Site icon IMLebanon

مساعدات بطاطا وبيض

 

يتصدّر كيس البطاطا وكرتونة البيض مشهد المساعدات التي تقدّمها الجمعيّات التي اعتادت على مدّ يد المساعدة للعائلات اللبنانية «المستورة» خلال شهر رمضان، هي المرّة الأولى التي يكون فيها شديد الرمزيّة إلى حال الفقر العام التي تعصف باللبنانيين، الذين كانوا يساعدون باتوا يحتاجون إلى مساعدة والّذين كانوا يُزكّون عن أموالهم يحتاجون اليوم إلى من يتصدّق عليهم بعدما حبست المصارف أموالهم وسرقتها، لم يحدث أن جاء شهر رمضان المبارك والعوز وصمة عار على جبين الدولة ولصوصها الأسياد!

 

بالأمس سقط قتيل وجرحى في شمال لبنان خلال عمليّة توزيع مساعدات، عندما تتقاتل الناس من أجل اللّقمة فهذا يعني أنّنا وصلنا إلى نقطة الخطر الكبير وأنّ البلاد على وشك الذهاب إلى فلتان وفوضى البحث عن لقمة، وبالأمس أحد أكثر البرامج متابعة في فترة الظهيرة على شاشة الـmtv استهلّت الزميلة ريبيكا أبو ناضر حلقتها وفي عينها دمعة بالحديث عن عائلة لبنانية عندها سبعة أولاد لا يجدون شيئاً يأكلونه سوى لقمة «الخبز الحاف»، ربّما بات لزاماً على المرجعيّات الروحيّة والإجتماعية أن ترسل وفودها إلى الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدّة طالبة تزويد لبنان بمساعدات غذائية تتولى توزيعها بإشراف مؤسّسات تتعاطى هذا الشأن بشفافية وبعيداً عن الدولة ولصوصها الأسياد الذين يسرقون لقمة اللبناني التي تجيئه على صورة مساعدات من الدول العربيّة أو نشاهدها على رفوف السوبر ماركت، أو اللقمة التي يقال إنها مدعومة فنشاهدها على رفوف المتاجر في الدول الأفريقيّة، وبالتأكيد مع هكذا وزارة إقتصاد لبنان بدون شكّ ذاهب بسرعة الصاروخ باتجاه المجاعة!!

 

هذه مؤامرة حقيقيّة ومنظّمة تضرب حصارها على المواطن اللبنانية من ربطة الخبز إلى تنكة البنزين إلى كيس الحليب وجاء دور توزيع اللحوم بالقطّارة وفي شهر رمضان، هناك من يتعمّد إذلال اللبناني وتمريغ صبره وصموده بالأرض، الدويلة تنظّم صفوف بيئتها وتظهر لهم احترام كرامتهم، فيما الجمعيّات والمؤسسات التي اعتادت على ترقّب شهر رمضان لمضاعفة مساعداتها للناس تجد نفسها عاجزة وبالقليل القليل الذي معها تنازلت إلى الحدّ الأدنى من لقمة البيوت الفقيرة والمستورة التي تجد البطاطا والبيض طبقاً مشبعاً وفاخراً، ولكن..ماذا بعد؟!

 

اللهمّ اشهد أنّي قد بلّغت، لن تستطيع العائلات اللبنانية الفقيرة ولا التي كانت تسمّى متوسّطة الصمود من دون اللجوء إلى دول الخليج العربي لإنشاء مستودعات تكون هي الحارسة والمؤتمنة عليها على الأراضي اللبنانيّة، وإنشاء جسر جوي بينها وبين لبنان لمدّه بالمساعدات الغذائية لتخفيف وقع الجوع وحياة الضنك عن الشعب اللبناني المحتاج وبكافة طوائفه، وتنظيم مراكز توزيع في المناطق والمحافظات والقرى مع بطاقات تموين ممغنطة تحفظ المساعدات من السرقة وتحفظ كرامة اللبناني أيضاً من تحوّله إلى متسولاً للقمة العيش…

 

مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان استنجد في كلمته التي توجّه بها للبنانيّين لمناسبة حلول الشّهر الكريم طالباً المساعدة، لا يكفي ترك الأمر لمجرّد الكلمات والخطابات والمناشدات، المطلوب عقد العزم وقصد هذه الدّول العربية وتشكيل مجموعة إنقاذ طارئة تجتمع فيها الدول بهيئة واحدة لا أن يحدث ويتكرّر المشهد الذي تابعناه بعد تفجير مرفأ بيروت وكيف تعاملت وزارة الإقتصاد مع المساعدات، أبعدوا يد الدولة العابثة والسّارقة عن أي عمليّة مساعدة ممنهجة، حتى يستطيع شعب لبنان أن يواجه «دويلة إيران في لبنان» حتى لا نصحو ونسمع أن الدويلة أصبحت هي الدّولة!!