Site icon IMLebanon

اوراق سياسية في مهب تطورات اقليمية ودولية          

لقاء صعب ومعقد في منتصف الطريق

والإختيار الأدهى بين الصقور والحمائم

كان الرئيس سعد الحريري، بعد الإنتخابات البلدية الأخيرة، غير سعد الحريري قبل الذهاب واجل رحلته الى قطر، وكان يعتقد انه لم يعد رجل بيروت، لكنه باق رجل صيدا، وهو ابنها، وابن زعيمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولذلك فقد قرر ان يكون القائد والمرشد للطائفة السنية في عاصمتها الكبرى طرابلس وهي العاصمة الثانية في لبنان.

ولذلك، فقد استجاب لدعوة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، للقاء تاريخي يضم خصمين سابقين، للطائفة السنية الكريمة: سعد الحريري ونجيب ميقاتي.

الا ان سعد الحريري يستطيع أن ينسى، ان نائب طرابلس شلحه رئاسة الحكومة، عندما وصل الى البيت الأبيض الأميركي للقاء الرئيس باراك أوباما، وفوجئ بان نائب طرابلس، اتفق مع حزب الله على أن يكون رئيس الحكومة الجديد.

هذه الأمور تناساها من أجل أن يصبح زعيم الطائفة في العاصمة الثانية، ويؤلف لائحة واحدة مع زعمائها نجيب ميقاتي، محمد الصفدي، وطلال عمر كرامي ومعهم معظم أبناء المدينة الثانية وقادتها الكبار وفي مقدمتهم الوزير السابق أحمد كرامي والطائفتان الإسلاميتان الخصمان عادة: الجماعة الإسلامية والتوجيه الإسلامي.

لم يحسب سعد الحريري حساباً لوجود صديقه الذي اختاره وزيراً للعدل في حكومة تمام سلام، ثم خرج على ارادته، ورشح قائمة منافسة لقائمة زعماء طرابلس.

وجرت المعركة وحصلت مفاجأة لم يكن ينتظرها الرئيس سعد الحريري، فقد حملت صناديق الإقتراع فوز ثمانية عشر عضواً من قائمة الرجل الخارج على ارادته وزعامته اللواء أشرف ريفي وستة أعضاء من قائمة زعماء طرابلس.

كان السؤال الاساسي: من أين نبتت زعامة اللواء المستقيل من حكومة تمام سلام، وكيف استطاع الفائزون انتخاب السيد أحمد قمر الدين رئيساً للمجلس البلدي العتيد، ليبدأ رحلة عمل طويلة، ظل يتكئ عليها رئيس المجلس البلدي السابق ورئيس الدائرة الإدارية فيها عشير الداية، وقبله الرجل الطرابلسي المعروف محمد مسقاوي.

في العام ١٩٦٣ برز في طرابلس زعيم شاب هز عرش زعيم المدينة رشيد كرامي، الا ان هذا الاخير تعاون مع الدكتور عبدالله بيسار ورحب به قائداً للمعركة البلدية، لكن الرئاسة ذهبت الى سواه خوفاً من حجم زعامته السياسية، واختار الرئيس الشهيد رشيد كرامي لرئاسة البلدية السيد عبد الحميد عويضه والاستاذ ادمون عبد النور عن المقعد الأرثوذكسي، لان المعركة كانت عنيفة، ويقود المعارضة السيد توفيق سلطان وله ما له من رصيد سياسي، خصوصاً وان والده كان رئيساً لبلدية طرابلس سابقاً.

هذا حدث قبل نصف قرن، اما الآن فقد كان ظهور وزير العدل المستقيل اشرف ريفي الوجه الجديد لمعركة قاسية ورهيبة.

قبل الإنتخابات الأخيرة، برزت لائحتان في المعركة الأولى بقيادة اللواء أشرف ريفي، والثانية غير مكتملة برئاسة النائب السابق مصباح الأحدب.

الا ان المفاجأة برزت في مكان آخر، من نوع آخر، في حقبة السبعينات ظهر وجه عريق في طرابلس، هو الاستاذ نقولا الشاوي الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في المنافسات السياسية، ومعه السيد فاروق المقدم والسيد مصطفى الصيداوي وعمر عبد اللطيف البيسار. وفي العام ١٩٧٢ انطلق نجم الدكتور عبد المجيد الطيب الرافعي، ولاقت المعارضة الطرابلسية زخماً سياسياً عندما اتفق عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي مع الدكتور عمر عبد اللطيف بيسار والقاضي لطف الله خلاط، مما حتم على رشيد كرامي الإتفاق مع السيد موريس حبيب فاضل المعارض له ارثوذكسياً في قائمة واحدة ضمت النائبين هاشم الحسيني والدكتور أمين الحافظ. كان الزعيم رشيد كرامي مضطراً الى التحالف مع موريس فاضل، لان حدسه السياسي، كان يوحي بان الدكتور عبد المجيد الرافعي قد يتفوق عليه في عدد الأصوات. ولذلك فقد استغنى للمرة الاولى منذ العام ١٩٥١ عن السيد فؤاد البرط وتعاون مع مرشح ضعيف من الميناء، تداركاً لسقوط الحسيني والحافظ. في تلك الحقبة غابت الإنتخابات البلدية وحلت مكانها التعيينات، وتركز الصراع على الإنتخابات النيابية، وكان مهندس الإنتخابات الصحافي الكبير محمود الادهمي صاحب جريدة الإنشاء اليومية الوحيدة في العاصمة الثانية والصديق الصدوق للرئيس كرامي في العاصمة الثانية.

