Site icon IMLebanon

السياسيّون في استراحة والقتل يطارد الأبرياء

قبل خمسة ايام من حلول الخامس عشر من الشهر الجاري، حلّ الروح القدس على عدد من ابطال مسرحية قانون الانتخابات، فبعد ان كان وزير الخارجية جبران باسيل قد اعلن اطفاء محركاته، منتظراً خطوات انتخابية من الآخرين، التزم النائب وليد جنبلاط الصمت الموقت، والزم به انصاره وقياداته، افساحاً في المجال لمساعي الخير التي يحمل لواءها النائب جورج عدوان، الذي يتنقل بين عين التينة وبيت الوسط وكليمنصو، متأبطاً تفاؤلاً غير موجود، ومبشراً بقانون انتخاب قريباً، ان صدقت الاتصالات اما رئيس الحكومة سعد الحريري الذي هدد بانه لا يمكن ان «يكفّي في ظل الاجواء السلبية»، فضل ان يلتزم بسياسة ابو ملحم، الداعية الى الهدوء والايجابية، والاهتمام بالمشاريع العمرانية. في حين ان رئيس المجلس نبيه بري المترقب الحذر، لكل ما يصدر عن قصر بعبدا، فانه يعد الايام ليعرف ما هي اتجاهات العهد، ليبني على الشيء مقتضاه.

في هذه الاجواء المسترخية، يعمل حزبا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على ترميم ما اعترى تفاهمهما من اصابات كهربائية، حذرت مصادر رفيعة في التيار الوطني الحر، من استغلالها من قبل خصوم التيار والقوات، مؤكدة على علاقة استراتيجية، تربط القوات والتيار. كما ان السفير البريطاني هيوغو شورتر، وجد في الهدوء اللبناني فرصة، لتقديم نصائح دولته بوجوب التوصل الى قانون للانتخابات سريعاً، واجراء الانتخابات دون تأخير، وطبعاً سيلحقه عدد من السفراء الاجانب، للغرض ذاته، لان مصلحة بلادهم بان يكون لبنان مستقراً اولوية مطلقة، لانه «شايل» عنهم هم النازحين السوريين، وبهذه الروحية وهذا الخوف اعلن امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريس، ان هناك اخطاراً تهدد لبنان، بسبب مشاركة مواطنين لبنانيين في النزاع السوري مستغرباً، تأخر لبنان في اجراء الانتخابات النيابية.

لكن المؤسف المؤلم، ان الهدوء السياسي، الذي لا شيء يمنع ان يكون هدوء ما قبل العاصفة، لم يترجم امنياً حيث وقعت عدة حوادث قتل بالرصاص المتفلت، قضت على حياة ثلاث فتيات في عمر الورود، ما يلزم العهد، بوجوب وضع خطة كاملة وثابتة، لمكافحة حمل السلاح غير الشرعي وحتى الشرعي، ووضع ضوابط امنية وقضائية صارمة تطمئن المواطنين الذين يقتلون رميا في بيوتهم، او على الطرقات.

هذا الوضع غير المقبول، سبب اساس، من اسباب ضرب المواسم السياحية والفنية، وتحول دون مجيىء حتى اللبنانيين الى وطنهم.