IMLebanon

من خارج اللائحة

 

 

باستثناء الأسماء الثلاثة (المعلَن منها والمضمَران) رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون، تُعتبر الأسماء المتداوَلة، التي ينزل بعضها في صندوقة الاقتراع، نوعاً من المزحة، اللهم اسم الوزير السابق زياد بارود الذي يحظى بتقدير ويُنظر إليه بجدية. فالشغل والفاعلية هما في مكان آخر.

 

والذين يعرفون بالحراك الرئاسي الفاعل، لاسيما في بعض الدوائر الخارجية، يجزمون بأنه في حال تعذّر وصول أيّ من الثلاثة الجديين الذين ورددت أسماؤهم في مطلع هذا الكلام سيبرز إلى الواجهة، بجدية أكبر، اسم أحد السفراء اللبنانيين السابقين، وهو بعيد جداً عن الأضواء في المرحلة اللبنانية الراهنة، ولكنه كان قد لعب دوراً بارزاً، ذات حِقبةٍ غيرِ بعيدة، بين قيادة غير مدنية ومرجعية روحية سابقة، قبل أن يعيًّن سفيراً في إحدى الحواضر البارزة. ويتردد أن الحاضرة تلك تعمل على توفير الظروف المؤاتية له، على أمل إقناع واشنطن وباريس والدوحة والرياض بأهمية وصوله إلى سدة الرئاسة.

 

وهذا السفير السابق معروف باستقلاليته إلى خبرته الطويلة أمنياً وديبلوماسياً، وببعده عن حب الظهور، وبندرة الكلام وكرهه الثرثرة، وباحترامه ذاته والآخرين الذين يستحقون الاحترام.

 

ولكن، قبل هذا وذاك، يجب توافر الساحة الداخلية التي لا يوجد فيها من يعارضه، عندما يُطرح اسمه، إذا طُرح. إذ ثمة واقع ثلاثي قائم حتى الآن يتمثل بالآتي:

 

أولًا – لا يزال حزب الله متمسكاً بترشيح سليمان فرنجية، وهو لن يتخلى عنه، ولا يزال يأمل بأن يوفر له الأكثرية النيابية الملائمة، وإن كانت مساحة هذه الفرصة بدأت تضيق بعد تداعيات الجلسة الحكومية الأخيرة (…). وبالتالي فإن الحزب لن يتخلى عن فرنجية إلا إذا بادر الأخير إلى التنحي طوعاً. وهذا لا يلوح في الأفق حالياً.

 

ثانياً – القوات اللبنانية هي أيضاً متمسكة بترشيح ميشال معوض، وإن كان النواب والمسؤولون القواتيون الذين تحدثوا في الاستحقاق أشاروا إلى إمكان اعتماد مرشح بديل إذا تأمّن التقاطع عنده مع أطراف أخرى… وهذا لا يبدو قريباً حتى الآن.

 

ثالثاً – الأطراف الخارجية والداخلية التي تعمل لمصلحة الجنرال جوزاف عون ترى أن حظوظه تتنامى يومياً، وهذا ما يعطيها دفعاً للمضي في خوض معركته.

 

أمام هذه اللوحة، ثلاثية الأبعاد، يبدو أن ثمة ثابتاً وحيداً وهو الفراغ الطويل.