Site icon IMLebanon

متغيرات طلاق سياسي؟!

الذين يتوقعون طلاقا بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، يرون رئاسة الجمهورية من زاوية الخلاف على ما سبق التفاهم عليه بالنسبة الى تأييد ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في مواجهة مرشح قوى 8 اذار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون، الى ان طرأ ما جعل رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري يطرح فكرة المرشح الثالث رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، ما ترك انطباعا لدى البعض بان الاتجاه السني نحو الطرف الماروني  الثاني  قد تغير  بنسبة كبيرة، فيما كان المقصود ربما كسر الجمود على امل البحث عن مرشح ثالث قادر على ان يصل الى قصر بعبدا (…)

ان التغيير الذي طرأ في اتجاه التحالفات سمح للبعض بالقول ان القوات اللبنانية قد تتجه الى انتخاب «الصديق  اللدود» للدكتور جعجع العماد عون، من غير ان يدرك هؤلاء سلبيات مثل هكذا تصرف يمكن ان يقلب الوضع السياسي في البلد رأسا على عقب، حيث سيضطر جعجع لان يكون في صف واحد مع حليف حزب الله مع ما يعنيه ذلك من ارتداد سياسي لا بد وان يؤثر سلبا على تحالف القوات مع تيار المستقبل اضف الىذلك تأثير الخطوة في مرحلة الانتخابات النيابية التي تعني بدورها تغيير التحالف السياسي، الذي لن يكون لمصلحة القوات، الا في حال عبرت هذه الموجة من دون ردود فعل سلبية!

السؤال الذي سيطرح على القوات لمصلحة من خروجها على التحالف مع تيار المستقبل الذي لا بد وانه سيضطر الى عقد تحالفات اخرى تصب في الضرورة في مصلحة طرف ثالث قد يكون اي جانب من 8  اذار،  وهذه اللعبة ليست في اي مجال تخدم مصلحة قوى 14اذار من غير حاجة الى القول ان حزب القوات قد «طلع» من التيار الاستقلالي حيث لن يكون بوسعه التحالف  مع غير  حزب الكتائب مع ما يعنيه ذلك من تراجع عن مواقفه التي بناها بعد طول صراع مع الذين ليسوا من خطه اضف الى ذلك ان تأثير تراجع عدد نواب القوات لا بد وان يصب في مصلحة طرف ثالث من الصعب تحديده من الان؟!

اما الجواب السياسي على خروج القوات من تحالف قوى 14 اذار فلن يكون من مصلحة التيار الاستقلالي، بقدر ما يصح توقع وصول النتيجة لمصلحة التيار العوني الذي سيحاسب جعجع على تصرفاته في مرحلة الانتخابات الرئاسية التي ستؤدي تلقائيا الى اقل نسبة من المتغيرات السياسية قبل ان تتضح نتائج مسعى الرئيس الحريري لجهة تكريس ترشيح النائب سليمان فرنجية الذي يسعى منذ بعض الوقت لافهام العماد عون بأن من الافضل له ان لا يكون منافسا له، كي لا تتكرس التباينات في الصف الواحد، اي صف قوى 8 اذار بما في ذلك قوى حزب الله الذي لن يتخلى عن عون!

اما السؤال الثاني، فمن المؤكد ان يراوح بين ما اذا كانت اصوات القوات والكتائب والاحرار ستصب لمصلحة عون، في حال استمر مرشحا في وجه فرنجية، وعندها ستتكرس عقدة النصاب حيث لن يكون رئيس جمهورية مهما اختلفت الاعتبارات السياسية الاخرى التي  قد تصدر عن بكركي وغيرها، سعيا وراء كسر التفاهم الطارئ على فرنجية الذي في غير وارد تغيير سياسته بحسب اجماع المراقبين الذين يخشون ان يتطور ترشيحه سلبا على صعيد الفكرة التي طرحها الحريري قبل ان يأخذ من الاخير اي تعهد يذكر (…) مع العلم ان فرنجية لا يزال مؤيدا لعون بشكل واضح وصريح!

ومن الان الى حين يمكن للرئيس  الحريري بلورة فكرة ترشيح فرنجية  وما اذا  كانت هناك تفاهمات على اساس سياسة العهد الجديد، سيكون كلام  عما اذا كان من تغيير في موقف القوات لما فيه مصلحة عون،  وهذا ينطبق على احوال حزب الله الذي يبقى متمسكا بترشيح عون طالما ان الاخير لم يغير موقفه من خوض معركة رئاسة الجمهورية؟

واللافت في المتغيرات هو مشهد التقارب بين حزب الله وحزب  القوات اللبنانية في حال غير الاخير من موقفه، وهذا ينطبق على حزب الكتائب الذي قد يعطي عون في حال بقيت التباينات ازاء ترشيح فرنجية بعكس ما تردد في اوساط سياسية مقربة من الحزب حيث قيل ان كل شيء وارد، شرط عدم انتخاب فرنجية لاعتبارات يفهم منها استمراره في موقعه السياسي القريب من حزب الله، والشيء بالشيء يذكر في حال لم تظهر مواقف سياسية توحي بتغيير في مواقف الزعيم الزغرتاوي في وقت لا يتجاوز نهاية كانون الاول الجاري؟!