يحاول اليهود القول بأنّ أرض فلسطين ليست للفلسطينيين بل هي لليهود، متناسين الدخول بموضوع الكنعانيين، السكان الأصليين لفلسطين.
لذلك لا بدّ من إلقاء الضوء على هذه القضية بكل موضوعية لإثبات حق الفلسطينيين بوطنهم فلسطين لأنهم سكانه الأصليون.
ويتساءل المؤرخون: هل لإسرائيل الحق في أرض فلسطين كما تدّعي؟ التاريخ لا يشير الى حقها في ذلك. فأرض فلسطين تعود تاريخياً للكنعانيين.
وَلْنَعد الى ما قبل 3000 سنة الى العام 2000 قبل الميلاد حيث كانت فلسطين تسمّى أرض كنعان.
وعندما جاء ابراهيم نبي الديانات التوحيدية الثلاثة: الاسلام والمسيحية واليهودية، من حاران الى كنعان. وبعد 200 سنة جاء يعقوب المعروف أيضاً بـ”إسرائيل” وهو ابن اسحق بن ابراهيم.
اليهود حتى هذا الوقت لم يؤسّسوا دولة، بل كانوا عبارة عن قبائل متفرقة وقليلة العدد. أما الأرض فظلّ اسمها كنعان وتسيطر عليها مصر.
حوالى سنة 1500ق.م. جاء النبي موسى وحاول دخول كنعان لكنه فشل في ذلك، وبعد موسى جاء يشوع وعاش مع بني إسرائيل في أرض كنعان. والعديد من الأنبياء من بعده مثل داود وسليمان اللذين أسّسا ما يسمّى بمملكة داود وسليمان حوالى 1000ق.م.
بعد وفاة الملك حوالى 800ق.م. انقسمت المملكة الى قسمين: الشمال مملكة إسرائيل، والجنوب مملكة يهوذا وعاصمتها القدس. عام 587ق.م. هاجم ملك بابل المملكة وهدم هيكل سليمان. وفي عام 530ق.م. استولت الامبراطورية الفارسية على ما تبقى من مملكة اليهود وسمحت لليهود بالعيش في القدس وإعادة بناء هيكل سليمان، وحوالى عام 300ق.م. سيطر الفرس وعاش اليهود مرتاحين في ظلّ حكمهم حتى غزا الاسكندر المقدوني الأرض، ولنا عودة الى علاقة الفرس باليهود. وحوالى سنة 50ق.م. احتل الروم الأرض ثم ظهر يسوع في بني إسرائيل فلم يقبلوه وزعموا انهم قتلوه فهربوا من هناك وانتقلوا الى أماكن بعيدة وكثيرة. وفي حوالى سنة 300 وحتى 400م. تحكمت المسيحية بالأرض الكنعانية ومن ظهر من اليهود حوكم بتهمة قتلهم المسيح.
وحوالى سنة 600م. جاء المسلمون واحتلوا الارض في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتمّ فتح مدينة القدس وما يحيط بها.
رحّب اليهود بالمسلمين على أمل خلاصهم من الاضطهاد… ولأوّل مرّة عاش الجميع في هذه الأرض بسلام، سواء كانوا من المسلمين أم المسيحيين أم اليهود. وهذا ما يسمّى بالعصر الذهبي لليهود.
عام 1099 استولى الصليبيون على القدس وذبحوا كل يهودي صادفوه. في عام 1187 استعاد صلاح الدين الأيوبي القدس وطرد الصليبيين منها ودعا اليهود للعودة. ثم جاء العثمانيون… وبعد الحرب العالمية الأولى عندما خسر العثمانيون الحرب، انتقل الحكم الى بريطانيا حيث وعدوا إسرائيل بفلسطين (وعد بلفور)، وتتتابع القصة حيث كان عام 1948 يوم استولى الصهاينة على فلسطين وشرّدوا أهلها الى بلدان عدّة.
كل هذا يدلّ دلالة واضحة على ان الفلسطينيين هم سكان فلسطين الأصليون… والأرض لهم لا لليهود الذين كانوا يشكلون أقلية في تلك الحقبة.
ولنا عودة في حلقة ثانية عن الادعاءات الاسرائيلية بأنهم اشتروا أراضي فلسطين وصارت ملكاً لهم.