IMLebanon

الكتلة الشعبية: الكلام المباح بعد الأربعين

مع اقتراب أربعين النائب والوزير السابق إلياس سكاف، يشتدّ السجال بين عائلته، من جهة، وراعي أبرشية زحلة للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش والوزير السابق سليم جريصاتي من جهة أخرى. السجال خرج الى العلن بعد الحديث عن تعميم أصدره درويش، يوصي كنائس الطائفة «بعدم السماح للعلمانيين بالتكلّم في الكنيسة قبل الاحتفالات اللترجية وأثناءها وبعدها، إلا بإذن من المطرانيّة، والامتناع عن إقامة القداديس السياسيّة».

تذكير درويش كنائس أبرشيته بضرورة التقيّد بهذا التعميم، رغم توضيحات المطرانيّة بأن تاريخ نشره يعود الى ما قبل سنة ونصف سنة، اعتبرته مصادر مقربة من الكتلة الشعبيّة رسالة الى عائلة سكاف.

«حالياً، لن ندخل في حرب الردود والردود المضادة احتراماً لذكرى إلياس بك وحرصاً على مشاعر جمهوره ومحبّيه»، موقف يجمع عليه كوادر الكتلة الشعبيّة وأعضاؤها، لافتين الى أن «السكوت عما يجري لا يعني أننا عاجزون عن وضع النقاط على الحروف وفضح المستور. وسنضع أمام الرأي العام اللبناني بشكل عام، والزحلي على نحو خاص، حقيقة ما كان يجري قبل غياب الراحل وبعده. لكن ذلك أوانه بعد إقامة قداس وجناز لراحة نفسه نهاية الشهر الجاري». ولا يخفي هؤلاء عتبهم على مواقف جريصاتي، إذ «كيف لمن يدّعي صداقتنا إبداء الآراء حول وصية الراحل، في وقت يراعي فيه خصومنا السياسيون مشاعرنا في فترة الحداد».

السجال الراهن يضعه منسق هيئة زحلة في التيار الوطني الحرّ أنطوان بويونس «في إطار التنافس على وراثة الزعامة الكاثوليكية في زحلة. ونحن ننأى بأنفسنا عن أي سجال يدور على الساحة الزحليّة في هذا الشأن»، مؤكداً أنه «لا يوجد أي تواصل بين الهيئة وجريصاتي ولا حتى زيارات متبادلة، رغم العلاقة التي تربطه بالرابية التي ليست في وارد الدخول، لا من قريب ولا من بعيد، بما يصدر عن جريصاتي في هذا الشان».

وعن علاقة التيار مع الكتلة الشعبيّة، أكد بويونس أن التواصل «لم ينقطع يوماً، قبل رحيل سكاف وبعده، رغم التباين في الآراء الذي خلّفته نتائج الانتخابات النيابية عام 2009. ونسعى الى أفضل العلاقات مع آل سكاف انطلاقاً من اقتناعاتنا الزحليّة بالحفاظ على هذا البيت العريق الذي ارتبط اسمه بتاريخ زحلة المعاصر، وبناءً على توجيهات قيادة التيار»، متمنياً على جريصاتي العمل على ردم الهوة بين المطران درويش والكتلة الشعبيّة لقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر.

في السياق، يتحدث «عونيو سكاف» عن أن الراحل لطالما شكا، في أكثر من مناسبة، من «حرتقات» جريصاتي «الذي كان يغتنم أي فرصة لانتقاد سياسة الكتلة الشعبيّة وزعيمها». ويؤكد هؤلاء أن جريصاتي «لعب دوراً سلبياً من خلال إقناع سكاف بعدم التحالف معنا في الانتخابات البلدية عام 2010».

الجميع في زحلة ينتظر انتهاء فترة الحداد، وما سيصدر عن الكتلة الشعبية من مواقف، وخصوصاً أن الأخيرة في صدد وضع خطوط عريضة للمرحلة المقبلة، من ترتيب البيت الداخلي الى درس التوجهات على الصعيد الوطني.