الا ان الرئيس كرامي اقنع صديقه الإداري الكبير في بلدية طرابلس بان ينتقل من الإنتخابات المجمدة الى التعيينات السائدة، ليصبح، ولفترة طويلة رئيساً لبلدية طرابلس، التي عرفت في الوقت نفسه سرباً من الإداريين وفي مقدمتهم السيد علي السلطي والاستاذ عبدالله النحاس.

بعد تلك الحقبة، برزت في العاصمة اللبنانية معالم سياحية جديدة، خصوصاً بعد اغتيال الرئيس رشيد كرامي، وهو على متن طائرة كانت تقلّه من طرابلس الى بيروت، مع وزير الداخلية الدكتور عبدالله الراسي وهو صهر الرئيس سليمان فرنجيه، الذي نجا في تلك الحادثة المشؤومة من الإغتيال، ويقال ان الرئيس كرامي تحطمت الطائرة التي كانت تقلّه فوق البترون وجبيل وكان في الطريق الى ميدان سبق الخيل، للتوقيع على إتفاق سلام مع الرئيس كميل شمعون.

بعد اتفاق الطائف استطاعت الوصاية السورية الهيمنة على الإنتخابات النيابية، وجعلت الشمال لائحة واحدة بزعامة عمر كرامي على قاعدة المحافظة، وبدأ التغيير يدق أبواب البلاد، من خلال جعل كل محافظة دائرة انتخابية مغايرة لسواها. وراحت التنظيمات السياسية تظهر في الشمال ولا سيما على صعيد حركة التوحيد الإسلامية برئاسة السيد سعيد شعبان، وسط ضمور للحركات اليسارية والتقدمية، وبروز واضح للحركات الإسلامية، وانشاء هيئة تحمل اسم الله مكان تمثال الزعيم عبد الحميد كرامي.

الا ان ما حدث في الاسبوع الفائت، كان نوعاً جديداً من الالوان السياسية. وظهر الوزير نجيب ميقاتي ومعه حقيبة الاشغال كنجم سياسي لفت الانظار بنوعية أعماله، ومعه حليفه النائب محمد الصفدي، ثم جرى ترفيعه الى موقع رئاسة الحكومة، بعد بروز زعامات طرابلسية جديدة قوامها النائب محمد الصفدي وحليفاه النائبان موريس فاضل ومحمد عبد اللطيف كبارة.

وبرزت في العام ١٩٥٢ المقاطعة الانتخابية في عدد من الدوائر، وخصوصاً في طرابلس، وكان تحالف الميقاتي والصفدي شبيها بتحالف السادة فواز المقدم ومحمد حمزة وسعدالله شعبان في مطالع الستينات.

إلا ان زعامة رشيد كرامي كانت الأقوى والأشد في الشمال، على الرغم من بروز زعامة عائلات فرنجيه والدويهي وكرم في زغرتا.

إلا أن المفاجأة الجديدة، برزت في الحقبة الاخيرة، مع صعود نجم التكفيريين في وجه العلمانيين. وكانت هذه كارثة انسانية تمثلت في ظهور الخصومات المسلحة بين باب التبانة، وجبل محسن.

بيد ان الاعتداء الكبير. كان يوم الاحد الفائت، عندما هاجم التكفيريون بلدة القاع الواقعة في أقصى الشمال عند الحدود اللبنانية – السورية، وأدى الى مصرع خمسة شهداء مسيحيين، وبضعة قتلى من التكفيريين الذين استهواهم الموت في غير موقعه وزمانه.

كانت مأساة القاع مصيبة لا حدود لها، لكن العنصر الأهم فيها، وقوف المسلمين والمسيحيين وقفة واحدة ضد التكفيريين، وسداً منيعاً في وجه الإجتياح الأرعن لقتل المسيحيين في حلب وحمص وبغداد والسليمانية.

ونكبة القاع أشد وطأة من نكبة البرامكة في العصر العباسي، وأبشع صورة، من معظم الصور التي شوهت حياة الناس والأهالي.

