IMLebanon

4 آب في مواجهة مسؤولي الإنفجار والإنهيار

 

على الأرجح لن تكون المحطة السياسية المقبلة في الاعلان عن تشكيل حكومة جديدة، بل في الإعلان عن غضب عارم في يوم الرابع من آب، الذكرى السنوية الأولى لتفجير بيروت ومرفئها.

 

قد يحاول الممسكون بالسلطة تسريع التكليف والتشكيل الا ان الوقت القصير لن يُسعفهم حتى لو سارت الأمور بسلاسة تامة بعد اعتبار الخلاص من سعد الحريري انتصاراً تاريخياً. وحتى لو نجح اصحاب السلطة في تقديم تشكيلتهم، فإنهم تأخروا كثيراً، وتآمروا كثيراً، وأفرغوا البلاد من عافيتها تماماً عشية مناسبة هي الأخطر في تاريخ لبنان، لأنها تختصر في حد ذاتها كل موبقات العصابة المهيمنة، التي قادت الى الانهيار مثلما قادت الى الانفجار.

 

لقد دمرت العصابة الاقتصاد وسرقت اموال الناس واستباحت الدولة وحدودها، وها نحن نعيش عصر جهنم، حيث تتوالى التحذيرات والوقائع عن العتمة الشاملة، والعطش الوطني، والجوع العام، وفقدان الدواء والحياة، والهجرة بلا عودة… ويحصل كل ذلك، فيما تتراكم مفاعيل 4 آب، حيث تسعى العصابة لمنع التحقيق، فتخترع لنفسها حصانات تعمل بوقاحة لفرضها، بهدف منع التحقيق من الوصول الى نتيجة والتغطية على جريمة اعتبرها العالم ثالث اكبر تفجير غير نووي في تاريخ البشرية، قبل ان ينتبه الى ان الانهيار الاقتصادي المتعمد في لبنان، هو أيضاً ثالث اكبر كارثة في تاريخ العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

 

لن تكون ولادة اي حكومة عملية سهلة استناداً الى شروط الشهور التسعة التي استغرقها إخراج الحريري من التكليف، ولن يقبل عاقل مواجهة الناس في غضبتهم في وجه المسؤولين عن الانهيار والانفجار يوم 4 آب، ولا نعتقد ان النصائح مفيدة في تغيير مسارات الأمور، فالنصائح تحتاج احياناً الى لكمة تدعمها، كما قال يوماً الرفيق كونفوشيوس.