اللقب لا يحمله الانسان، بل يُمنح له.
وعندما أراد الحبر الأعظم، تكريم الفارس منحه لقب القائد.
وهو أرفع وسام يُعطى.
ويُعلَّقُ على الصدر.
ويُزين به كتف.
كان البابا فرنسيس، رائعاً في اختياره اللقب.
وحكيماً، كعادته، في انتقائه إياه.
ذلك أن رأس الكنيسة الكاثوليكية، أدرك أن عصام فارس، هو وجه لبناني كبير، لا زعيم أرثوذكسي.
ومَن يقود مسيرة الخير والعطاء، يبذل له الكثير.
ويمنح ما يستحقه عن جدارة.
وما يعجز عنه سواه.
ووفق البراءة البابوية الخاصة بالوسام، فإن النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء، أعطى خلال تمرسه بالسلطة، نشر ثقافة السلام والمصالحة.
وأبرز ما انطوت عليه البراءة، تعزيزه لتقاليد لبنان والشرق الأوسط، وفي مقدمتها تقاليد التنوع دينياً وثقافياً.
إلا أن الكاردينال الراعي أضفى على الوسام هدية ثمينة، وهي أيقونة السيد المسيح.
والميدالية البطريركية العليا.
ومن خصال الفارس الحميدة، أنه كان دولة في رجل.
وكان رجل دولة، في عطاءاته والانجازات.
وعصام فارس لم يترك جامعة، الا وكانت له فيها صروح للعلم.
ولم تبقَ في لبنان معاهد، الا وأرسى فيها معالم علمية وحضارية.
وكما قال نيافته، فقد كان عصام فارس رجل محبة ورائد وئام.
وليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب.
كان الى جانب القائد عقيلته السيدة هلا، ونجله نجاد وابنته نور.
الكاردينال يقود الكنيسة بعقل مؤمن بالله.
والقائد يسير بالقيادة من مجد الى مجد.
***
والكاردينال همه الأول، رئاسة الجمهورية.
والقائد همه الأول المواطن في جمهورية هدفها ديمومة لبنان.
وبين الكاردينال والقائد لبنان الواحد والدولة والمؤسسات.
كانت صيحة البطريرك مدوية: لبنان بحاجة اليكم، فلا تتركوه.
حمل القائد وسام القديس غريغوريوس الكبير، وشكر صاحب القداسة، ونيافة الكاردينال.
والفارس أصغى الى كلمة البطريرك.
ورد التحية بمثلها.
وأردف: اننا نراهن على همة المخلصين، لانقاذ لبنان.
ونحن نريد أن يبقى لبنان لؤلؤة هذا الشرق ومنارته.
هل بقي في لبنان جامعات ومعاهد، ولم تمتد اليها يد القائد.
هل بقيت منطقة أو مدرسة أو طريق في لبنان، ولم تصل اليها عطاءاته؟
ترك الفارس لبنان، يوم أدرك أن ما فعله ويفعله ينحسر تباعاً.
لكن الأوسمة تنهال عليه من كل دولة ومكان، ليبقى الأمل مشعاً في عينيه.
والكبير يبقى كبيراً، قال قداسة الحبر الأعظم.