هل كانت المفاجأة، نادرة، أم كانت أعجوبة في زمان جفت فيه الاعجوبات.

إلا أن المفاجأة الإيجابية كانت عندما قررت الطائفتان الشيعية والسنية، إلغاء الاحتفال بليلة القدر، بسبب الأوضاع الأمنية والتفجيرات الإرهابية، في بلدة عريقة بتكويناتها، وإن كانت تنتسب الى طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، وقد أوضح بيان ل حزب الله انه اتخذ وقرى البقاع الشمالي تدابير أمنية احترازية مشددة، لكف الاعمال الإجرامية. وبدوره أشار المكتب الإعلامي المركزي في حركة أمل إلى انه قرر إلغاء احتفال ليلة القدر نظراً إلى الوضع الأمني، وبناء على قرار قيادة الحركة.

وهكذا، يُثبت القياديون انهم في الامور المصيرية واحد، لا فرق بين المسلمين والمسيحيين الا بعدم إنغماسهم في الروح الطائفية، وبإصرارهم على الترفع عن القضايا التي تُميت ولا تفيد أحداً، على الصعيد الوطني والبشري.

كان الوداع الصعب في بلدة القاع وطنياً لا طائفياً، ولبنانياً لا غريزياً، فقد كان الاجتماع شاملاً الطوائف كافة، والمواطنين من معظم المناطق، لا من منطقة واحدة.

عندما وقعت مجزرة القاع في القسم الثاني من حقبة السبعينات، ظهرت في معظم المناطق امائر واشارات طائفية، لكن مأساة القاع في العام ٢٠١٦، جسدت الإنتماء اللبناني الشامل لا الواحد.

وكان الخطاب الوداعي هذه المرة، يُعبِّر عن مأساة وطن لا عن هدنة في قلب معركة ولعل الحرص على أن يعتلي منصة الخطابة إمام من الطائفة الإسلامية بعد المطران المسيحي، علامة فارقة عن إرادة الوحدة الوطنية، والتفاهم الديني من مختلف الأديان، في نضوج الفكر اللبناني، وتوالده في مجتمع موحد الأهداف وعالي النبرات السياسية.

هل لبنان مُقبل على انفراج، أم على انحسار في الموقف الوطني.

لا أحد يمكنه الجزم بهذا الموضوع إلا الافذاذ من رجالاته، والقادة النجباء من أنصار التعقل، في زمان بدأت تميل فيه الأمور الى التهور.

إلا ان الحقبة الاخيرة، برزت فيها تحولات سياسية، تدفع الى التنديد بالتحجر وعدم الانفتاح. وما العودة إلى الفكر التكفيري وإلى التعصب الطائفي، إلا نتاج تلك الحقبة.

ويدعو المفكر السياسي محسن ابراهيم إلى عدم استسهال أمر الوصول إلى علمانية تفتح كهوف البلد، إلى الحداثة وهو المعني قبل غيره بالنضال العلماني أساساً، وإلى وعي جملة حقائق أهمها ان إنجاز العلمانية بانقلاب أو بمرسوم، هو مجرد سراب لا يجدي الركض خلفه نفعاً، وان تحقيق العلمانية بسلطة الإستبداد هو من الطائفية على سوئها الفادح.

هذا، على الصعيد الفكري، وفي صلب المتاهة الشائعة أحياناً بين الأفكار الإنسانية والنزعة السياسية.

وفي ظل غياب رئيس الجمهورية اللبنانية، مدة سنتين وثلاثة أشهر، تنتصب إرادة لبنانية صافية السؤال، نظيفة التفكير عن مغزى غياب الرجل الأول في الدولة، هل هو لمصلحة الوطن، أم دليل عاهة عند أهل السياسة، أم حصيلة جهل وإدراك لمفاهيم العقائد، ونظرات واقعية أم رمزية لشؤون الوطن وشجونه.

في حقبة السبعينات كانت المشكلة السياسية، تعبيراً عن غضبة سياسية على وجود رئيس جمهورية قوي. أما في مرحلة الإنحسار السياسي، فقد أصبحت الكارثة السياسية تكمن في الغياب السياسي لا في الحضور الرئاسي.

كان الرئىس سليمان فرنجيه يردد في أحاديثه، ان رئيس الجمهورية يكون في العامين الأول والثاني من ولايته، امبراطوراً قوي الشأن، محترماً من معظم الأوساط السياسية في البلاد. أما في العام الثالث من ولايته، فتظهر أمامه معارضة سياسية، لا تلبث أن تصبح في العام الرابع من الولاية حركة احتجاجية على صعد مختلفة، وفي السنة الخامسة تظهر أمامه معارضة سياسية، لا تلبث أن تكبر وتتسع في السادسة، إلى حركة مطلبية تدعو إلى تقصير ولايته حيناً، وإلى استقالته من رئاسة الجمهورية.

