IMLebanon

على من تقرأ مزاميرك يا قداسة البابا؟  

 

 

لطالما ردّد البابا تعابير المحبة للبنان في كل طلّة من طلاّته.. فتاريخ بابا الڤاتيكان مع لبنان معروف… فالبابا يوحنا بولس الثاني زار لبنان في العاشر والحادي عشر من أيار عام 1997 لتسليم الارشاد الرسولي المنبثق عن السينودوس «رجاء جديد من أجل لبنان» وقد وجه يومذاك كلمة خصصها للشباب اللبناني حثهم فيها على الاسراع في المصالحة وفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان الذي اعتبره أكثر من مجرّد بلد بل رسالة سلام»…

 

كذلك فإنّ زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان من 14 وحتى 26 أيلول عام 2012 لتقديم الإرشاد الرسولي الى أساقفة الشرق الأوسط، والمنبثق عن السينودوس الخاص الذي انعقد في تشرين الاول من العام 2010.. زيارته تلك جاءت كمحطة أمل ورسالة سلام ودعوة للحرية الدينية.. من هنا كان كلام بابا الڤاتيكان دائماً مؤثراً وفاعلاً ويؤخذ على محمل الجدّ…

 

ولكن رغبة البابا فرنسيس التي تجسّدت بتخصيص يوم كامل للتشاور مع قادة الكنائس المسيحية التابعة لسلطته مباشرة.. أخذت حيّزاً كبيراً من حيث النتائج، فاهتمام الڤاتيكان بالشأن اللبناني ليس جديداً، إذ يعود لأسباب تاريخية أبرزها العلاقة المتينة بين روما وبطاركة الموارنة منذ قرون..

 

ولكن نقول لقداسته، وإلى غبطة البطريرك الراعي الذي ذهب الى روما والڤاتيكان ليكون الى جانب قداسته…

 

«فالج لا تعالج»…

 

لقد وجّه قداسة البابا من الڤاتيكان الى العالم كله رسالة واضحة المعالم ودعوة صريحة لإنقاذ لبنان، واعتبر هذه الدعوة أمانة في أعناق المسؤولين.

 

هذه هي الخلاصة العريضة ليوم الصلاة من أجل لبنان في الڤاتيكان، فما حصل في عاصمة الكثلكة لا يقبل جدلاً لأنه يمثل الروحية من خلال جمعه رؤساء عشرة مذاهب مسيحية في لبنان والشرق، كما لا يقبل التشكيك في دلالاته المعنوية والرمزية والعملية التي تشكل منطقاً لاحتضان قضية الشعب اللبناني المعذب عبر الارشاد الرسولي الذي أنجز بدفع من الڤاتيكان بعد الحرب الأهلية…

 

ويمكن القول إنّ البابا فرنسيس بإطلاقه رسالته البالغة الأهمية والتي توجه خلالها بالصلاة في هذا اليوم من أجل لبنان، تعتبر وثيقة تاريخية غير مسبوقة لجهة المواقف التي تضمنتها أمام أسماع ومشاهدات ممثلي الدول الذين حضروا القداس الختامي.

 

رسالة البابا وحدها بَدَتْ حدثاً موازياً لدلالات اليوم اللبناني التاريخي في الڤاتيكان، إذ إنّ التوجّه الى اللبنانيين والمسؤولين السياسيين من جهة، وإلى دول العالم من جهة أخرى، جعل البابا يرتقي ويتميّز بإعطائه لبنان هذه الأهمية، ما يعتبر سابقة بكل المعايير، ولم يكن الحدث حدثاً عادياً إطلاقاً. فبعد فرنسا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية ومنتديات دولية أخرى، جاءت كلمة البابا فرنسيس وموقفه الذي ندّد بالتضحية بلبنان بسبب المصالح الخاصة، فجاء الامر تتويجاً للإدانة الدولية للمسؤولين السياسيين اللبنانيين بموازاة إدانته لاستخدام لبنان لمصالح خاصة والتضحية به حتى أمام المصالح الخارجية.

 

يوم التأمّل والصلاة من أجل لبنان الذي دعا إليه البابا فرنسيس بمشاركة عشرة من المسؤولين الكنسيين في لبنان، 6 يمثلون الكنيسة الكاثوليكية، 3 يمثلون الكنائس الارثوذكسية وواحد يمثل الكنائس الانجيلية في غياب كنيسة الارمن الكاثوليك التي توفي بطريركها الاسبوع الماضي رحمه الله.

 

الملاحظة التي لفتتنا هي جلوس فخامته في القصر أمام شاشة تلفزيون الـO.T.V يتابع القداس. والسؤال هنا ألم يكن التنديد بالسياسيين الذين ضحّوا بلبنان وبالشعب اللبناني على مذبح المصالح الخاصة تتويجاً للإدانة الدولية للمسؤولين السياسيين اللبنانيين أيضاً؟ فماذا كان رأي فخامته؟ وكيف تعامل مع هذا الحدث؟

 

كي لا نظلم أحداً علينا أن ننتظر… ولكن من خلال تاريخ هذا الرجل فإنّ مصلحته الخاصة هي الأعلى كما حدث في عامي 1988 و1989 إذ نستطيع القول إنّ كل هذا الصلاة، وكل هذا الكلام لن يؤثر بفخامته ولن يترك صدى عنده.

 

ونقول أيضاً إنّ 15 سنة قضاها في فرنسا هارباً، وكان يجب أن يتعلم منها شيئاً لم تعمل عملها، فيبدو انه بعد الحكم مدة 5 سنوات نستطيع القول إنّه لم يتعلم شيئاً بل بالعكس فكل حكومة تبقى سنة لتشكل «لعيون صهر الجنرال» كما قال هو نفسه. كذلك الفراغ لسنتين ونصف السنة فكان ممنوعاً على المجلس أن ينتخب أي لبناني مرشح كائناً من كان غير فخامة الجنرال.

 

نعود الى البداية فالج لا تعالج… فاللبنانيون سيظلون في عذاب ومعاناة… فلا كهرباء ولا مازوت ولا بنزين وعليك أن تنتظر 4 أو 5 ساعات للحصول على 20 ليتر بنزين… والأسعار «ولعت» فأصبح سعر صفيحة البنزين 71 ألف ليرة، ولا دواء ومعظم الأدوية مفقودة وفوق كل هذا، أموال الشعب اللبناني محتجزة في البنوك وأموال البنوك استدانتها الدولة ولا تريد أن تعيدها إليها… على حد قول فيلسوف عصره الرئيس حسان دياب ومعه مجموعة من الوزراء المتخلفين منهم راؤول نعمة ومنهم من يطمح للوصول الى حاكمية مصرف لبنان.

 

أخيراً، يبدو ان علينا أن ننتظر نهاية عهد فخامته لأنه طالما هو موجود، فلا أمل ولا رجاء من هذا العهد الفاشل.