Site icon IMLebanon

«الحريرية السياسية» بين الوريث البيولوجي والوريث الايديولوجي

شكل فوز لائحة «قرار طرابلس» المدعومة من الوزير اشرف ريفي بثلي مجلس بلدية طرابلس في وجه لائحة تحالف الاحزاب والتيارات السياسية مفاجأة سياسية وشعبية ويلزم بعض الوقت لدراسة النتيجة اذا فشلت مراكز الاحصاء والاستطلاع في اعطاء تقدير صحيح حول النتائج التي ستنتهي اليها انتخابات طرابلس وربما في مدن وبلدات اخرى وهذا يفتح باب النقاش حول عمل هذه المؤسسات وما اذا كانت فعلا تقوم بالاحصاء والاستطلاع والتجارب عديدة.

وبالعودة الى معركة طرابلس البلدية، فإن ريفي خاضها ضد الرئيس سعد الحريري على خياراته السياسية، وهو ما اعلنه وزير العدل المستقيل، بنفسه حيث بدأ الخلاف معه على الحوار مع «حزب الله» ثم على موضوع ميشال سماحة لجهة رفضه الحكم القضائى الذي صدر باطلاق سراحه ثم اعاده حكم قضائي اخر الى السجن الى ان اعلن رفضه لترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية واعتبر ان هذا القرار شكل الافتراق السياسي بينه وبين رئىس «تيار المستقبل» الذي تحالف مع رموز «حزب الله» والنظام السوري عبر الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي.

هذه الشعارات التي رفعها ريفي بمواجهة الحريري، انتصر فيها عليه كما تقول مصادر سياسية طرابلسية، حيث اقترع الطرابلسيون مع ريفي ضد الحريري الذي يعتبره الاول انه فرّط بالامانة التي اودعها الرئىس الشهيد رفيق الحريري بعنقه، واورثه حالة سياسية لم يحافظ عليها، فقدم ريفي انه الحريرية السياسية الحقيقية والفعلية وليس الوريث سعد الذي هو من ساهم بصنع المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي سياسيا، وهو من «كبّر الخسة برأسه» كما يقول المثل الشعبي وعليه ان يتحمل ما صنعته يداه فهو سماه لرئاسة الحكومة بعد استقالة نجيب ميقاتي، فلاقى رفضا من تياره ومن صديقيه الرئيس  نبيه بري ووليد جنبلاط تحديدا ان لبنان لا يحمل متطرفا في رئاسة الحكومة فوقع الاختيار على تمام سلام المعتدل والمنفتح، فسمي رئىسا للحكومة، لكن الحريري اصرّ ان يكون ريفي وزيرا وطلب له وزارة الداخلية فلم ينجح فاستبدل بالوزير نهاد المشنوق ليعين وزيرا للعدل.

وبدأ الندم يصيب الحريري، تقول المصادر الذي تمرد على «ولي نعمته السياسية» وحماه في موقعه الامني ولم يقبل تقديمه للقضاء كأحد صانعي شهود ا لزور في قضية اغتيال والده وهو ما فعله ايضا الرئىس نجيب ميقاتي الذي استقال من رئاسة الحكومة، لانه تم رفض التمديد له على رأس مديرية قوى الامن اذ ترى المصادر، ان كل هذه التطورات بدأت تكوّن من ريفي حيثية شعبية، بدأ هو يصنعها ايضا من موقعه الوظيفي لجهة الخدمات التي قدمها، كما وقوفه مسانداً قادة محاور عسكرية في عاصمة الشمال، وباتت صوره تتقدم على صور الحريري، واللافتات التي رفعها «ابن البلد» تشيد بابن المدينة الذي كان يهيئ نفسه لدور سياسي، وقد استفاد من تقديم خطاب متشدد واحياناً متطرف، ضد «حزب الله» والنظام السوري، وهو الذي قدم فيه اللائحة البلدية، وهذا ما ساعده في كسب الاصوات، واصبح زعيم السنة الاقوى اذ ان الخطاب المتطرف هو اربح من الخطاب المعتدل، تقول المصادر، وهو ينطبق على ريفي وغيره، الم يصبح العماد ميشال عون زعيماً للمسيحيين، الا في خطابه السياسي الذي اعطاه طابعاً سيادياً، ضد «الاحتلال السوري»، ثم في رفضه لقوى الامر الواقع من الميليشيات، فخاض ضد القوات السورية  «حرب التحرير» وضد «القوات اللبنانية» «حرب الالغاء».

فالخطاب السياسي الذي يبوح به ريفي، انه وريث الحريرية السياسية الايديولوجي، وليس سعد الحريري الوريث البيولوجي للشهيد الحريري، وان حرص وزير العدل المستقيل والمتمرد على الحريري الذي اعلن ان ريفي لا يمثله، وليس احرص منه على ارض والده، ولا على دم اللواء الشهيد وسام الحسن، وان حواره مع «حزب الله» لحفظ الاستقرار، وتعاونه مع رموز يعتبرها قريبة او حليفة «لحزب الله» والنظام السوري مثل ميقاتي وفرنجية وفيصل كرامي وغيرهم، في وقت تسأل المصادر، الا يتحالف ريفي مع سمير جعجع باغتيال قاتل الرئيس رشيد كرامي والمشارك في مجزرة اهدن، والمترئس لتنظيم كان على علاقة مع العدو الاسرائيلي، فهل تستوي سوريا مع الكيان الصهيوني، فلماذا يقيس الامور بمعيارين؟