IMLebanon

زبالة وتانغو سياسي وانتظار الصفقات

لبنان أسير من يدفع لهم ليسرقوه. وضحية من يصفق لهم ليمارسوا تعذيبه بتراجيديا على مسرح العبث. فما يتصدر مشهده الحالي هو ثلاث صور: مكبّ زبالة، صالة رقص سياسي، ومهرجانات فنية تتنافس فيها المدن والبلدات والقرى. وما يتحكم به هو ثلاث لاءات: لا للحل الحقيقي، لا للانهيار الكامل، ولا للتسويات الموقتة.

أما مكبّ الزبالة، فان الذين قادونا اليه هم بين من عمل ثروة، ومن يرمي المسؤولية على سواه حيث لا محاسبة ولا أحد يتحمّل المسؤولية، ومن يداري عجزه بتقديم الوعود للناس، ومن رمتنا به المحاصصة السياسية. وليس بينهم من يبخل علينا بالمواعظ. وأما صالة الرقص السياسي تحت عنوان الحوار، فان التانغو فيها هو البديل من الدبكة الجماعية في الحوار الوطني الذي فشل في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وبقي ما جرى الاتفاق عليه من نقاط بلا تنفيذ، أو صار مثل اعلان بعبدا محل تنكّر له.

والحوارات الثنائية شغّالة: حوار تيار المستقبل وحزب الله أكمل الجولة السادسة عشرة وبقي مناظرة لا حوار، بحيث بدا أكثر دفاع عنه من جانب المتحاورين هو القول ان وجوده أفضل من غيابه. حوار التيار الوطني الحر وحزب الله مستمر ضمن تحالف استراتيجي يوصف بأنه تكامل وجودي، ولكن مع بقاء ورقة التفاهم على الورق. حوار القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر أنتج إعلان نيّات على أمل تطبيق القول انما الأعمال بالنيّات. والمطروح حالياً، كما اقترح السيد حسن نصرالله، معاودة الحوار الذي انتكس بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. لكن الحوارات الثنائية ليست البديل من الحوار الوطني بين الجميع، ان لم تكن مجرد تعبير عن أزمة لبنان المفتوحة على أزمات المنطقة، ومحاولة لتحسين شروط البقاء في المأزق.

وأما المهرجانات الفنية في كل مكان، فان التعبير السائد عنها هو انها دليل على حيوية اللبنانيين وتعلقهم بثقافة الحياة. لكن الملاحظة العامة حولها هي انها جميعاً مهرجانات للغناء مع استثناءات قليلة جداً تتعلق بالثقافة والمسرح، كأن الغناء هو الفن الوحيد المطلوب للهرب من واقعنا البشع والمخيف والبائس.

ولا حلّ بالطبع لموضوع الزبالة قبل التوصل الى صفقة تلزيم وتوابعه، بحيث يتم تكبير الكعكة وزيادة عدد الذين لهم حصص فيها. ولا حلّ لموضوع التعيينات من دون صفقة ترضي الجميع. ولا حلّ للشغور الرئاسي قبل انتظار المفاعيل الملموسة للصفقة الكبرى عبر الاتفاق النووي بين ايران والدول الست والذي هو، في جوهره، صفقة بين أميركا وايران تمتد من الملف النووي الى اعادة رسم النظام الاقليمي.

وما أكثر الانتظارات وأقل التوقعات.