Site icon IMLebanon

لبنان في عين العاصفة الأميركية : فراغ سياسي وصولاً لهز الاستقرار الأمني

 

لم يعد خافيا على أحد أن لبنان دخل في عين العاصفة الاميركية مع العقوبات التي تم فرضها على رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل. اذ يصح تماما القول ان ما قبل العقوبات عليه ليس كما بعدها، باشارة واضحة الى أن الخطة الاميركية لحصار حزب الله واضعافه وصولا لتوجيه ضربات امنية وعسكرية له باتت في مرحلة متقدمة خاصة في ظل اصرار الادارة الاميركية «الترامبية» على لعب كل أوراقها قبل تسليم الحكم للادارة الديمقراطية الجديدة.

 

وتحاول واشنطن الدفع باتجاه تسريع تنفيذ ما تبقى من بنود الخطة طامحة بذلك لقيادة عمل عسكري بالتعاون مع «اسرائيل» قبل تسليم الدفة لفريق الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن خاصة وان الخطة التي تعرف ب «خطة بومبيو»، باعتبار ان وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو هو من أشرف على وضعها، كان قد حدد لها فترة زمنية أطول، الا ان صدمة خسارة ترامب بالنسبة لها استدعت اعادة النظر بالمدة المحددة لها.

 

ولن تتردد واشنطن في هذه المرحلة اي خلال الشهرين المقبلين اللذين يتوجب ان تكون خلالهما «الادارة الجمهورية» تستعد لتسليم الملفات لـ «الادارة الديمقراطية»، بالذهاب بعيدا بخياراتها وبالمواجهة المفتوحة مع لبنان، باعتبار ان هذه المواجهة لم تعد محصورة مع حزب الله بل باتت مع كل اللبنانيين بقرار اميركي واضح بتحميل اكثرية اللبنانيين مسؤولية تأمين بيئة حاضنة للحزب ساهمت بوصوله الى ما وصل اليه من قوة ونفوذ محلي اقليمي وحتى دولي.

 

ولا تستبعد مصادر «الثنائي الشيعي» ان تكون واشنطن وتل ابيب «تبحثان فعليا في اللجوء مجددا الى الخيار العسكري لمواجهة حزب الله، وان كانتا تعيان تماما ان الحزب على أتم استعداد لخوض المواجهة وان قوته وقدراته تضاعفت منذ العام 2006، تاريخ آخر مواجهة مباشرة في حرب تموز»، لافتة الى ان «هناك من يعول في الادارتين الحاليتين، الاميركية و«الاسرائيلية» على ان المجتمع اللبناني المتهالك نتيجة الضغوط الاقتصادية والمالية الكبرى التي يتعرض لها سيلفظ حزب الله عند اي مواجهة عسكرية لانه بذلك يكون الكوب قد وصل الى قدرته الاستيعابية القصوى، خاصة في ظل الحملة المنظمة سياسيا واعلاميا لتحميل الحزب مسؤولية الاوضاع في لبنان والتي تترافق مع انكفاء عربي وخليجي تام تجاه لبنان، ما قد يشكل هو الآخر عامل يشجع الاميركيين و«الاسرائيليين» على حد سواء على الاقدام على مغامرة غير محسوبة النتائج».

 

ويدقق المسؤولون اللبنانيون عن كثب في كل هذه المعطيات والسيناريوهات، خاصة بعدما وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه السياسي الى قناعة بأن «الولايات المتحدة الاميركية اعلنت المواجهة ولم يعد بالامكان تفاديها، من منطلق ان وضع يدنا بيد الاميركيين في هذه المرحلة، وبالتالي الخضوع لشروطهم سيعني مواجهة من نوع آخر، اي مواجهة داخلية قد تتخذ شكل الحرب الاهلية التي تجنبتها ولا تزال تتجنبها كل القوى السياسة دون استثتاء لاعتبارات عدة معروفة وليقينها ان ميزان القوى غير متكافئ على الاطلاق». وتضيف المصادر : «اختار الثنائي عون – باسيل خوض مواجهة فرضت عليهما مع واشنطن وعدم الذهاب بملء ارادتهما لمواجهة داخلية مع حزب الله.. وهما يعتقدان ان وحدة الصف الداخلي والتكاتف الوطني من شأنه ان يخفف وطأة العقوبات والضغوط الاميركية، أضف انهما يعولان بشكل اساسي على اجندة مختلفة تحملها ادارة بايدن وعلى اطلاق المفاوضات الاميركية- الايرانية من جديد، عسى ان يتم خلال هذه المرحلة تحييد لبنان والكف عن اتخاذه ساحة رئيسية لتوجيه الرسائل ما بات يهدد كيانه وديمومته».

 

اذا نحن على موعد مع أسابيع مفصلية تسبق تسليم ترامب دفة قيادة مركب العالم لبايدن، هذا اذا وافق نهاية المطاف على تسليم الدفة سلميا، فهل تنجح الجهود الدبلوماسية المبذولة باحتواء الهجمة الاميركية، ام تتوج الكوارث التي شهدها لبنان عام 2020 بكارثة عدوان اميركي – اسرائيلي مشترك على حزب الله؟!