ما زال رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفي مجالسه يطلق اشارات ايجابية في حوزته حول الاستحقاق الرئاسي مبديا تفاؤله في هذا الاطار، ما دفع مصادر نيابية الى التساؤل حول ما في جعبة «ابو مصطفى» من معلومات تدفعه الى هذا التفاؤل في غمرة المساحة التشاؤمية الواسعة علي الصعيدين الداخلي والاقليمي، وعليه، ان الرئيس بري لا يطلق كلامه في الهواء الطلق دون ان يستند الى معطيات ووقائع وربما ان المعنيين بالملف اللبناني من جهات اقليمية فاعلة قد المحوا إليه ما يحضر للبنان من تسوية تنتج رئيسا للجمهورية في مرحلة قريبة.
وفي هذا السياق، تقول اوساط سياسية عليمة ان زعامات وقيادات سياسية اخرى تفصح امام زوارها واصدقائها عن معطيات ايجابية ظهرت مؤخرا تنبئ بتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى الرغم انه ليس هنالك من معلومات واضحة او اتصالات تصب في هذا المعطى الذي اشاع الاجواء التفاؤلية حول انتخاب الرئيس لاولوية المجتمع الدولي وتفرغه لما يحصل في العراق وسوريا وايضا في غياب التقارب الايراني – السعودي وصولا الى الانقسام الداخلي بين المكونات السياسية الداخلية.
اما ماذا استجد واستوجب او خلق هذه الحالة الراهنة وبدّل من المعطيات السابقة، فان الاوساط المذكورة تشير الى ان قداسة البابا فرنسيس كان له الدور الابرز في حض المجتمع الدولي على انتخاب رئيس للجمهورية لجملة اعتبارات، اذا بداية وبعد هذا التهجير المسيحي من العراق وسوريا وما يتعرضون له من استباحة وتنكيل وعدوان مستمر فان المخاوف ازدادات من ان يمتد هذا المسلسل الذي لا حدود له الى لبنان.
وبالتالي، الفاتيكان، بحسب هذه الاوساط، على بينة واضحة من خصوصية لبنان السياسية والداخلية والمسيحية على وجه الخصوص، وايضا مواكبة ومتألمة في الوقت عينه للخلافات المسيحية – المسيحية ومتابعة للملف الرئاسي وكل ما يحيط به محليا ومسيحيا وتعلم علم اليقين اهمية الرئيس الماروني والوطني في هذه المرحلة بالذات وضرورة تحصين هذا الموقع كي لا يذهب في غمرة هذه التحولات والمتغيرات وحيث يختلط الحابل بالنابل محليا واقليميا. واشارت الاوساط الى ان اطالة الشغور الرئاسي امر مخيف وقد يسبب فراغا على مستويات كثيرة ويضعف الموقف المسيحي وخصوصا ربطا بما يجري من حروب في المنطقة وما يتعرضون له من مآس وتهجير. ما ادى الي تحرك شخصي من الحبر الاعظم ودوائر الفاتيكان التي تحركت باتجاه العواصم الكبرى وخصوصا انها على معرفة وثيقة ولصيقة بما يجري على الساحة المسيحية في لبنان عبر السفير البابوي وايضا من خلال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهنالك لقاءات ومشاورات في الفاتيكان عميقة وصريحة ومقلقة في آن حيال الوضع اللبناني والمسيحي والشغور الرئاسي.
وعلى هذا الاساس، تعول الاوساط المعنية على الدور الفاتيكاني لانتخاب الرئيس لان المعطيات تشير الى تجاوب لافت قوبلت به عاصمة الكثلكة في العالم والامور موضع متابعة بشكل شبه يومي والمؤشرات تصب في اطار تفعيل هذا الدور وتلك المساعي، على ان تتبلور في وقت ليس ببعيد خوفا من ارتفاع منسوب التطورات الاقليمية وحيث القلق على المسيحيين حينها يتعاظم وتفلت الامور من عقالها ربطا بما يحصل، وعليه الاسراع في انتخاب الرئيس الماروني اللبناني وفي هذه المرحلة بالذات له دلالته على مستوى الوجود المسيحي ودعمه وايضا على صعيد تحصين الساحة الداخلية في لبنان.