هل صحيح أن كبار المسؤولين مرتاحون إلى غياب اجتماعات مجلس الوزراء؟!.
بمعنى مباشر، إن عدم اجتماع الحكومة يعطي عذراً للمقصّرين عن تقصيرهم، وللعاجزين عن عجزهم، وللتنابل عن تنبلتهم، ولمغدقي الوعود عن عدم إيفائهم بها، وللمُحرَجين تملّصاً من التحرّج (…).
قليلاً من الجدّية يا قوم. وقليلاً من احترام عقول الناس المغلوبين على أمرهم الذين ضاقت بهم سبل العيش فباتوا في حالٍ جدّية من فقدان الوزن يكادون لا يصدّقون ما تراه عيونهم وتسمعه أذانهم من الأزمات والانهيارات والارتفاع الخرافي بتكاليف الحياة… وهذا كلّه يحصل في وقت يبدو المسؤولون كأنهم في كوكب آخر… أو كأن ما يحدث في لبنان هو في كوكب آخر…
رحنا نبحث، عبثاً، عن موقف لمسؤول واحد من ماراتون الدولار،الذي يعدو صعوداً بقفزات مهولة، والليرة التي»تتدركب» هبوطاً إلى حيث لا قعر.
كلمة واحدة أيها المسؤولون، إن اللبنانيين الذين يكويهم الغلاء ويسحقهم ارتفاع الأسعار، تؤلمهم، بالأكثر هذه اللامبالاة من قبل المسؤولين الذين يصحّ فيهم التوصيف «صمٌُّ بُكمٌ».
إن ما وصلت إليه حال المواطن اللبناني من تردٍّ في المجالات كلها أصابه بنوع من التخدير فبات يتعايش مع المأساة والفجيعة والقهر والظلم وكأنها أوضاع طبيعية… يتعايش معها وهو الميت – الحي الذي يتجاهل المسؤولون عنه مصائبَه وويلاتِه كلَّها إلى درجة اعتبار تعطيل الحكومة، في بداية انطلاقتها، أمراً واقعاً طبيعيّاً.
يعرف اللبنانيون، أو مَن لا يزال واعياً، أن العالم نفض يده منهم، ومَن لا يزال يتحدّث عنهم فهو يجاملهم ولا نقول ينافقهم ( وإن كان كذلك). ولكن ما يعرفونه، ولا يجدون له تبريراً، هو أن يكون المسؤولون عنهم في وادٍ آخر.