IMLebanon

ترامب وإسرائيل يعترفان بتفجير المرفأ… ثم يتراجعان  

 

بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب عام 2020، قال كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، إنّ التقارير الأولية بشأن انفجار مرفأ بيروت توافقت مع تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن أسبابه. كما أشار الى أنّ تصريحات ترامب الأولية توافقت مع تقارير استخباراتية حصل عليها الرئيس عقب الانفجار.

 

وكان ترامب أشار، الى ان الانفجار الهائل الذي ضرب المرفأ وأسفر عن مقتل العشرات، وإصابة الآلاف، بوصفه هجوماً محتملاً.

 

معلومات ترامب هذه، تناقضت مع حديث مسؤولين أميركيين تحدثا الى «رويترز» (لم يكشفا عن اسميهما) فقالا إنّه لم يتضح من أين يحصل ترامب على معلوماته، مشيرَيْن الى ان المعلومات الأولية، لا توضح على ما يبدو أنّ الانفجار بسبب هجوم.

 

من جهة ثانية، أثار خبر منسوب لصحيفة «هآرتس» العبرية، بأنّ انفجار مرفأ بيروت سببه هجوم نفّذه الجيش الاسرائيلي، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وكالة الصحافة الفرنسية أشارت الى أنّ خبر «هآرتس» غير صحيح، وأكدت ان الصحيفة المذكورة لم تنشر شيئاً من هذا القبيل.

 

وما عزّز كلام هآرتس، تردد أخبار أخرى عن إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، المسؤولية عن انفجار بيروت…

 

ويتساءل المراقبون: لماذا تراجع ترامب عن تأكيداته، من خلال مسؤولين أميركيين مجهولي الاسمين حتى الآن؟ ثم لماذا تراجعت إسرائيل عن إعلان مسؤوليتها من خلال رئيس وزرائها يومذاك؟

 

ربما يكون الأمر واضحاً… فإسرائيل لم تستطع أن تتحمّل مسؤولية هذه الكارثة، التي أودت بحياة أكثر من 214 بريئاً، و5000 جريح، وتهجير 300 ألف مواطن من منازلهم، وتدمير مستشفيات، ومدارس ومقار مدنية، وشلّ الحركة في أكثر من نصف مساحة العاصمة اللبنانية بيروت.

 

وقد يكون تراجع ترامب أيضاً، لإبعاد المسؤولية عن إسرائيل، نظراً لضخامة وهول الحادث. كما يعني النفي إبعاد شبح الغضب العالمي ضد هذه الجريمة المروّعة.

 

وإلاّ، كيف يُفَسّر سماع أشخاص في مناطق مجاورة لمرفأ بيروت، أصوات طائرات حربية في السماء قبل الانفجار بقليل؟

 

كذلك كيف تمّ نفي الأخبار التي بثتها وسائل إعلام «إسرائيلية» مفادها أنّ إسرائيل استهدفت مخازن أسلحة تابعة لـ»حزب الله» كانت مخزّنة في المرفأ..

 

وما يعزّز تراجع إسرائيل عن تبنّيها عملية التفجير، ما تبنّاه صحافيو مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في القدس، من أنّ هذا الخبر لم يكن موجوداً أصلاً في صحيفة هآرتس.

 

تراجع الرئيس ترامب، وتراجع إسرائيل، يؤكد أنّ هناك تنسيقاً بين «التراجعين»، لسبب بسيط وواضح، هو دَفْع المسؤولية وإبعادها عن الدولة العبرية، خوفاً من الرأي العام العالمي، الذي هالَهُ ما تركته جريمة التفجير من دمار وخراب وبؤس وقضاء على عدد كبير من الأبرياء.

 

إنّها جريمة العصر، إثر انفجار مادة نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12… ولكن ومهما كانت أسباب تراجع ترامب و»إسرائيل» عن اعترافهما بالجريمة.. يبقى السؤال الأهم: مَن جاء بنيترات الأمونيوم؟ ومَن أدخلها، ومَن خزّنها من دون أي تدابير وقائية؟ ومَن سحب كمية كبيرة منها؟ وإلى أين كانت وجهتها؟

 

كلها أسئلة تحتاج الى أجوبة، حتى يصل التحقيق الى مبتغاه. وحتى لا يضيع حق أصحاب الضحايا؟

 

أهم ما في هذه الجريمة انها تعتبر جريمة ضد الانسانية، وبالتالي يجب إحالتها لمحكمة دولية مختصّة بالجرائم الانسانية، ولو حدث ذلك لكانت إسرائيل عوقبت على هذه الجريمة كما هي الحال مع دولة ألمانيا التي لا تزال تدفع الأموال عن محرقة «هولكوست» التي ارتكبت ضد اليهود أيام هتلر.