صار لازم الارتفاع الى القانون.
يخطئ من يعتقد بوجود مساواة بين الوزراء.
ويخطئ أيضاً من يزعم المساواة بين كتل نيابية وكتل سياسية.
ثمة نائب تعمشق بكتلة نيابية وازنة.
وهو لا يتمتّع بحيثية شعبية.
ومع ذلك فإنه يطرح نفسه، زعيماً سياسياً في منطقة، لو ترشح فيها، وحده، لنال بضعة أصوات، لا سواها.
كان الرئيس رشيد كرامي يقود لائحة سياسية، تضم نواباً لهم وزنهم السياسي.
ومع ذلك لا يجد أجد ان زعيم طرابلس، يغفل أدوار زملائه.
وهكذا، راح صائب سلام وعبدالله اليافي، يفعلان في بيروت.
وساعة نشب الصراع الانتخابي على أشدّه، بين زعماء العاصمة كانوا يخوضون المعارك والى جانب كل منهم أوزانه السياسية.
من أجل ذلك، جرى تقسيم العاصمة الى دوائر انتخابية.
وكان ثمة مرشحون في وجه عبدالله اليافي وصائب سلام، مثل الرئيس سامي الصلح وعثمان الدنا في الدائرة الثالثة، والرئيس رشيد الصلح في الدائرة الثانية من العاصمة.
ولا أحد ينكر دور الزعامة السياسية، في كل محيط ودائرة.
ويوم رشح الرئيس كميل شمعون خليل الهبري وفرضه نائباً في وجه صائب سلام، لم يستطع حذف زعامة سلام واليافي، وان برزت زعامة جديدة جسّدها عثمان الدنا.
كان السياسيون قبل الطائف، ملوك المناطق والدوائر.
… وأصبحوا بعد الطائف، ملوك الطوائف.
في عهد الرئيس فؤاد شهاب، برزت مجموعة اصدقاء له، منهم تقي الدين الصلح.
لكن تقي بك لم يعمل رئيس حكومة الا في عهد الرئيس سليمان فرنجيه.
الا انه ألف حكومة كل لبنان عشية مجيء هنري كيسنجر الى الشرق الاوسط.
يومئذٍ، كان الرئيس سليمان فرنجيه يرفض استقباله في لبنان، الا ان تقي الدين الصلح أفتى بعدم جواز تخوين الرؤساء والملوك العرب، الذين استقبلوا الوزير الاميركي ذا الميول الصهيونية، فاقترح الرئيس فرنجيه استقباله في قاعدة رياق الجوية، نظراً للنفوذ الفلسطيني على طريق مطار بيروت الدولي.
في السابق كان الخلاف سياسياً.
اما اليوم فإنه تكفيري حيناً، ومذهبي وطائفي أحياناً.
ومع ذلك، فان الخلاف الآن، يدور حول تقسيم البلد، أو على وحدته، لأن هذا الفريق له رأيه في كيفية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
لا احد يرأف بلبنان.
ولا أحد يعطي نفسه وزنه.
الا ان الأوزان تتداعى، امام رغبة كل فريق في مصالحه.
قبل ٤٨ ساعة، وقف وزير سابق باع ماضيه، من دون ان يربح حاضره، لا لشيء إلا لأنه كان يفتش عن مصالح شخصية، فاحترق سياسياً وهو يودع ماضيه المشرق لمصلحة آنية…