Site icon IMLebanon

السياسة اليوم: عدالة القوة لا عدالة الحق!..

مع أن الطابع الغالب على ملامح الشرق الأوسط هو صورة المأساة، فان أسلوب تعامل العالم مع الأنظمة في المنطقة يطغى عليه طابع الهزل والمهزلة! ومن آخر فصوله الجولة التي يقوم بها جاريد كوشنير والوفد المرافق له في بعض الدول العربية ويختتمها بزيارة اسرائيل والالتقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية، والهدف تسوية سلمية للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وشاءت الصدفة أن يكون جاريد – هذا اليهودي الأميركي الصهيوني الهوى – هو صهر رئيس الصدفة دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، فمنحه صفة المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط! وما يعطي هذا التطور طابع الهزل والمهزلة هو ان الرئيس الأميركي وقبل انتخابه رئيسا كان يتبنى سياسة في الشرق الأوسط متطابقة حرفيا مع سياسة اسرائيل في موضوع السلام حتى بالصيغة الأكثر تطرفا كما ينتهجها ويتابعها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل! ولأن مبدأ حلّ الدولتين هو أصلا أميركي المنشأ، فان ما يفعله ترامب هو المغمغة في موضوعي الدولتين والاستيطان، دون التخلي عن اقتناعه الأصلي!

عالم اليوم مبني على عدالة القوة وليس على عدالة الحق، أو على قوة العدالة. ولهذا السبب ولأسباب وغيرها، يتعامل العالم بصفة عامة بنوع من الاستهانة بغالبية من الأنظمة العربية. ذلك ان العرب لم يتمكنوا، بل أساؤوا استخدام قوتهم العددية وقدراتهم المادية وثرواتهم الطبيعية وتحويلها الى قوة نوعية تفرض وجودها في المجتمع الدولي. ودول العالم العظمى تتبع سياسات واقعية بالاستناد الى ما يجري على الأرض، خلافا للعديد من الأنظمة في المنطقة التي تستند الى الايديولوجيا في ممارسة السلطة، وقادها ذلك الى التنابذ والاقتتال بسبب تباين الاجتهادات الايديولوجية، حتى صحّ فيهم قول أنطون سعاده اقتتالكم على السماء أفقدكم الأرض! واليوم عندما ينشب خلاف بين أطراف عربية، فانه لا يوجد مرجع عربي واحد يمكن اللجوء اليه من أجل الحلّ.ولذا نرى اليوم حشودا دولية تتزاحم على أبواب بعض العواصم العربية التي نشب خلاف بينها، ووفود تلك الدول العظمى تستثمر مثل تلك الخلافات العربية – العربية، لزيادة مصالح الدول العظمى وضمانها!

كانت القضية الفلسطينية قد فرضت وجودها في العالم بدافع عاملين: المقاومة الفلسطينية من جهة، وعمقها العربي والاسلامي والمسيحي من جهة ثانية. واليوم عندما ينظر العالم الى القضية الفلسطينية يجد انقساما فلسطينيا حادا بسبب خلافات ايديولوجية في بعض جوانبها، وتطاحن على السلطة في جوانب أخرى. كما يجد العمق العربي والاسلامي للقضية مدمرا ومشتتا ويقوم بعملية تدمير ذاتي مستمرة بجنون وغباء… فأي حلّ عادل نتحدث عنه؟! والعالم ليس جمعية خيرية، وانما هو سياسة واقعية يأخذ فيها كل طرف بحسب قدرته على الأخذ!..

شكر وتقدير للبروفسور

الدكتور نزار بيطار

رؤوف شحوري وعائلته يتقدمون بالشكر والتقدير الى البروفسور الدكتور نزار بيطار لما لمسوه فيه من الاقتدار والرقي والانسانية في معاملة مرضاه، ومتابعة ملفاتهم بأخلاق مهنية عالية واهتمام ودقّة مرحلة بعد مرحلة، مع مراعاة ظروف بعض المرضى الاقتصادية والاجتماعية.

ندعو الله تعالى ان يكثر من أمثاله، على أن يتم توزيعهم على بعض كبار المستشفيات الخاصة الأرستقراطية، والتي تترفع عن التعامل مع وزارة الصحة، لا لشيء إلاّ لأنها بحالة غرام وعشق وشغف وحب ل الكاش!

أطال الله في عمرك وأنت بالصحة والعافية لتكون القدوة والمنال يا بروفسور بيطار… حفظكم الله.

أخلاقيات المهنة في مستشفى الساحل

منذ أيام طلب مواطن في مستشفى الساحل أخذ خزعة من أحد أعضاء جسمه، ولكن الطبيب المختص قرر أخذ خزعتين لمصلحة المريض وللتثبت من النتيجة. وتبين لاحقا ان الخزعة الأولى كانت كافية ولا ضرورة للخزعة الثانية، وعلى هذا اتصل المستشفى بالمواطن وأعاد اليه ثمن ما دفعه بدل الخزعة الثانية…

وهنا أيضا ندعو الله ان يكثر من أمثال هذا المستشفى الذي يمارس المهنة بأخلاقيات طبية عالية، وليس على أساس انها أقصر طريق الى الثراء الشخصي الفاحش!