يرتقب أن تبدأ استعدادات تيار «المستقبل» للاستحقاق الانتخابي خلال الأيام المقبلة، حيث يستعد رئيس الحكومة سعد الحريري بعد عودته من المملكة العربية السعودية، لعقد مؤتمر صحافي يعلن فيه إطلاق ماكينة تيار «المستقبل» الانتخابية. وتحدّثت مصادر سياسية في «المستقبل»، أن ماكينات «التيار الأزرق» في المناطق قد انطلقت في الأسابيع الماضية، لا سيما في منطقة البقاع الغربي، وكشفت أن التركيز حالياً يجري على أكثر من خط مفاوضات بين حلفاء الرئيس الحريري، تمهيداً لتحديد أسماء المرشّحين، كما البرامج الانتخابية.
وأضافت هذه المصادر، أن الإعلان الرسمي عن الحراك الانتخابي، سيتم من خلال بيان شامل يتضمّن المشاريع السياسية والانتخابية والاقتصادية يعلنه رئيس الحكومة، ولكن ما زال هذا الأمر في إطار النقاش لتحديد النقاط التي سيخوض على أساسها تيار «المستقبل» الاستحقاق الانتخابي المقبل. ولفتت إلى وجود بعض العقبات، وهي سياسية في الدرجة الأولى، ما زالت تفرمل انطلاقة «المستقبل» الانتخابية، وبمعنى آخر، فإن اللحظة السياسية الراهنة ليست مؤاتية لتجييش القواعد الشعبية لـ «التيار الأزرق»، وذلك في ظل الحملات التي تستهدف رئيس الحكومة والحكومة و«المستقبل» داخل الشارع السنّي، وذلك على خلفية ما يعتبره البعض «تنازلات» يقدّمها الرئيس الحريري، وصولاً إلى بعض المحطات السياسية التي أرهقت «التيار» وجمهوره من خلال محاولات التطبيع الجارية مع دمشق.
وفي سياق آخر، وجدت المصادر السياسية نفسها، أن رئيس الحكومة منهمك بجدول أعمال سياسي واقتصادي وأمني، ما زال يحول دون تفرّغه للعملية الانتخابية، وذلك لجهة البحث في التحالفات في العاصمة، كما في المناطق. وأوضحت أن العلاقة بينه وبين «القوات اللبنانية» متوتّرة، وأن اللقاء القريب بينه وبين الدكتور سمير جعجع، سيتناول مسألة اعتراض «القوات» على الأداء الحكومي، ولا سيما بالنسبة لمسألة تعيين سفير لبناني في دمشق، وكان قد سبقها تلويح «القوات» بالاستقالة من الحكومة الحريرية، وهو ما أدّى إلى برودة وانزعاج بين معراب وبيت الوسط.
وأضافت المصادر، أن رئيس الحكومة قد سعى في جلسة الحكومة الأخيرة إلى تبريد الأجواء بين كل مكوّنات مجلس الوزراء، وليس فقط بين الوزير نهاد المشنوق وجبران باسيل، وذلك بسبب دقّة الوضع على كل المستويات التي تواجهها الحكومة، كما «التيار الأزرق» في الوقت الحالي، وبالتالي، فإن الرئيس الحريري وجّه عدّة رسائل وفي أكثر من اتجاه في اليومين الماضيين، وقد أدّى هذا الأمر إلى تهدئة النفوس داخل مجلس الوزراء، ولكن ما زالت العلاقات مع الحلفاء مشوبة بالحذر جراء الاتجاهات الواضحة للتعاون الانتخابي مع خصوم الأمس، علماً أن هذا الأمر سيرتّب تحدّيات أمام الرئيس الحريري، وذلك لإقناع جمهوره بصوابية هذا الأمر، والحصول على تأييده في الاستحقاق الانتخابي المقبل.
ومن هذا المنطلق، قالت المصادر السياسية عينها، أن الإعداد للورشة الانتخابية قد انطلق داخل تيار «المستقبل»، ولكن توقيت الإعلان لم يتحدّد بعد، وتوقّعت أن تسبقه عملية إطلاق ورشة حكومية اقتصادية وإنمائية في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع، في موازاة التشاور مع القيادات السنّية التي تختلف مع قيادة «المستقبل»، ولكن الرياض تريدها داخل الندوة البرلمانية.