Site icon IMLebanon

الى قداسة البابا فرنسيس: من أجل قيامة وطن !

 

 

لأننا مؤمنون أننا في حضرة الله والتاريخ، ولأننا مؤتمنون على قول الحقيقة لأنها تحررنا، ولأن الوطن والرسالة والشعب والشرق امام أخطر تحد، ولأننا امام رهبة الزوال والهجرة من آخر واحة للمسيحية الحرة في الشرق، نعترف امامكم وامام مذبح الرب، وانتم في خلوة مع اصحاب الغبطة البطاركة، اننا:

 

اولا: نحن كمسيحيين مسؤولون عن مصيرنا، أعطينا وطنا فريدا فحولناه بانانيتنا وانقساماتنا وفسادنا وتفاهاتنا وتذاكينا الى دولة فاشلة. قبل ان نضع اللوم على احد، نحن لم نكن على مستوى صناعة الغد وادارة المستقبل، نحن لم نلتزم بالقيم المسيحية ولا المبادئ التي تحيي، انحرفنا وراء عبادة السلطة التي تميت والمال الذي يعمي، في كنائسنا واحزابنا ومؤسساتنا واعلامنا. نحن بحاجة الى توبة، الى خجل، والى اكثر من نهضة وتجديد وربما ثورة في ضميرنا، نبدأ من نقد ذاتي عميق خطير لما ارتكبناه من حروب عبثية من قتال داخلي من صراع كراسي ومن مجازر انسانية ! وننهي الضياع في الهوية والانتماء والجذور والدور، ونطل على حداثة بعيدا عن عشائرنا واقطاعنا والقبائل!

 

ثانيا : نحن كلبنانيين، على اختلاف طوائفنا والتوجهات، لم نعرف ادارة هذا التنوع وهذه الشراكة، ولم نبن حتى فكرة دولة وقانون وعدل ودستور ومواطنة ومساواة، بالفعل وليس بالنص. كان نظامنا مزيجا من الطائفية والعنصرية والمذهبية، ما سمح بتقاسم الفساد والسرقة والنهب، وكان عصيا على تغيير او حتى تعديل واصلاح، لا في قوانين انتخابات تكرّس المناصفة الفعلية ، دون هيمنة او ذمية، ودون ارتهان للخارج وامواله ومشاريعه. نحن جرفتنا المظاهر والقشور، وقبلنا الاستتباع لمشاريع كل الاخرين !لا يحق لأحد أن يغسل يديه!

 

ثالثا: نحن كدولة دفعنا منذ استقلالنا ثمن كل مشاكل المنطقة بدءا من انشاء دولة اسرائيل وحروبها واحتلالها حتى تحرير لبنان، ومفاعيل النزوح الفلسطيني الذي شكل عنصر اضطراب داخلي بسبب تدخلاته في ازمات الداخل، لكن التحدي باق بانتظار حل عادل وسلام يعطي دولة فلسطينية يعيد اللاجئين ويسترجع ما بقي محتلا من ارضنا. ان سلاح المقاومة صار جزءا من معادلة يصعب حلها دون وضوح مستقبل المنطقة ما يشكل ازمة تستدعي الاتفاق على خطة وطنية دفاعية. ثم اتى النزوح السوري، بضع سنوات بعد انسحاب الجيش السوري، وتصاعد الارهاب والتكفير، ليشكل مقتلا في امن وديموغرافيا وطن، بدأ توازنه يهتز اصلا بشكل مريب.

 

رابعا :نحن انهرنا كنظام كنا نسوقه كنموذج، لكنه صار فضيحة ،عقم على عجز على ذل، في سرقة العصر من ودائع الشعب، وانهيار النقد، وانفجار مرفأ في أسوأ تدمير للعاصمة، وسقوط المصارف والمستشفيات والمدارس والجامعات والنخب، ما جعل المجتمع الضاج بالحياة، متسولا لاتفه حاجياته، وفقد الروح.

 

نقاش!

 

٦/ مساحة اكبر للابداع في لبنان، للقوى القادرة على صناعة الافكار والاعمال، على الريادة، اعادة صياغة ما يتوحد اللبنانيون حوله، حلما او مشروعا، او رجاء !

 

٧/ ان نفكر ونعمل معا ككتلة مسيحية واحدة في ما هو ابعد من مذاهب وطوائف، ومن احزاب وقوى. لا مجال ليربح او يخسر اي طرف وحده، انه مصير شعب وقضيته ! ليس فقط في لبنان بل في كل المشرق ! ثوابتنا الحريات بكل ابعادها الديموقراطية وحقوق كل انسان.

 

٨/ ان يشكل هذا اللقاء لجنة متابعة دائمة لوضع خريطة طريق او لتطبيق ما يتفق عليه، وعلى مواكبة كل تطور، حتى لا يكون لقاء ليوم !

 

فلنعترف باننا كمسيحيين امام اخر رمق، في الشرق نزيف حتى الموت، لن تبقى حتى الحجارة، وفي لبنان حشرجة ! ولا يكفي بيان دعم ولا الصلاة. الغد قدرنا لكنه ايضا وقبل اي شيء ارادتنا وفعلنا !

 

فلنعبر من الازمات الى النهضة ومن الموت الى حياة افضل ! لاننا قياميون !

 

ولأن لبنان، رغم كل شيء، يستحق !