أما الرئىس كميل شمعون فقد كان يقول ان الرئىس القوي هو مشكلة كل من يعتلي المنصب، وهذا ما اتسمت به رئاسة الجمهورية بين العام ١٩٤٩ والعام ١٩٥٢ من عصر الشيخ بشارة الخوري ونزاعه مع حليفه الكبير رياض الصلح، حتى ان النزاع كان يظهر في منتصف الخمسينات أحياناً كثيرة بين الرئىس كميل شمعون من جهة وصديقه وحليفه الرئىس سامي الصلح، لأن الرئاسة الأولى تصبح مشكلة عند الرئيس القوي في رئاسة البلاد، ولدى رئيس الحكومة الضعيف أحياناً.

في تلك الحقبة لم تكن تظهر مشاكل حادة بين رئىس المجلس النيابي الشيعي، لانه غالباً ما يكون من أنصار رئىس الجمهورية، كما كان الأمر سائداً بين الرئىس الأمير فؤاد شهاب والسيد صبري حماده إلا أن الحساسية ظهرت في حقبة السبعينات بعدما احتل الموقع الثاني في الدولة الرئىس كامل الاسعد.

وعلى الرغم من ضمور الخلافات، في عصر الثلاثي سليمان فرنجيه وكامل الأسعد وصائب سلام، فان التباينات كثيراً ما كانت تشتد، خصوصاً لدى الرئىس الأول الذي لم يكن يجاري الرئىس صائب سلام في طموحاته، لشعوره بأنه كان وراء وصول رئىس الجمهورية إلى منصبه، وهذا كان عنوان الإنفجار السياسي الكبير، عندما طالب الرئيس صائب سلام، وهو في الشارع بإقالة قائد الجيش اسكندر غانم، وسط معارضة من الرئىس فرنجيه، أو لدى إقدام الرئىس الشيخ أمين الجميل في العام ١٩٨٢ إلى الوقوف وراء الرئىس حسين الحسيني للوصول إلى رئاسة مجلس النواب على حساب الرئىس كامل الأسعد، الذي سبب أزمة عميقة داخل حزب الكتائب، صاحب القرار، بانتخاب الشيخ بشير الجميل، وتزكية ترشيح شقيقه الشيخ أمين للرئاسة الاولى، بمبادرة من النائب إدمون رزق في حفل عام وحضور لبناني شامل.

والحقيقة ان الرئىس أمين الجميل، لم يكن في وارد تحكيم الكتائب برئاسة الجمهورية، لأنه كان يدرك ان حزباً قوياً لا يمكن أن يحكم لبنان، ولا بد من وجود أصدقاء كبار إلى جانبه، ولذلك، فقد أختار الشيخ الجميل، أن يكون إلى جانبه صائب سلام وجان عبيد ليكونا مستشارين إلى جانبه مع السفير عبدالله أبو حبيب، الأمر الذي أزعج الكبار من كريم بقرادوني وسجعان قزي وايلي سالم الذي شغل منصب نائب رئىس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في السنوات الأولى من عهد الرئىس أمين الجميل.

برزت في الحقبة الأولى، فكرة ترشيح مرشح حيادي لرئاسة مجلس الوزراء، إلا ان ما حققه الرئىس شفيق الوزان من نجاحات جعل أول رئىس كتائلي في السدة الأولى، يختار الوزان، لا سواه رئىساً لمجلس الوزراء.

عندما شكّل الرئىس الجميل حكومته الأولى، اضطر إلى تعيين وزراء من ذوي الميول الأميركية وزراء، وإلى اختيار وزير شيعي نصف ولائه للرئيس كامل الأسعد والنصف الآخر للسياسي العريق كاظم الخليل، وسارع إلى مد جسور الوفاق مع الرئىس سليمان فرنجيه.

وكان ذلك، بداية ظهور وتوزير الحليفين نبيه بري ووليد جنبلاط في الحكم، على الرغم من ان رحيل الزعيم الوطني كمال جنبلاط بالإغتيال كان كارثة أصابت الحركة الوطنية اللبنانية وفي طليعتها كريم مروه، وتوفيق سلطان ومحمود طبو، واغتيال الأستاذ جورج حاوي.

ويقول الرئيس نبيه بري، إنه داعية الى الحوار، لأن الحكم الأساسي في معظم الحراك السياسي هو الذي يحسم موضوع الإستحقاق الرئاسي، ويرجح كفة المصالحة السياسية.

ويدعو الرئىس بري إلى ملاقاته في منتصف الطريق، بدل رفض الحلول ومعارضة الطروحات السياسية.