لم يعد سرّاً أن بعض مواقف قداسة البابا فرنسيس الأول يثير انقساماً حاداً، لا يزال محصوراً في الرأي حتى الآن. وقد ازداد هذا الانقسام حدة مع إعلان الحبر الأعظم أنه «منفتح» على أن يبارك زوجَين مثليين إذا طلبا منه الحصول على البركة وذلك من باب المحبة الرعوية، لأننا لا يمكن أن نكون فقط قضاة ينكرون ويرفضون ويستبعدون. علماً أن قداسته أضاف يقول جازماً بوضوح لا يحمل لبساً أو غموضاً: أن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال تعتبر العلاقات المثلية خطيئة موضوعية، ولا تعترف بزواج المثليين.
لم يكتفِ فريق مرموق من الكرادلة والأساقفة في الفاتيكان وسائر الدرجات الاكليريكية في مختلف أنحاء العالم بالتوضيح أعلاه وأعلن كبارٌ فيه، بالصوت العالي جداً، معارضتهم هذا الاتجاه وأيضاً اتجاه السينودس الحالي الى وصول المرأة الى الرتبة الكهنوتية. وفي طليعة المعارضين رئيس الأساقفة VIGANO الذي يوجّه المنشورات والرسائل الرعوية المطولة العديدة منتقداً سلوك رأس الكنيسة الذي لا يزال يعترف به «خليفة بطرس»، ولكنه يدعو الى عدم إطاعته في ما يعتبره خروجاً على الإيمان الكاثوليكي.
أنصار مواقف البابا فرنسيس يذكّرون بأن الربّ المسيح غفر للخاطئة مريم المجدلية، وهو القائل «جئت من أجل الخطأة».
أما المعترضون فيردون بأن المسيح غفر للمجدلية لأنها تابت عن خطيئتها، بينما زواج المثليين هو إمعان في الخطيئة. ويشيرون الى أن البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني (الذي وصف لبنان بأنه رسالة) رفض استقبال الفنانة العالمية الشهيرة جداً مادونا، لأنه لم يلمس في طلبها مقابلته دلائل التوبة عندها.
أما بالنسبة الى كهنوت المرأة فيقولون إن سيدتنا مريم العذراء، التي هي عند المسيحيين سلطانة السماء والأرض، لم تكن حاضرة في العشاء السري الذي هو أساس القداس الإلهي. علماً أنها لم تغب عن المناسبات الأساسية التي ذكرها الإنجيل المقدس بالتفصيل، وتلك رمزية لا يجوز إغفالها. (والبحث يطول…).