IMLebanon

المعارضة عن العلاقة مع “حزب الله” بعد الحرب: هكذا نُواجه

 

 

ما كان ينتظر اللبنانيون أن يقوله الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة، ورد في الجزء الأخير من كلمته. وفي كلّ الأسباب والاعتبارات التي أوردها والتي تتحكّم بمسار الحرب، لم تكن الاعتبارات اللبنانية موجودة ولا ما يريده اللبنانيون أو ما يقرّره لبنان الرسمي أو ما تنادي به القوى السياسية أو ما يفرضه الوضع اللبناني. الإعتبارات كلّها خارج الحدود الجغرافية للبلد، فيما أنّ البلد هو ساحة الحرب إذا حصلت واللبنانيون هم الضحايا ولبنان هو الذي سيُدمّر.

 

إطمأن اللبنانيون بعد كلمة نصرالله، أقلّه راهناً، لكن مع الخيبة الناتجة من أنّ مصيرهم متعلّق بكلمة أو إشارة من نصرالله. وعلى رغم أنّ هذا الأمر ليس جديداً، وهو موضع نزاع بين «الحزب» ومعارضيه منذ عام 2005، إلّا أنّ شبح الحرب عندما يحضر يحمل معه المخاوف المكبوتة أو «المضبوطة»، ويسأل كثيرون، وخصوصاً المسيحيين: كيف يستمرّ بلد بلا دولة؟ وما نفع أي عمل أو إنجاز أو سلطة طالما في أي لحظة يُمكن أن يُدمّر البلد بقرار من «الحزب»؟ ما دور القوى السياسية المسيحية؟ أين المعارضة؟ هل من خطط لمواجهة هذا الأمر الواقع وتغييره؟ ماذا سيحصل بعد الحرب في غزة؟ هل سيعود النزاع نفسه على رئاسة الجمهورية وغيرها من المواقع؟ وهل هذا قدرٌ على اللبنانيين أن يتعايشوا معه أم يختارون الهجرة؟

 

النزاع بين «حزب الله» ومعارضيه قائم منذ عام 2005، وتجلّى بتحالف 14 آذار الكبير العابر للطوائف، تحت عنوان مواجهة وضع «حزب الله» يده على البلد. الآن لم يعد هذا التحالف قائماً، لكن المواجهة مستمرّة بمعارضة متعدّدة لكن الثقل الأكبر فيها مسيحي. مصادر معارضة مسيحية ترفض حصر النزاع بين المسيحيين و»الحزب»، بل إنّه نزاع بين «الحزب» وكلّ لبناني يريد دولة غير ملحقة بدورٍ خارجي تحافظ على استقرارها.

 

لذلك إنّ طرح عقد مؤتمر مسيحي لمواجهة هذه المسألة، غير وارد وغير مثمر بحسب جهات مسيحية معارضة. فهذه المرحلة تختلف عن مرحلة تشكيل الجبهة اللبنانية حين كان جميع المسيحيين في جوّ سياسي واستراتيجي واحد. الآن هناك قوى مسيحية على رغم تراجع حيثيتها ودورها حليفة لـ»حزب الله» بخياره الاستراتيجي والإقليمي، إما اقتناعاً بهذا الخيار أو مقابل سُلطة ونفوذ ومطالب، من «التيار الوطني الحر» إلى «تيار المرده». وبالتالي، ما الجدوى من مؤتمر مسيحي وهناك فريق مسيحي كبير ملتحق بـ»حزب الله»؟

 

المعارضة ترفض اعتبار أنّها عاجزة أمام «حزب الله»، فالمواجهة مستمرّة كالمواجهة زمن الحرب والمواجهة مع الوصاية السورية، وتتخذ شكلها بحسب المرحلة. كذلك ترفض المعارضة اعتبار «أنّنا لا يكمن أن نقوم بشيء في وجه الحزب»، وتعتبر أنّ هناك قدرة على التغيير من خلال الانتخابات النيابية ومواقع السلطة. وتوضح مصادرها أنّها تتعامل مع هذه المسألة على طبقتين:

 

الأولى، أمر واقع لا يُمكن القيام بشيء تجاهه، فهناك فريق بحكم الأمر الواقع يسيطر على قرار الحرب.

 

الثانية رسمية، وهنا مكمن عمل المعارضة، لكي لا تكون الشرعية مع «الحزب»، وهذا بحد ذاته إنجاز بالنسبة إلى المعارضة. فعلى رغم أنّ هذا لا يمنع الحرب، لكن عندما يكون الموقف الرسمي اللبناني ضدّ خيارات «الحزب» وقراراته غير اللبنانية، فهذا يعني عدم تحكمه بالقرار السياسي. حتى النظام السوري وعلى رغم حكمه للبلد، كان في حاجة، بحسب المعارضة، إلى رئيس جمهورية يقول إنّ الوجود السوري شرعي وضروري وموقت. وهذا ما يحتاج إليه «الحزب» أيضاً، فعندما يكون الموقف الرسمي في كلّ المنتديات من رئيس الجمهورية إلى كلّ السلطة التنفيذية ضدّ أن يتمّ زجّ لبنان في الحرب، فهذا ينزع الغطاء عن «الحزب» ويصبح لبنان شريكاً مع المجتمعين العربي الدولي.

 

وتؤكد المعارضة أنّها مستمرّة في المواجهة في هذا «الشق»، فهذا ما تعمل عليه وما يُمكنها أن تقوم به. أمّا الشق الآخر فيتطلب ميليشيا كميليشيا «الحزب» وهذا ليس مطروحاً، إنّما يجب الاستمرار في طرحه فالمواجهة «تراكُم» إلى حين توافر اللحظة المؤاتية، كلحظة إخراج الجيش السوري من لبنان.