارته أمام معهد الفرير الكائن في محلّة الجميزة، ليتوجه الى كنيسة مار مارون القريبة مشياً على الأقدام، فكانت خطواته المتزنة خطوات أمير أيضا لا خطوات رئيس أو زعيم. ولعلّه في قرارة نفسه كان يتساءل عن مقدار العاطفة في هذا الاستقبال أو العفوية وخصوصا ان المعروف عنه أنه لا يستسيغ المظاهر الشعبوية على اختلافها، كان المشهد صورة عن الاشكالية التي اتسم بها عهده.
كان فؤاد شهاب يشغله قانون جديد للانتخابات النيابية، وكان يريد رفع عدد النواب من ٦٦ نائباً الى ٩٩ وقد أقرّه مجلس النواب في آذار ١٩٦٠.
في ٢٠ نيسان ابريل أقرّ المجلس النيابي القانون الجديد.
في ٤ أيار أعلن رئيس الجمهورية قرار مجلس الوزراء بحلّ المجلس النيابي ودعوة الناخبين الى انتخابات عامة تتم على أربعة مراحل تبدأ في ١٢ حزيران.
في ٣ تموز انتهت العمليات الانتخابية كاملة وتشكّل مجلس نيابي جديد.
وفي ٢٠ تموز، وفيما المنتظر ان تبادر الحكومة التي أشرفت على الانتخابات الى تقديم استقالتها، كما هي العادة والأصول، تمهيداً لتشكيل الحكومة الجديدة، كانت هذه المفاجأة: اعلان رئيس الجمهورية استقالته من منصبه، كما لو أن الخطوات التي تقدّم ذكرها هي كلها للوصول الى هذه الخاتمة. جاء في كتاب الاستقالة التي تولت الاذاعة اللبنانية اعلانه، ظهراً، على الملأ، ما معناه ان الظروف التي قضت بتوليته على الرئاسة انتهت، فاستتب الأمن، واستعادت البلاد وحدتها، وجلت الجيوش الأجنبية عن أراضيها، وأرسيت قواعد الاصلاح الاداري والاقتصادي والاجتماعي، وتم تأمين التمثيل النيابي المعبّر عن ارادة اللبنانيين بكل فئاتهم واتجاهاتهم، فآن له أن يعيد الأمانة الى اصحابها. كان من الطبيعي ان تحدث الاستقالة ضجّة، بل الصدمة التي يتوخاها الرئيس. توافد النواب الى منزله في جونيه، موالين ومعارضين، يناشدونه العودة عن هذه الاستقالة فيما هو يتشبّث بها مكرّراً الأسباب ذاتها وذات الدوافع. وبلغ الإلحاح ببعضهم ابلاغه العزم على الاستقالة هم أيضا اذا أصرّ على موقفه. وبعد أخذ وردّ طويلين داما ساعات، فيما الناس قد بدأت تنزل الى الشارع في تظاهرات متفرّقة هنا وهنالك، أعلنت الاذاعة اللبنانية عودته عن الاستقالة.