IMLebanon

بلطجيّة سياسيّة: المبارزة لم تنتهِ بعد

مبروك. تقاسموا أموال الناس. تقاسموا أموال البلديات. تقاسموا مغانم الزبالة. أحلام نيويورك تحققت في لبنان. ولكن اللعبة لم تنتهِ، وكرة النار لم تخمد.

ما جرى في اليومين الماضيين يُمكن وضعه في الإطار الآتي:

1 – مجموعة منظّمَة تقف وراءها جهة مؤثرة جيّشت لها إعلامياً، ودفعتها بشعارات برّاقة لأهداف خفيّة لم تتضح حتى الآن، وإن كانت النفايات عنوان حملتها.

2 – شريحة واسعة مُحترمة من الناس الغيورين على البلد، الغاضبين على فساد معظم القوى السياسية، الثائرين على إهمالهم في أبسط حقوقهم، ومحاصرتهم بالزبالة أمام منازلهم، لبّوا نداءات التظاهر بنيّات صادقة، ولم يدركوا أن هناك مِن بين القوى السياسية التي يتظاهرون ضدّها، مَن يستغلّهم لتحقيق مصالحه وكسب صفقة زبالة بالذات من خلف ظهورهم.

3 – مجموعة من المشاغبين الذين وجدوا فرصة سانحة لممارسة هوايتهم المفضلة في البلطجة، كما كانوا يفعلون بعد خروجهم من كل مباراة حساسة في كرة القدم في بيروت.

ومن المفارقات أن الذين كانوا يُكيلون للقوى الأمنية ويأخذون عليها الإستعمال المفرط للقوة في مواجهة المعتدين عليها ليلة السبت، كانوا أول مَن انتقد القوى الأمنية لعدم استعمالها القوة اللازمة لوقف العصابات التي استباحت ساحة رياض الصلح ليل الأحد.

وهناك مَن يذهب إلى أبعد من ذلك، ليسأل ما هي الرسالة السياسية من أعمال البلطجة والشغب؟ ومَن يريد أن يقول لمَن، إنه قادر على حرق بيروت في ساعات؟ وما هو الهدف؟

كذلك، لا بد من السؤال لماذا التعدّي على القوى الأمنية وجعلها كبش محرقة، أو كسر هيبتها ومعنويات ضباطها وعناصرها، أو إلهاؤها في ما ليس لها فيه، فيما هي تُحقق الإنجاز تلو الإنجاز في مكافحة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين على الحدود، وليس آخر هذه الإنجازات القبض على أخطر المطلوبين أحمد الأسير.

لا يختلف إثنان على أن التظاهر حقّ لمَن يرغب فيه، لكن الإعتداء على رجال الأمن، أو مجرد المسّ بهم بكلمة ليس حقاً بل جريمة، كما الإعتداء على الأملاك العامة والخاصة وأعمال الشغب والبلطجة.

مبروك، لقد نجحت التظاهرات في تحقيق مصالح الفساد السياسي، وتسريع صفقة النفايات وتوزيع المغانم على بلطجية السياسة. ولكن المبارزة لم تنتهِ بعد، وربط ما يحصل وسوف يحصل في شوارع بيروت بأجندات خارجية لا يُنبئ بما يُطمئِن. أعان الله هذا الشعب بما ابتُلي من مصائب وأكلة جبنة ولو من الزبالة، وبلطجيّة.